مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – متابعات – 5 ربيع الأول 1445هـ
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، أن عمد إلى تأجيل خطاب آخر لولا الرسائل الايجابية التي عاد بها الوفد الوطني عن القيادة السياسية .
وقال الرئيس المشاط في كلمة له في الذكرى التاسعة لثورة الـ21 من سبتمبر:” نؤكد حرصنا التام على تحقيق السلام العادل والشامل ونقدر عاليا ما يبذله الاشقاء في سلطنة عمان من جهود مشكورة في سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة، وحول جهود السلام أشير إلى أنني كنت قد أعددت خطابا مختلفا تماما عن هذا الخطاب لكنني أجلته في اللحظة الأخيرة وكلي أمل ألا أضطر للعودة اليه في أي مناسبة قادمة”.
وأوضح أن نقاشات وفدنا الوطني في الرياض وصفت بالإيجابية وقد سرّنا ما نقله الوفد عن القيادة السعودية باعتبارها قيادة التحالف الذي نشتبك معه في حرب دامية منذ العام 2015.. مؤكدا أن ما نقله وفدنا عن القيادة السعودية من الناحية النظرية لا شك يعتبر رسائل وتأكيدات إيجابية ونضعها موضع الترحيب المشروط بسرعة العمل على وضعها موضع التنفيذ.
وقال الرئيس المشاط: صنعاء كانت وما تزال تقاتل وتناضل من أجل السلام وإنهاء هذه الحرب العدوانية التي فرضت عليها من دون أي مسوغ منطقي ومن دون سابق إنذار.. مؤكداً أن صنعاء جاهزة لمعالجة أية مخاوف لدى الرياض بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء ولن تكون صنعاء إلا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها وبلدان أمتها.
ودعا الرئيس المشاط خصومنا المحليين للعودة الى جادة الصواب والمضي معنا في السلام واحترام وطنهم وشعبهم على أساس من قداسة السيادة والاستقلال، كما دعا خصومنا المحليين للخروج على نحو فوري من تحت عباءة الخارج ومغادرة أي اصطفافات خارجية ضد أبناء بلدهم.
وأوضح الرئيس المشاط أن التسلح بالخارج ضد أبناء البلد عمل مشين ومعيق لما نتطلع إليه من حوار يمني يمني يفضي إلى الحل السياسي المنشود.
ورحب الرئيس المشاط بانفتاح المجتمع الدولي على صنعاء .. مشدداً على أهمية انهاء الاصطفافات العدائية المعيقة لعملية السلام في اليمن.. مؤكدا تطلعنا إلى تعديلات جوهرية في المواقف الدولية التي تسببت كثيرا في إطالة أمد الحرب العدوانية على الشعب اليمني العزيز.
وفيما يتعلق بثورة الـ21 من سبتمبر فقد بارك رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط لشعبنا اليمني العزيز احتفالاته الوطنية بمناسبة حلولِ الذكرى التاسعة لثورته المجيدة ، كما هنأ قائد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة وصانعَ هذا اليوم الأغر السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله بمناسبة العيد التاسع لثورة 21 سبتمبر.
و تقدم الرئيس المشاط بخالص التهاني والتبريكاتِ إلى أبطالِنا المرابطين دفاعاً عن حقوق الشعب العزيز، وذودا عن حمى الوطنِ الغالي.. لافتا إلى أن ثورة 21 سبتمبر ثورةٌ يمنية الهوى والهوية، ووطنيةَ الوجه واليد، ولا غروَ في ذلك فهي تلك الثورة الخالدة التي لم تولد في أقبية المخابرات ولا في دهاليزِ السفارات.. مضيفا أن ثورة 21 سبتمبر جاءت من صميمِ الشعب اليمني العزيز وتدفقت من رحم معاناته وأشواقه وتطلعاته وهذا سر صمودها ونموها.
وقال الرئيس المشاط: “لقد جاءت الثورةُ المباركة بعد عقود طويلة من الوصاية المقنعة، وإهدار النظام البائد لكل فرص النهوض بواجباته ومسؤولياته”..لافتا إلى أن النظام البائد حوَّل بلاد السعيدة إلى واحدة من أفقر بلدانَ العالمِ وأكثرها فسادا، وبعد أن صنعوا منها بيئة حاضنة للظلم والفساد والاستبداد ومرتعاً خصباً للإرهاب.
وأوضح أن النظام البائد عمد إلى تفكيك الجيش وتحجيمه في التسليح والتدريب ومسخ هويته وعقيدته القتالية وحول مهام الجيش من جيش وطني يفترض أن يدافِع عن البلد ويحمي ترابه العزيز إلى ما يشبه الشركات الأمنية المخصصة فقط لحماية أدوات الخارج.
وأضاف الرئيس المشاط”: قبل الثورة وصل الفساد والعبث بمقدرات البلد إلى الحد الذي باعوا فيه الغاز اليمني لشركات أجنبية وتقاسُم آبار النفطِ وتوزيعها على أشخاصهم وأسرهم”.. موضحا أن الأمور ظلت تسوء حتى أعلنت حكومة ما قبل الثورة إفلاسها وعدم قدرتها على تسليم المرتبات وكل ذلك في مرحلة سلم وفي ظل موارد مكتملة ومساعدات خارجية مهولة.
وتابع قائلا” من ينظر بعين الإنصاف في مراحلِ ما قبل الثورة سيدرك حتما بأن أوضاع البلد لم تكن على ما يرام، والحادي والعشرين من سبتمبر المجيد قد مثل بالفعل الاستجابة المنطقية والطبيعية لنداء الواجب.. موضحا عدم الإدعاء أنَّ ثورتنا الخالدة قد نقلت الشعب إلى الوضع المثالي الذي نصبُو إليه ولكن الوقت بالتأكيد ما يزال متاحاً أمامها لصناعة ذلك.
وأوضح أن الثورة أرادت أن تؤسس لنمط جديد من التفكير السياسي الخلاق لعلَّها بذلك تطوي صفحةَ الماضي الأليم وتفتح الأفق واسعا أمام العمل المشترك وكل ما فعلته الثورة أنها دعت خصومها إلى احترام سيادة البلاد والتوقف عن الفساد والاستبداد ووقف العلاقةِ مع الإرهاب والمضي قدما نحو بناء الدولة العادلة.
وقال الرئيس المشاط: مع الأسف الشديد كبر على خصوم ثورة 21 سبتمبر الإصغاء لصوت العقل والحكمةِ والأخلاق فقرروا وأدها بالقوة، لِيبدأ فصلٌ جديد من فصول الثورة
ولفت إلى أنه وعلى مدى 9 سنينٍ عجافٍ ضاعفت الحرب العُدوانية معاناة شعبنا ومع ذلك أثبت بأن ثورته وُجِدت لتبقى وتستمر.. مؤكدا أن ثورة شعبنا مضت على قاعدة يدٌ تبني ويدٌ تحمي واستطاعت بفضل الله أن تحول هذه الحرب إلى شاهد على عظمة شعبها وحكمة قيادتِها وعدالة قضيتها وبسالة مقاتليها.
وأكد أن كل إنجازات الثورة حصلت في ظل ظروف صعبة وإمكانات شحيحة وفي مواجهة حرب عدوانية كبيرة واصطفاف عالمي غير مسبوق.. موضحا أننا لا ندعي نجاح الثورة الكامل في القضاء على الفساد فهذه معركة ما تزال طويلة كما تعرفون لكنها على الأقل أطاحت بكبار الفاسدين والنافذين ووظفت الإمكانات المتاحة في خدمة الصالح العام.
وأوضح الرئيس المشاط أن ثورة 21 سبتمبر حمت النفط اليمني والغاز اليمني من السرقة والنهب وحافظت على العملة وما تزال تصرف بين فترة وأخرى نصف راتب وكل ذلك من موارد محدودة للغاية.
ودعا الرئيس المشاط الجميع الى نشر قيم المحبة والإخاء والتسامح والتصالح بما يعزز الجبهة الداخلية ومواصلة حشد الطاقات بما يضمن نيل الحقوق كاملة غير منقوصة.