مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة مـن شهر جمادى الآخر 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(الإيمان مواقف)
التاريخ: 23/ 6 / 1445ه‍
الموافق: 2024/1/5م
الرقم : ( 25)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🎙️أولاً: نقاط الجمعة  
1-من كانت مواقفه مشرفة في الدنيا سيأتي يوم القيامة ووجهه أبيض ومن كانت مواقفه مخزية فسيأتي يوم القيامة ووجهه أسود
2-القرآن الكريم سجل لنا نماذجاً للمواقف العظيمة كموقف نبي الله إبراهيم أمام قومه وأمام الأصنام و النمرود والنار وكذلك موقف مؤمن آل فرعون والسحرة وكذا موقف أصحاب الكهف والمؤمنين مع طالوت
3-الإيمان لا يُقبل إلا بتقديم المواقف وقدوتنا في ذلك رسول الله وصحابته حينما كانوا يعلنون الشهادتين في بداية الإسلام كأسرة عمار بن ياسر و كموقف الإمام علي حينما برز لعمرو بن ود العامري في الخندق وموقف الإمام الحسين حينما قال في كربلاء هيهات منا الذلة و كموقف الشهيدالقائد حينما برز بالمشروع القرآني و بصرخته في وجه أمريكا
4- هناك مواقف مشرفة للنساء كموقف زوجة فرعون وأم موسى وخديجة وفاطمة الزهراء وغيرهن
5-من المواقف المشرفة لشعبنا اليمني وقوفه مع القضية الفلسطينية واستمراره في المظاهرات والمقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية واستهدافه لكيان الاحتلال وإغلاق البحر الأحمر وعلى الأمريكي أن يتحمل تبعات اعتدائه على قوتنا البحرية.
🎙️ ثانياً: نص الخطبة 
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى المواقف المختلفة للناس في يوم القيامة؛ فبعض الناس يأتي أبيض الوجه، وبعضهم يأتي ووجهه أسود، وبعض الوجوه (مُسْفِرَةٌ . ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) وبعضها (عَلَيْهَا غَبَرَةٌ . تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ) وبعض الوجوه (خَاشِعَةٌ . عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ . تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً) وبعض الوجوه (نَاعِمَةٌ).
وكل تلك المواقف في يوم القيامة هي انعكاس للمواقف في الدنيا؛ فأصحاب المواقف المشرفة البيضاء سيأتون يوم القيامة ووجوههم بيضاء، وأصحاب المواقف المخزية السوداء سيأتون يوم القيامة ووجوههم سوداء؛ وذلك لأن الإيمان مواقف، والدين مواقف، و الحياة مواقف، والرجال مواقف، وعندما قال الله سبحانه وتعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) فالتمييز بينهم: يكون بالمواقف الطيبة والخبيثة، والمنافقون ما استحقوا اللعنة والخزي والعذاب إلا بسبب مواقفهم وموالاتهم للكافرين وتركهم للجهاد، والمؤمنون ما استحقوا الفوز والرضوان إلا بسبب مواقفهم وثباتهم.
أيها المؤمنون: 
لقد سجّل الله سبحانه في القرآن الكريم نماذج للمواقف العظيمة؛ لتكون قدوة وأسوة لنا؛ وقد سجل الله موقف نبيه إبراهيم عليه السلام حيث قال سبحانه وتعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) وهذا الموقف هو الموقف الذي جعل من نبي الله إبراهيم أمة كما قال سبحانه: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً) وهو الذي جعل إبراهيم عليه السلام خليلا: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) ولقد وقف نبي الله إبراهيم أمام قومه ثابتا على موقفه كالجبال قائلا: (وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) وكما قال سبحانه عنه: (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ . أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ . فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) ولم يبالِ بنارهم ولا بإحراقهم؛ فكان الله منجيه وناصره عليهم بسبب موقفه الإيماني الراسخ.
كما سجّل الله سبحانه موقف مؤمن آل فرعون الذي وقف في وجه فرعون قائلا: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ) وكذلك الموقف العجيب لسحرة فرعون الذين تحولوا بسرعة وبثبات منقطع النظير؛ حيث كان  فرعون وقومه يعلقون عليهم الآمال في الغلبة: (لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا

هُمُ الْغَالِبِينَ) وقد كان السحرة في البداية حريصين على الأُجرة والمال: (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ) ولكنهم عندما رأوا آيات الله: (قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ . رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ . قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ . لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) فكيف كان موقف هؤلاء المؤمنين الذين كانوا قبل لحظات سحرة: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) فكان ذلك موقفًا مشرفًا لهم في الدنيا والآخرة، وهكذا سجّل الله موقف أصحاب الكهف في صفحات القرآن الكريم: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى . وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) فتجلى إيمانهم في موقفهم، وهكذا يتجلى الإيمان، وكذلك سجل الله موقف الصادقين من أصحاب طالوت حين انهزم ضعفاء الإيمان: (قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) فسجل الله الموقف المشرف للصادقين في إيمانهم: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).
أيها المؤمنون:
إن الإيمان لا يُقبل إلا بتقديم المواقف، ولذلك قال صلى الله عليه وآله: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من سمع مناديا يا للمسلمين فلم يغثه فليس من المسلمين) لماذا؟ لأنه تنصل عن الموقف والمسؤولية، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) ولا يوجد اليوم سلطان جائر أعظم من أمريكا وإسرائيل، وقد قدّم الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من نفسه القدوة والأسوة في اتخاذ المواقف الكبيرة عندما عرضت عليه قريش الأموال والملك، واستخدمت الترغيب والترهيب فقال لعمه أبي طالب: (يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه) وقد كان الصحابة الأخيار رضي الله عنهم يقدمون المواقف في الثبات عندما كانوا يعلنون الشهادتين في صدر الإسلام؛ فهذا ياسر وسمية وعمار وغيرهم الكثير ممن سجلوا مواقف ثابتة، وقدموا ثمن مواقفهم وثباتهم من أجل الله وفي سبيله، وها هو الإمام علي عليه السلام عندما برز لعمرو بن ود العامري في معركة الخندق فقال الرسول صلى الله عليه وآله: (برز الإيمان كله للشرك كله) وقد تجلى الإيمان في ذلك الموقف، وهكذا يكون المؤمنون في مواقفهم، والإمام الحسين عليه السلام في ساحة كربلاء يسجل موقفه حينما قال: (هيهات منا الذلة) وقدّم ثمن ذلك الموقف حتى انتصر الدم على السيف، وانتصرت القضية التي جاهد من أجلها، والإمام زيد بن علي عليه السلام عندما خفقت رايات الجهاد قال مقولته المشهورة: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني لقد كنت استحي أن ألقى جدي رسول الله ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر) وكذلك تجلى الإيمان والحكمة في موقف الشهيد القائد رضوان الله عليه الذي حطم جدار الصمت وتحرك عندما قعد الآخرون؛ فتحرك بالمشروع القرآني الذي أحيا هذه الأمة، وجعلها قادرة على الوقوف في وجه أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وما موقف شعبنا اليمني في وجه العدوان الأمريكي السعودي إلا امتداد لذلك الموقف، وتجسيد للإيمان والحكمة التي هي مواقف وليست مجرد مظاهر.
أيها المؤمنون:
إنّ من يريد إسلاما بدون مواقف ولا تضحيات ولا جهاد هو أبعد الناس فهمًا للإسلام والقرآن، وها هم الأنبياء والأولياء والصالحون لم يكن لهم أن يقدموا إيمانا ولا إسلاما إلا بمواقف وتضحيات، وثمن ذلك هو أقل بكثير من ثمن القعود والتخاذل والتنصل الذي تلحق الإنسان تبعاته في الدنيا والآخرة، وإنّ مَن يظن أن الإسلام سيُقبل منه بمجرد تنقله بين المسجد والبيت وأن يكون بعد حاله دون أن يسجل موقفا مع أمته فإنه سينكشف له يوم القيامة أنه كان في خطأ فادح لا يمكن تداركه ولا تعويضه، وصدق الله القائل: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) والقائل سبحانه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ

مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).
قلت ما سمعتم و أستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. 
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله: 
كما وقف الرجال مواقف مشرفة فقد وقفت المرأة في محطات مختلفة من التاريخ مواقف مشرفة سجلها الله في كتابه وسجلها التاريخ الإسلامي؛ فهذه امرأة فرعون سجلت موقفا ضد زوجها مع نبي الله موسى: (إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، وهكذا أم موسى التي ربّت نبيين لمواجهة فرعون، وكذلك موقف السيدة الجليلة خديجة عليها السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قدمت كل ما لديها في سبيل الله، وكذلك موقف الزهراء الطاهرة التي تمر علينا هذه الأيام ذكرى مناسبة ميلادها الذي هو ميلاد المرأة المؤمنة؛ فالزهراء وقفت مع الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في مكة والمدينة حتى كان يناديها بـ (أم أبيها)، وهي التي ربت المجاهدين سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وربّت زينب الكبرى بطلة كربلاء؛ فالخلاصة أنّ الدين مواقف والإيمان مواقف، و الحمد الله الذي وفق شعبنا اليمني العظيم ليقف الموقف المشرف مع إخوانه المسلمين في غزة وفلسطين، وهذا الموقف هو لله ومع الله وفي سبيل الله، واستجابةً وطاعةً لأوامر الله القائل: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) وهذا الموقف العظيم هو تجسيد لقول الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم: (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة) فمشاعر اليمنيين لا يمكن أن ترى إجرام الصهاينة ثم تعود لتنام وتهدأ، وكما أن أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة فهم أيضا أولو قوة وأولو بأس شديد: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) وقد تجلت الحكمة اليمانية في الاستمرار في المظاهرات مع غزة وفلسطين؛ فحينما خرجت الشعوب في الأسبوع الأول مع فلسطين ثم سكتت وتعودت على مشاهد الإجرام بحق الفلسطينيين فإننا نجد أنّ الإيمان والحكمة في يمن الإيمان يظهر في الاستمرار في المسيرات كل أسبوع التي ينبغي علينا أن نحضرها دون كلل ولا ملل؛ فالمظاهرات ممارسة جهادية وأمر بمعروف ونهي عن منكر وجهاد في سبيل الله يشد من أزر المجاهدين في فلسطين ويرهب ويزعج الصهاينة، وفي حضورها الأجر الكبير، وهي موقف يجب أن نتخذه أمام الله.
كما أن المقاطعة الاقتصادية هي موقف ديني يتبناه المؤمنون الواعون العارفون بقيمة هذا الموقف؛ فاليهود والأمريكان إلههم هو المال والاقتصاد، وهم يحسبون ألف حساب للخسائر الاقتصادية، والمقاطعة تضرهم، وهي واجب علينا باستمرار.
أيها المؤمنون:
لقد كان موقفنا حكيما منذ أن تحرك الشهيد القائد رضوان الله عليه بالمشروع القرآني الذي ردّنا إلى هويتنا وديننا وإيماننا وكتاب ربنا، وقد اتخذ ذلك الموقف العظيم في تلك المرحلة الصعبة وهو في أعظم مراحل ضعفه وأمريكا في أعظم قوتها؛ فتبنى هذا المشروع القرآني المناهض لهيمنة قوى الاستكبار، ودفع ثمن هذا الموقف بدمه الطاهر كما دفع المسلمون الأوائل في عهد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ثمن إيمانهم ورفضهم لهيمنة الطاغوت، وقد رأينا كيف بدأ موقفه بالصرخة التي هي سلاح فعال وموقف هام ومؤثر يحصن الأمة من الداخل، وأثبتت الأحداث والمتغيرات صوابيته وفعاليته وتأثيره وأهميته ومصداقيته، وقد لاحظنا كيف أنّ تبني المواقف البسيطة نقلتنا إلى أن نقف المواقف الكبيرة، وها هي الصرخة اليوم: صواريخ وموت يذوقه اليهود واقتصادهم، وما قد مرّ من شواهد كفيل بأن يقنع من لا يزال غير مقتنع برفع شعار البراءة من الأعداء وتبني هذا الموقف؛ فلولا المشروع القرآني لما استطعنا أن نقف مع أهلنا في غزة وفلسطين، ولكانت مواقفنا مثل مواقف النظام السعودي والتركي والمصري ومواقف المرتزقة (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ).
وقد أنعم الله علينا بقائد شجاع ومؤمن وصادق، يسير بنا في نفس الدرب الذي بدأه الشهيد القائد، ويقتبس من نفس المشكاة، ويتبنى نفس المواقف التي يصدق عليهما فيها قول الله سبحانه: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
وانظروا أيها المؤمنون هل هناك في العالم الإسلامي والعربي والعالم كله قيادة ربانية إيمانية صادقة مثل قيادتنا؟ هذه القيادة المرتبطة بالله والتي تريد أن نرتبط بالله، قيادة توالي المؤمنين وتعادي الكافرين، قيادة لا تخاف إلا من الله ولا تستجيب إلا لله سبحانه، أما الآخرون فقيادتهم يطيعون أمريكا ويعصون الله، ويخافون إسرائيل ويأمنون مكر الله، ويدعمون اليهود ويتأمرون على أبناء غزة وفلسطين.

أيها المؤمنون:
لقد تورط الأمريكيون في اعتدائهم على زوارق بحرية يمنية في مياهنا الإقليمية، وعليهم أن يتحملوا تبعات ذلك الموقف؛ فبحارنا ليست للنزهة، ولن نقف مكتوفي الأيدي، وأمريكا هي عبارة عن (قشة) وليست شيئا أمام قوة الله وأمام أوليائه الذين يؤمنون بأن الله أكبر منها وأقوى منها، وقد استحقت أمريكا بجرائمها في كل العالم، وبإباحة الربا، ونشر الشذوذ والفواحش، وتواطئهم على قتل الفلسطينيين، استحقوا بذلك سخط الله وعذابه الذي ساقهم إلينا ليكون هلاكهم بأيدينا؛ فعلينا أن نثق بنصر الله، وأن نتوكل عليه، وأن نتحرك لرفد الجيش الشعبي المشكل باسم طوفان الأقصى، وأن نواصل حضور المسيرات؛ فنحن لا نرهب من أمريكا وإنما من الله وحده القائل: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) والقائل: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ) والقائل سبحانه: (سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) وقد سمعنا وشاهدنا مواقف علمائنا الأجلاء في مؤتمرهم المنعقد هذا الأسبوع وبيانهم الواضح بتأييد القيادة والقوات المسلحة لمناصرة فلسطين، وهذا الموقف هو الذي يأمر به الله سبحانه ويرضيه عنا في موقف مشرف لليمن (شعبًا وعلماء وأحزابًا وقيادة) ولله الحمد والفضل.
أيها الأكارم:
احتفل العالم النصراني بعيد (الكرسميس) وغزة تذبح، وقد شاركت بعض الأنظمة العربية في الاحتفال بعيد غير عيد المسلمين ودماء المسلمين تسيل ليل نهار، وكأنهم لا علاقة لهم بالمسلمين ولا بالقدس والمقدسات؛ وبذلك نحن نزداد معرفة بحقيقة تلك الأنظمة المتصهينة من خلال مواقفها ضد الأمة ومواقفها مع أعداء الأمة والله المستعان.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله امتثالًا لقول الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرّجته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسّرتها يا أرحم الراحمين، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا يا الله على أمريكا وإسرائيل وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في فلسطين، وانصرهم نصرًا عاجلًا يا قوي يا عزيز، اللهم ارحم الشهداء في سبيلك واجزهم عنا خير الجزاء، واشفِ جرحانا، وفرّج عن أسرانا، واكشف عن مصير مفقودينا، وانصر وأيّد واحفظ قائدنا بحفظك.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
--------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر