مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ الْأُولَى مِنْ شَهْرِ ذِي الْقَعْدَةِ  1444هـ
.................................................
الْعُنْوَانُ: (آدَابُ الْإِسْلَامِ فِي الْأَعْرَاسِ ) 

التاريخ: 5 / 11/ 1444هـ 

المــوافـق / 25 / 5 / 2023 م


الـرقــم: ( 48 )

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

أولاً: نقاط خـطـبـتي  الجمعة  

1️⃣➖توجيهات الله ورسوله تحثنا على تيسير الزواج وتخفيض المهور والابتعاد عن التكاليف الباهضة والدخيلة على مجتمعنا التي هي من الشيطان وأوليائه ولنا في نبي الله شعيب العبرة حينما زوج ابنته لموسى
2️⃣➖ما أحوجنا إلى العفة وحفظ الفرج {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى...} والحذر من مواقع التواصل الإجتماعي التي تساهم في نشر الفساد والرذيلة
3️⃣➖يحيي أبناء شعبنا ذكرى الصرخة التي كانت ولا زالت تجلياً من تجليات الإيمان والحكمة وكانت عنواناً للثبات وجامعة لكل أبناء الأمة وممارسة جهادية كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) من(أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر) وهل هناك سلطان جائر أعظم من أمريكا وهي مهمة، مع المقاطعة الإقتصادية
4️⃣➖كل من يرتمون في أحضان أمريكا ويبيعون فلسطين سيسقطون، وقد سقط الكثير من الحكام وغيرهم وفي اليمن سقط عفاش والسلطة السابقة الذين تجلت عمالتهم من خلال ما شاهدنا في وثائقي (السيطرة الأمريكية)
5️⃣➖الإهتمام بالزراعة والدورات الصيفية والدفع بأبنائنا الذين أكملوا الإمتحانات الوزارية إلى الإلتحاق بها.
.
▪️ ثانياً: نص الـخـطـبة ▪️            
الخطبة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي جَعَلَ الحَمْدَ مِفتاحاً لِذِكْرِهِ، وسَبَباً لِلْمَزِيدِ مِنْ فضلِهِ، ودَلِيلاً على آلائِهِ وعَظَمَتِهِ، الذي لا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ، وَلَا يُغَيِّرُهُ زَمَانٌ، وَلَا يَحْوِيهِ مَكَانٌ، وَلَا يَصِفُهُ لِسَانٌ، القائل في كتابهِ العزيز: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً}، ونشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، ونشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ الَمْجُتْبَىَ مِنْ خَلَائِقِهِ لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ، وَالْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ كَرَامَاتِهِ، وَالْمُصْطَفَى لِكَرَائِمِ رِسَالَاتِهِ؛ فبلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله كل الطغاة والمستبدين والمستكبرين، اللهم فصلِ على سيدنا محمدٍ وعلى آله الطاهرين، وارض عن صحابته المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
تزداد هذه الأيام مناسبات الأعراس وهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى أن ييسر للبعض أمور الزواج ليستتروا بالحلال، والأعراس هي أفراح يفرح بها كل المؤمنين، ولا يحزن فيها إلا الشيطان الرجيم - لعنه الله - الذي يحثو التراب على رأسه عندما يتزوج الإنسان ويقول: (يا ويلتى لقد عصم ابن آدم مني دينه) ولذلك فإن الشيطان هو المستفيد من وضع العراقيل والعوائق أمام إقامة الأعراس، وهو المستفيد من تعقيد الإجراءات وغلاء المهور وزيادة التكاليف التي تؤدي إلى تأخير الزواج  لكي يتسنى له أن يغوي الإنسان وأن يضرم نار الشهوة، وأن يهيج في الانسان الغرائز ليوقعه في الحرام،  أما عندما نرجع إلى توجيهات الله سبحانه وتعالى؛ فإننا نجدها واضحة وجلية وتدعوا إلى التيسير والتسهيل قال سبحانه: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً}، وقال تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، ويقول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: (يسروا ولا تعسروا)، ويقول صلوات الله عليه آله: (أبركهن أيسرهن مؤنة) وقد بدأ الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم من داخل بيته حيث زوج ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام بالإمام علي عليه السلام، بمهرٍ متواضع وهو: (درع الإمام علي)، ولم يكن ذلك نقصًا في حق الزهراء عليها السلام، ولم يكن ذلك عيبًا ولا بخسًا، بل كان ذلك قدوة للمؤمنين والمؤمنات؛ فليست بناتنا أغلى من بنت نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
كيف لا؟! والزهراء سلام الله عليها هي سيدة نساء الدنيا والأخرى، وهي قطعة من كبد أبيها الرسول المصطفى صلوات الله عليهم أجمعين، وهذا ما يجب أن نفعله وأن يفعله كل متأسٍ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد قال سبحانه وتعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}،

