مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر رجب 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان ( (عيد جمعة رجب وعلاقتنا بالهوية الإيمانية) )
التاريخ: 1/ 7 / 1445ه‍
الموافق: 2024/1/12م
الرقم : ( 26)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🎙️أولاً: نقاط الجمعة  
1-جمعة رجب هي بمثابة عيد لنا كيمنيين وهو اليوم الذي دخلنا فيه الإسلام وهذه ميزة وفضيلة لاتوجد لدى أي شعب ولم نعرف بقية الأعياد إلا من خلاله
2-أعظم نعمة علينا هي نعمةالإيمان وقد قال فينا رسول الله (الإيمان يمان...) ونحن في هذه المرحلةالحساسة في أمس الحاجةإلى التمسك بالهويةالإيمانية والمحافظة عليها جيلا بعد جيل
3-لا بد أن نفهم أن الله يختبرنا في إيماننا (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) لأن الله لا يقبل مجردالانتماء المعرفي بدون عمل
4-لن يحفظ لنا إيماننا ووجودنا واستقلالنا وحريتنا إلا صدق الانتماءوالمحافظة على هويتنا فهناك استهداف منظم من قبل الأعداء لضرب هويتنا خصوصا ونحن في عصرالإعلام والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي
5-موقف قيادتنا وحكومتنا وشعبنا من القضيةالفلسطينية هو تجلٍ من تجليات الإيمان والحكمة لذلك سنستمرفي الخروج الفاعل في  المظاهرات والمقاطعةللمنتجات الأمريكيةوالإسرائيلية ومباركةعمليات القوات الصاروخيةوالجوية والبحريةوبثقافتنا لن نبالي بتهديدات الأعداءمن الأمريكيين وغيرهم مهما كانت..
🎙️ ثانياً نص الخطبة
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، القائل في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، والقائل: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أمـا بـعـد/ أيها المؤمنون:
جمعة مباركة، وكل عامٍ وأنتم بخير بمناسبة الجمعة الأولى من شهر رجب الأغر التي تعتبر بمثابة عيدٍ لشعبنا اليمني المسلم العزيز، ولقد اعتاد شعبنا اليمني العزيز على مرّ التاريخ على الاحتفاء بهذه الذكرى باعتبارها حملت ذكرى عظيمة ومناسبة مهمة هي: ذكرى ومناسبة اعتناق عدد كبير من أبناء شعبنا اليمني للإسلام يوم أتى الإمام علي (عليه السلام) ووصل إلى اليمن وكان معه رسالة من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى أبناء شعبنا يدعوهم فيها إلى الإسلام، وكذا وصل الصحابي الجليل معاذ بن جبل إلى (تعز) وقد اتجه الكثير من أبناء هذا الشعب نحو الإسلام بكل رغبة وطواعية وبوعي وقناعة وإيمان صادق، وكانت هذه محطة من المحطات المهمة في صدر الإسلام، وسبقها محطات مهمة، وتلاها محطات أخرى حتى شمل اعتناق اليمنيين للإسلام كل أبناء هذا البلد.
وكيف لا يكون هذا اليوم بمثابة عيدٍ لنا وهو اليوم الذي دخلنا فيه في الإسلام، وببركة الإسلام عرفنا بقية الأعياد الإسلامية كعيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك، ويكفي الشعب اليمني فخرًا أنه يعرف تاريخ دخوله في الإسلام، بينما لا يوجد شعبٌ في العالم يستطيع أن يحدد بالضبط متى كان دخوله في الإسلام، وفي هذا دليلٌ على مدى تميز شعبنا اليمني العظيم، ومدى ارتباطه بالدين الحنيف.
وشعبنا اليمني على مرّ تاريخه يعتز بهذه الذكرى، وكان يعطي لهذا اليوم خصوصية في الاحتفاء به بأشكال متعددة وتعابير متنوعة، من بينها: صلة الأرحام، وأشكال متنوعة من الأذكار والتسبيح لله، بالإضافة إلى الابتهاج وإظهار السرور، وهذا شيء عظيم وشيء إيجابي وشيء مهم وشيء مفيد، ويهمنا اليوم أن نستفيد على نحو أكثر وأكثر، وأن نعترف بنعمة الإسلام وأن نشكر الله سبحانه وتعالى عليها، وهناك أيضا مسألة مهمة في هذا الظرف الحساس وهذه المرحلة التي نعيشها وتعيشها أمتنا بشكل عام؛ فنحن بحاجة إلى أن نستفيد بشكل كبير جدًا من هذه الذكرى في الحفاظ على هوية شعبنا وبلدنا، والحرص على ترسيخ هذه الهوية الإيمانية الأصيلة لتمتد في أجيالنا جيلا بعد جيل.
عباد الله الأكارم:
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}، ونحن بحمد الله سبحانه وتعالى وبعظيم فضله؛ نجد أنّ أعظم نعمةٍ أنعم الله بها علينا هي: نعمة الإيمان، وهذه نعمةٌ عظيمة فوق كل النعم، وشعبنا اليمني المسلم العزيز نَالَ وسام الشرف العظيم، عندما قال النبي - صلوات

الله عليه وعلى آله - في مثل هذا اليوم: (الإيمان يمان، والحكمة يمانية)، وهذا أعظم وسام شرف، وهذا النص المبارك هو يحدد لنا هوية شعبنا اليمني التي يجب أن نحافظ عليها، وأن نرسِّخها؛ هذه الهوية المباركة هي: هوية الإيمان.
وهذا ما يجب أن نعيه، وأن نفهمه، وأن نعي دلالاته الواسعة، وأن نرسِّخه في واقع حياتنا؛ حتى نبني مسيرة حياتنا في كل المجالات على أساسه؛ لأن الهوية، والانتماء، والموروث الفكري والسلوكي والأخلاقي، هو يمتد في أثره وفي طابعه إلى واقع الحياة في كل مجالاتها، وفي كل أنحائها. 
وعلى مدى الأجيال الماضية كان شعبنا اليمني المسلم العزيز يمتاز بهذه الميزة حيث كان للإيمان أثره المباشر في الروحية، وفي الأخلاق، وفي المواقف، وفي العمل، وفي السلوكيات، وفي العادات، وفي التقاليد، وقد حضر هذا الإيمان وتُرجِم في الواقع العملي لآبائنا وأجدادنا الكرام جيلاً بعد جيل إلى عهد رسول الله - صلوات الله عليه وعلى آله - وعلى نحوٍ مترسخٍ ومتميز، ولأنه متميز أتى هذا النص المعبِّر عن هذا التميز: (الإيمان يمان)، وهذه العبارة هي عبارة عظيمة، وعبارة كبيرة، وعبارة مهمة، وعبارة جليلة؛ لأنه لو قال مثلاً: [الشعب اليمني شعبٌ مؤمن] لم تكن هذه العبارة لتصل في عمقها ودلالتها إلى مستوى عبارة: (الإيمان يمان)، وكأنَّ هذا الشعب مَنبعٌ يتدفق منه الإيمان، وكأنَّ هذا الشعب بيئةٌ ينبت فيها الإيمان، وينمو فيها الإيمان، وهذا شرفٌ كبير؛ لأن الإيمان - أيها الإخوة - هو الانتماء الراقي والعظيم للبشرية الذي يمثِّل صلةً بينها وبين الله سبحانه وتعالى، وهو أعظم شرف بين كل الانتماءات، وبين كل الموروثات في المجتمع البشري من العادات، والتقاليد، والعقائد، والأخلاق؛ فانتماء الإيمان: هو صلة بين الإنسان وبين الله سبحانه وتعالى، وهو شرفٌ عظيم، ويترتب عليه في الدنيا والآخرة: النتائج العظيمة والمهمة.
فالإيمان له أثره العظيم على الإنسان في روحيته، وفي زكاء نفسه، وفي أخلاقه، وفي أهدافه، وفي اهتماماته، وفي فهمه للحياة؛ وبالتالي في مسيرته العملية في هذه الحياة، وهذا الذي يريده الله لنا بانتمائنا للإيمان، ولذلك يعتبر هذا الانتماء: انتماء مسؤولية، والله يذكِّرنا بهذا عندما يقول في كتابه المبارك: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}، وهذا الانتماء نبني عليه: مسيرة حياتنا في واقعنا العملي، وفي التزاماتنا العملية، وفي سلوكياتنا، وفي مواقفنا، وفي أعمالنا، وفي تصرفاتنا، وفي علاقتنا، وفي مواقفنا، وهذا مهمٌ جداً.
أيها الأكارم المؤمنون:
لا بد أن ندرك جيدًا أنَّ الله يختبر عباده في انتمائهم الإيماني، وهو - جلَّ شأنه - القائل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}، فالإنسان يُفتن ويُختبر في انتمائه الإيماني، هل هو انتماءٌ صادق؟ هل فيه التزام عملي أم لا؟ {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}، تأتي الاختبارات المتنوعة: الاختبارات في المواقف، والاختبارات في الالتزام العملي أمام الحلال والحرام، والاختبار الذي يدخل إلى واقع حياة الإنسان في كثيرٍ من أموره، وهل هو سيلتزم بتوجيهات الله سبحانه وتعالى؟ أم سيتصرف وفق هوى نفسه؟ {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، سُنَّة من سنن الله في كل الأمم الماضية، {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}؛ لأنّ الله لا يقبل مجرد الانتماء والكلام الفارغ، ولا بدَّ من الصدق مع الله سبحانه وتعالى، وصدق الانتماء هو: بالالتزام العملي، وهذا ما يجب أن نسعى إليه، وأن نرسِّخه في واقعنا.
ثم لنعي جيداً أننا أمة لن يحفظ لنا وجودنا إلَّا صدق الانتماء، إلَّا هذه الهوية إذا رسخناها وعززناها في واقع حياتنا، وربينا عليها أجيالنا جيلاً بعد جيل، ونحن - أيها الأعزاء - في عصرٍ اسمه: عصر العولمة، نحن في عصر الإنترنت، في عصر الإعلام، في عصر القنوات الفضائية، في عصر الغزو الفكري، والحرب الناعمة فيه، والهجمة الثقافية فيه، والتأثيرات المتنوعة فيه، والمؤثرات والعوامل السلبية فيه بأكثر من أيِّ زمنٍ مضى. 
أيضاً هناك استهداف، وهناك عمل منظَّم من قبل أعداء الأمة الذين تحدث القرآن الكريم عنهم في آياتٍ كثيرة أنهم يريدون لنا الضلال، ويريدون لنا الكفر، ويريدون لنا الضياع، ويريدون لنا الفساد، وأنهم يسعون في الأرض كما قال عنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}، (يَسْعَوْنَ)، يعني: يعملون لنشر الفساد في الأرض، عمل منظَّم ومرتَّب: بخطط، بميزانيات، بوسائل، بأساليب، ببرامج تصل إلى حياة الناس، يسعون لإيصال الفساد ولو إلى كل منزل، ولو إلى كل أسرة، ولو إلى كل حي، ولو إلى كل بلدة، (يَسْعَوْنَ)، يعني: يعملون بشكلٍ مكثف وعلى نحوٍ عمليٍ واسع لنشر هذا الفساد.

ويقول عنهم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}، {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا}، {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، عملية مسخ، عملية تضليل، عملية إفساد، لماذا؟ لماذا يحرص الأعداء على ذلك؟ لماذا يحرصون على أن يردونا بعد إيماننا كافرين؟ لماذا يريدون لنا أن نضل السبيل وأن نضيع في كل شؤون حياتنا؟ لماذا يريدون لنا المسخ الثقافي والفكري والأخلاقي؟ لماذا يسعون لتجريدنا من هذه الهوية، وإبعادنا عن هذا الانتماء، والتأثير علينا في كل شيء: في أفكارنا، وثقافاتنا، وعلاقاتنا، وواقع حياتنا، وفي عاداتنا وتقاليدنا؟ لأنهم بذلك يضمنون السيطرة التامة علينا، إذا هو لم يسيطر على فكرك، ولا على روحك، ولا على ثقافتك، ولا على مواقفك، ولا على إرادتك، ولا على وعيك، فهو لن يستطيع أن يسيطر لا على أرضك، ولا على ثروتك، ولا أن يصادر استقلالك؛ لأنك متماسك: بثقافتك، بوعيك، بإرادتك، بقيمك، بأخلاقك.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
{بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

       🎙️الخطبة الثانية🎙️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أمـا بـعـد/ عباد الله:
إنّ موقف شعبنا وقيادتنا وحكومتنا وجيشنا وقواتنا المسلحة بكل أشكالها مع إخواننا في غزة وفلسطين هو تجلٍ من تجليات الإيمان والحكمة، ومصداق لحديث الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله عندما قال: "الإيمان يمان والحكمة يمانية" وبركة من بركات دعائه صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال (اللهم بارك في يمننا وشامنا) فلولا الإيمان والقيادة الإيمانية لما وقفنا هذه المواقف المشرفة مع المستضعفين في قطاع غزة، ومع إخواننا المسلمين من الشعب الفلسطيني الـمظلوم الذي يرتكب الصهاينة اليهود بحقه جرائم الإبادة الجماعية، ويدمِّرون مدنه ومساكنه فـي غزة بشكل كامل، ويتفننون فـي ممارسة أبشع الجرائم ضده: من دفن الأحياء وسحق بعضهم بالدبابات، وإرسال الكلاب البوليسية لنهش لحم الجرحى، وبقر بطون الحوامل وإعدامهن مع أَجنَّتِهن، والاستهداف للأطفال الخدَّج والرضَّعِ، وارتكاب الإعدامات الجماعية والفردية للعزل من الـمدنيين بدمٍ بارد، والتجويع الشامل للسكان فـي غزة، ومنع الغذاء والدواء والـماء عنهم، والتعرية التامَّة لـمجاميع من الـمواطنين فـي الشارع بهدف الإذلال وامتهان الكرامة، وغير ذلك من الجرائم البشعة والشنيعة التي أثارت كل ذوي الضمائر الحية، وصرخت من هولها الشعوب فـي مختلف أنحاء العالم، وفـي الـمقدِّمَة شعبنا العزيز، الذي كان بإيمانه وشهامته وكرامته وعزته وشجاعته أوَّلَ الشعوب تحركًا وخروجًا؛ لإعلان الـمساندة لشعب فلسطين الـمظلوم، والأكثر حضورًا فـي الساحات والمظاهرات، وتوَّجَ ذلك بالـوقوف بشكلٍ كاملٍ مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال: عسكريًا وسياسيًا وشعبياً ورسميًا، وبالـمال والكلمة والسلاح، فأصبحت جبهة اليمن جبهة فعَّالة ومؤثرة على الأعداء الصهاينة اليهود: بِدْءًا بالصواريخ الباليستية والـمجنَّحة والطائرات الـمسيَّرة، ووصولًا إلى الإجراء الـمهم والـمؤثر جدًّا على اقتصاد وتجارة الأعداء الصهاينة بمنع السفن الـمرتبطة بهم من العبور عبر بحر العرب وخليج عدن وباب الـمندب والبحر الأحمر، وللتأثير الكبير لذلك على الصهاينة اغتاظ صهاينة أمريكا الذين يشاركون بكل أنواع الـمشاركة فـي الإجرام الصهيوني بالصواريخ والقنابل والقذائف التي قدمتها الإدارة الأمريكية الصهيونية لقتل الشعب الفلسطيني، والـمشاركة بمليارات الدولارات، وبالغطاء السياسي والدعم الإعلامي، وتهديد الدول الإسلامية فـي الـمنطقة العربية وغيرها من أيِّ مساندة للشعب الفلسطيني، ومن أيِّ تعاون إنساني حتى بالغذاء والدواء، وتبريرها الوحيد لذلك: هو انتماء الرئيس الأمريكي والحثالة الـمجرمين فـي مؤسسات القرار فـي أمريكا إلى الصهيونية، وخضوع البقية للوبي الصهيوني اليهودي، تحت تأثير الإغراء والترهيب.
ولـمَّا كان موقف شعبنا العزيز موقفًا عظيمًا يرضي الله سبحانه وتعالى، ويمثل استجابة عملية لتوجيهاته، ويرضي الضمير الإنساني الحر، وينسجم مع الـمبادئ والقيم والأخلاق التي يؤمن بها شعبنا العزيز وينتمي إليها، ويقدم النموذج لكل أحرار العالم، والأمل للمستضعفين، ودعمًا مؤثرًا على الأعداء لصالح الشعب الفلسطيني الـمظلوم ومجاهديه الأبطال؛ فقد استكبر الأمريكي الصهيوني وقام بارتكاب حماقته باستهداف مجموعة من أبطال البحرية أثناء أداء مهمتهم الـمقدَّسة فـي البحر الأحمر غدرًا وعدوانًا، ولن يبقى هذا الاعتداء الإجرامي دون ردٍ وعقاب.

ولن نرهب أمريكا وتهديداتها وتحالفاتها بل سنستمر في موقفنا الثابت والإيماني والمبدئي والإنساني بكل قوة، وبكل صلابة، وبكل ثبات؛ لأن قوة الإيمان لا تماثلها قوة، والانتماء الإيماني هو أعظم حصنٍ، وأعز حصنٍ؛ فالله هو الأكبر وهو الأقوى: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
كما نؤكد على أننا سنستمر في حصار الكيان الصهيوني، ومناصرة إخواننا في غزة، وفي الخروج في المسيرات والمظاهرات والمقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية، ومباركة كل العمليات النوعية التي قامت بها القوة الصاروخية والطيران المسير والقوة البحرية حتى يتحقق النصر المؤزر لأهلنا في قطاع غزة ويُرفع الحصار عنهم.
عباد الله : 
ظهرت في مجتمعنا ظاهرة مع بداية العدوان وازدات وتوسعت ألا وهي ظاهرة الإحتطاب الجائر للأشجار هذه الظاهرة لها أثار اقتصادية كبيرة وبيئية مهولة فكثير من البشر يقطع الأشجار المثمرة والبعض يقدم على اقتلاعها من جذورها وهذا بحد ذاته جريمة كبرى رغم أن بلادنا قليلة الغطاء النباتي وأشجارها نادرة والغابات لا توجد إلا أن تاإحتطاب الجائر يتوسع ويزداد تحت مبرر وقود للأفران وهو عذر أقبح من ذنب خاصة مع توفر مادة الغاز المنزلي وبأسعار مناسبة هذه الظاهرة تتسبب في القضاء على المراعي للثروة الحيوانية ومنها النحل الثروة العظيمة والعمود المهم من أعمدة الاقتصاد فمن هذا المنبر ندعوا المواطنين إلى حماية الأشجار ومنع احتطابها كما ندعوا الجهات المختصة المعنية والمختصة للقيام بواجبها في تغريم ومعاقبة من يقوم بالإحتطاب الجائر للأشجار وتطبيق القانون عليه.
وفي الختام:
ينبغي علينا أن نحضر مسيرات يومنا هذا (الجمعة) تضامنا مع أهلنا في غزة وفلسطين، وتنديدا بجرائم أمريكا وإسرائيل؛ لأن ذلك من الجهاد في سبيل الله، وبإذن الله، وبتوفيق الله سبحانه وتعالى سنلقى الله يوم القيامة، ونلقى رسوله - صلوات الله عليه وعلى آله - في ساحة المحشر ببياض الوجوه، وبهذا الإيمان على الحوض، حيث يزاح الناس؛ ليتقدم أهل اليمن على ذلك الحوض، ليشربوا منه في يوم الظمأ، وسنرد هذا المورد بإيماننا ومواقفنا المشرفة بإذن الله.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.
ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
--------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر