الرسول الله (صلوات الله عليه وعلى اله) حقق نتائج مهمة جدًّا في مكة، أول نتيجة هي نتيجة مهمة للغاية: أنه أوصل صوته، أوصل صدى هذا الدين الجديد، هذا الإسلام المستجد في تلك البيئة وإلا فالإسلام هو رسالة الله ودينه لأنبيائه جميعًا، أوصل صدى وصوت هذا الدين إلى كل أنحاء الجزيرة التي كانت تتوافد منها الوفود للحج إلى بيت الله الحرام؛ لأن الحج كان باقيًا منذ نبي الله إبراهيم في الوسط العربي كان العرب لا يزالون يحجون حتى في عصر الجاهلية، وبالتالي كانت الوفود القادمة إلى مكة للحج وللتجارة كانت تسمع بهذا الدين تعرف مبادئهُ، يلتقي بها النبي ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› يُعرِّفها بالإسلام، يدعوها إلى الله إلى دينه المجيد، وهذا كان له أهمية كبيرة فيما بعد؛ لأن وصول هذا الصوت إلى الآخرين مهم جدًّا، يهيئهم فيما بعد للاستجابة عن معرفة، الكثير قد تحول بينهم وبين الاستجابة عوائق معينة لكن حينما يكونون قد عرفوا وتزول تلك العوائق يكونون جاهزين للدخول في الإسلام وهذا ما حدث في الإسلام وهذا ما حدث فيما بعد، بعد زوال بعض العوائق والموانع التي تؤثر على البعض بينما لا يتأثر بها البعض الآخر، على كل حال قريش بأكثرها إلا القليل واجهت الرسول ورسالته بالتكذيب والصد والافتراء والاستهداف على كل المستويات والدعايات المتنوعة وكل أشكال الصد والتكذيب، قالوا عنه: إنه كذاب قالوا: إنه ساحر قالوا: إنه افترى على الله قالوا: عنه إنه مجنون قالوا: الكثير من الدعايات والاتهامات التي استهدفوا بها شخصية النبي ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› وهم يعرفونه هم كانوا يسمونه بالصادق الأمين، إضافة إلى ذلك هم واجهوا كثيرًا من مبادئ الرسالة ومن ضمنها مبدأ المعاد، مبدأ التوحيد، جملة من المبادئ المهمة والأساسية في الرسالة واجهوها أيضًا بالتكذيب وبالجدل وبالخصام إلى غير ذلك.
ـــــــــــــ
من كتاب "مع الرسول والرسالة"
للأستاذ / يحيی قاسم أبو عواضه