وقال جل شأنه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
عباد الله:
ما أحوجنا - ولا سيما في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلدنا من العدوان والأزمة الاقتصادية التي سببها العدوان والحصار - إلى أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نتعاون على تخفيض المهور كما دعا إلى ذلك السيد القائد يحفظه الله في أكثر من مناسبة؛ رحمةً منه بهذا الشعب، وحرصًا منه على أن نترك العوائق والصعوبات التي كسرت ظهورنا وأثقلت كواهلنا، وفي هذا مصلحة كبيرة لنا، وما أحوجنا إلى أن نلغي بعض العادات التي ليست لازمة لإقامة الأعراس؛ لأنه لا يوجد واجب في مناسبة الزواج إلا دفع المهر أما بقية الأشياء فغير واجبة، ومن المسنون: (الوليمة لمن استطاع عليها)، بينما استئجار القاعات وغيرها من التكاليف فغير واجبة، وهناك الكثير من الأشياء التي تحدث في الأعراس على سبيل المباهاة والمفاخرة، وعلى سبيل الإسراف والتبذير، وهذا لا يجوز، بل إنه لا ينبغي أن نستحدث البدع الدخيلة على مجتمعنا وثقافتنا، والتي لم تكن موجودة في السنوات السابقة وهي تكلف مبالغ مالية باهضة، ويمكن أن تكفي لزواج فقير أو مسكين، أو تكفي لقضاء حاجيات أسرة لعدة أشهر، وينبغي أن يكون الأغنياء والميسورون قدوةً في التيسير وإلغاء البدع والابتعاد عن التبذير والإسراف ومراعات شعور الآخرين من الفقراء والمساكين لكي يبارك الله لهم في أموالهم وأولادهم، ولكي يجعل أعراسهم مباركة، وعلى أهل الزوج والزوجة أن يتعاونوا ويتفاهموا على تيسير تكاليف الزواج؛ لأنه من مصلحة والد الزوجة أن تصل ابنته عند زوجها وهو لا يزال ميسورًا مسرورًا، لا معسرًا مهمومًا بالديون، ويمكن أن يُقسط المبلغ المالي المتبقي على الزوج، ويجعل جزءًا منه في سَنَد إلى أن ييسر الله له كما قال سبحانه وتعالى: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
ولنا في رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم القدوة والأسوة، وهكذا في نبي الله شعيب عليه السلام كيف صنع مع نبي الله موسى عليه السلام حين زوجه ابنته وأعطاه وظيفة ومنزلًا ولم يرجع موسى مع زوجته إلى مصر إلا ومعه قطيع من الأغنام كما قال هو عن عصاه: {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} فكم هو الفرق بين ما كان من الأنبياء عليهم السلام وبيننا هذه الأيام التي لا يصل الشاب فيها إلى زوجته إلا وقد باع ما فوقه وما تحته وتحمل الديون الكثيرة، والله المستعان.
أيها الإخوة المؤمنون:
بمناسبة هذه الأيام التي تقام فيها الأعراس والأفراح: ننصح الشباب والشابات أن يجعلوا نصب أعينهم قول الله سبحانه وتعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} فالشاب الذي يريد أن يوفقه الله ببنت الحلال يجب أن يكون هو ابن حلال كما يقولون، ويجب أن يكون مؤمناً ليوفقه الله بمثله من المؤمنات، وقد وصف الله المؤمنين في القرآن الكريم أكثر من مرة بأن من مواصفاتهم 
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} وهكذا وصف الله المؤمنات بقوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (عفوا تعف نساؤكم) والعفة تبدأ من عفة البصر.
وما أحوجنا لهذا التوجيه الإلهي والنبوي خصوصًا مع وجود القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي والتي يستخدمها البعض بدون وعي ولا ضوابط، ولا يخفى ما يحصل فيها من خلوة غير شرعية عن طريق المراسلات والعلاقات غير المشروعة، وما يُقدم فيها من أفلام ومسلسلات وبرامج تخدش الحياء وتُجرئ على الانحراف، وقد قال الإمام علي عليه السلام: (من غض بصره تحصن فرجه)، وقال علم الهدى يحفظه الله
وَقَالَ عَلْمُ الْهُدَى يَحْفَظُهُ اللَّهُ: (احْفَظْ بَصَرَكَ تَحْفَظْ زَكَاءَ نَفْسِكَ ) وقال الإمام علي عليه السلام (ما زنى غيور قط) وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: (عِفَّةُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِهِ)، وما أحسن الشاب الذي ينشئ في طاعة الله فيُظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ويعيش على الطهارة والإيمان وماهي إلا أيام ووصل إلى ما أحل الله له وهو آمن على نفسه وعلى عرضه؛ لأنه لم ينتهك حرمة أحد كما قال سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
▪️الخطبة الثانية▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
أيها الإخوة المؤمنون:  
أحيا شعبنا اليمني المؤمن العزيز ذكرى صرخة الحرية في وجه المستكبرين التي كانت ولا زالت تجلياً من تجليات الإيمان والحكمة اليمانية التي أخبر عنها الرسول المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وسلم حينما قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وقد مضى على بداية انطلاقها حوالي عشرين عاماً، وكل يوم منها وكل حدث فيها يشهد على صوابية ذلك الموقف الحكيم، وعلى أحقية الشعار والمشروع القرآني الذي كانت عنوانه.
كما كانت عنواناً للثبات على المبدأ، وعكست الوعي بخطورة المؤامرة وحجم الاستهداف، وعكست اليقظة أمام مخططات الأعداء، ووجهت البوصلة نحو العدو الحقيقي للأمة - كل الأمة -، وكانت حكيمة حين تجاوزت المناطقية والحدود الجغرافية والسياسية، وكانت جامعة لكل أبناء الأمة، كما أنها كانت ولا زالت تُمثل حلاً لمشكلة كبيرة استهدفت الأمة، ولم تكن في يوم من الأيام مشكلة - في حد ذاتها - إلا للأمريكيين والصهاينة الذين اعتبروها يقظة في زمن الغفلة أمام مخططاتهم الإجرامية التي بدأت بفلسطين ثم أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا إلى اليمن.. والقائمة تطول.
كما كانت هذه الصرخة ممارسة جهادية كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) وهل هناك سلطان جائر أعظم من أمريكا، وهي مهمة مع المقاطعة الاقتصادية التي يجب تفعيلها والاهتمام بها.
أيها المؤمنون:
وانتصر المجاهدون في قطاع غزة على حلف اليهود والصهاينة، ولم تطل المعركة طويلاً؛ لأن الصهاينة لم يعودوا يتحملون المعركة أكثر من خمسة أيام، ولم يعودوا يتحملون مواجهة كل فصائل المجاهدين في قطاع غزة الصغيرة التي لا تزيد مساحتها عن خمسين كيلو متر مربع، وكما قال الله: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } وهذا يدل على بداية النهاية للكيان المؤقت وقربه من الهاوية.
وقد تابعتم القمة الهزيلة لقادة العرب الذين خانوا القدس وفلسطين، وطبعوا مع اليهود الغاصبين - إلا من رحم الله -، وقد شاهدنا عودة الرئيس الأسد بعد أن راهن أولئك على إسقاطه، ولكم أن تتأملوا وتتساءلوا أين ذهب الرئيس المصري حسني مبارك؟ وأين ذهب الرئيس التونسي؟ وأين ذهب السوداني عمر البشير؟ وأين ذهب عفاش والسلطة السابقة التي تجلّت عمالتها للأمريكان كما شاهدنا جميعًا في الفيلم الوثائقي: (السيطرة الأمريكية) الذي كشف بعض الحقائق المهمة عن سيطرة الأمريكيين على شؤون اليمن.
كل أولئك الذين احتموا بأمريكا وركنوا عليها خذلتهم وباعتهم بثمن بخس (دراهم معدودة وكانت فيهم من الزاهدين) أما الأسد فقد بقي؛ لأنه كان وفياً مع القدس وفلسطين ولم يخذله حلفاؤه، بينما شاهدنا كل من تحالف مع أمريكا وعملائها من النظام السعودي والإماراتي؛ كيف كانت عاقبتهم الهزيمة والخذلان على مرّ العقود الماضية من التاريخ.
فالذين سارعوا للتطبيع سقطوا، والذين ثبتوا مع فلسطين انتصروا، والذين راهنوا على دمار سوريا وهزيمتها هُزموا: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
أيها المؤمنون:
عُقدت القمة العربية في السعودية فكانت هزيلة، ولم تحرك ساكناً مع ما حدث على غزة، ولا مع ما يحدث على المسجد الأقصى من اقتحامات لقطعان الصهاينة، ولم يكن لهم موقف من العدوان والحصار على اليمن، وكيف نتوقع موقفًا منهم وهم من اعتدوا - ولا زالوا - على اليمن؟!، ولا زالت دول العدوان على اليمن  تماطل في التزاماتها، ولا تزال الأمور مرشحة للتصعيد، والعودة إلى المواجهة واردة في أي لحظة؛ مما يحتم علينا الاستعداد ورفع الجهوزية لحسم المعركة مع هذا العدو الذي لا يزال يخضع لضغوط أمريكا، وفي هذه الأيام وفي ذكرى عيد الوحدة اليمنية المباركة التي تجسدت بكل الاعتبارات بين أبناء البلد الواحد لا يزال العدو السعودي والإماراتي ومن ورائهم الأمريكي والبريطاني يشجعون على دعوات الانفصال والتشطير، ولا يزال المرتزقة يساعدونهم على مؤامراتهم الشيطانية؛ مما يلزم معه أن نعرف أعداء الوحدة اليمنية، وأن نعرف دور المرتزقة الذين لا همّ لهم إلا استلام الأموال ولو على حساب وحدة التراب اليمني، ومع ذلك نقول لشعبنا لا قلق على الوحدة فكما هُزمت محاولات الأعداء في كسر إرادة شعبنا فسوف يُهزمون في كل المجالات وعند كل المحطات، وستُمزق بلدانهم وتتفرق ممالكهم ودولهم، وسيبقى اليمن واحداً موحداً من المهرة إلى ميدي ومن عدن إلى صنعاء: {وَلَا يَحِيقُ

الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }، {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.

عباد الله:
تبدأ هذه الأيام مواسم وضع البذور وزراعة الذرة الرفيعة؛ فينبغي علينا أن نزرع كل شبر من أرضنا، وأن نغتنم نعمة الله علينا بالأمطار؛ فنزرع القمح والذرة، ونهيئ البذور، ونجهز الأراضي الزراعية، ونقيم الحواجز المائية والسدود، ونستفيد من طرق الري الحديثة، ونتجنب استخدام المبيدات المضرة بالإنسان والتربة؛ كما يجب علينا الاستمرار في الاهتمام بالدورات الصيفية، والدفع بمن أكملوا الامتحانات الوزارية إلى الالتحاق بالدورات الصيفية ليغتنموا أوقاتهم فيما ينفعهم.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم انصر عَلَمَ الجهاد، واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر