مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – تقارير – 24 جمادى الأولى 1446هـ
يتذكَّرُ اليمنيون 9 سنوات مضت من العدوان السعوديّ الأمريكي بالأسى والحزن والألم، مطالبين بالثأر والانتقام من المجرمين.
فمنذ اليوم الأول من إعلان واشنطن عدوانها على اليمن بقيادة النظام السعوديّ؛ والقصف الهستيري لم يتوقف يومًا واحدًا على الأحياء السكنية والمنشآت الحيوية، حَيثُ تعمد العدوان استهداف الطفولة البريئة، بصورة تنسف كُـلّ ادِّعاءات الإنسانية التي يتغنون بها أمام العالم.
ونتطرق هنا لبعض نماذج التدمير والقتل والإبادة التي ارتكبها العدوّ السعوديّ الأمريكي في اليمن خلال شهر نوفمبر على مدى 9 سنوات مضت.
استهداف الطرق والممتلكات العامة:
في اليوم التاسع من نوفمبر للعام 2015م، وَعند الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين؛ شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ عدة غارات هستيرية على تجمعٍ للمواطنين أثناء تلقيح أطفالهم ضد شلل الأطفال في الطريق العام بمنطقة الطلح بمديرية سحار بمحافظة صعدة شمالي اليمن، مستخدمًا القنابل العنقودية؛ مما أَدَّى إلى استشهاد ٣ مدنيين بينهم طفل، وأُصيب ١١ آخرون بينهم طفل وامرأتان.
وفي اليوم التاسع والعشرين من العام والشهر ذاته، استهدف طيران العدوّ بغارة جوية خـزان ميـاه وسـط حـي سـكني بمنطقـة الجـرداء –الخفجـي –بمديريـة السـبعين؛ ما أسـفر عن استشهاد ٤ مدنييـن بينهـم طفـل، وأُصيب ٢٠ مدنيًّا بينهـم ١٤ طفـلًا وامرأتان.
وفي اليوم التالي، وَفـي السـاعات الأولـى مـن فجـر يـوم الاثنين، شنت الطائرات الحربيـة لتحالف الإجرام هجومـًا جويًّا بالصواريـخ، حَيثُ اسـتهدفت بـ ٤ صواريـخ منـازل المدنييـن ودمّـرتهـا على رؤوس سـاكنيها فـي حـي الروضـة بمنطقـة الطلـح بمديريـة سـحار؛ ما أَدَّى إلى تدميـر ٤ منـازل، وتضـرر ١٥ منـزلًا مجـاورًا، كمـا أَدَّى القصـف إلى استشهاد ٧ مدنييـن بينهـم طفلان و٤ نسـاء، وأُصيب ١١ آخرون بينهـم ٦ أطفال و٥ نساء.
واستمر العدوان الغاشم في استهداف منازل المواطنين بشكل يومي، ففي العام 2016 م قصفت الطائرات في السادس والعشرين من نوفمبر، منـازل مدنيـة تابعـة لمدنييـن مـن آل هـزاع الواقعـة بمنطقـة مدينـة القطيـع بمديريـة المراوعـة بمحافظـة الحديـدة، حَيثُ اسـتهدفت الغـارة الجويـة بشـكل مباشـر منزلـَي فهمـي عبدالحميـد هـزاع وشـقيقه عبدالكريـم وتم تدميرهمـا، وقد أودت الغــارة الجويــة بحيــاة ١٠ مدنييــن بينهــم ٨ أطفال والبقيـة نسـاء، وجـرح ٣ أطفال آخرين مـن تلـك الأسـرة.
أما في العام 2017م وهو عام من أعوام القتل الأمريكي والتدمير للممتلكات العامة والخَاصَّة كذلك، ففي اليوم الخامس من نوفمبر شن طيران العدوان ثـلاث غـارات جويـة علـى مبنـى بجانـب الطريـق العـام فـي منطقـة الخميـس التابعـة لمديريـة بنـي الحـارث بأمانة العاصمـة أثنـاء مـرور المدنييـن والسـيارات المدنيـة فيـه، وقـد نتـج عـن هـذه الغـارات إصابة مـا يقـارب ٧ أشخاص بينهـم ثلاثـة أطفال، بالإضافة إلى تضـرر عـدة سـيارات مدنيـة لبسـطاء لا يملكـون مصـدرًا للدخـل عـدا هـذه السـيارات، أمـا المبنـى المسـتهدف بالغـارات فقـد تم تدمّـره بشكل كلي، ليعكس بذلك العدوّ إجرامه غير المسبوق أمام مرأى ومسمع من العالم.
استهداف منازل المواطنين في حجّـة والجوف:
وفي اليوم السابع من العام والشهر ذاته، تواصل الإجرام والاستهداف المباشر لمساكن ومنازل المواطنين، حَيثُ قام الطيران بشـن عـدة غـارات اسـتهدفت منـزل المواطـن حمـدي علـي الجماعـي فـي قريـة المنوابـة الواقعـة فـي منطقـة هـران التابعـة لمديريـة أفلـح اليمـن بمحافظـة حجّـة، لتقتـل جميـع مـن كانـوا بداخلـه، وتدمّـر المنـزل علـى رؤوسـهم، حَيثُ كان بداخـل المنـزل حوالـي ٧ أشخاص بينهـم نسـاء وأطفال اسـتهدفهم الطيـران بثـلاث غـارات جويـة.
بعدهـا هرع مجموعـة مـن المواطنيـن بينهـم اثنـان مـن إخـوة مالـك المنـزل، وأبوه لمحاولـة إسعافهم لكـن طائـرات التحالـف اسـتهدفتهم وهـم فـوق أنقـاض المنـزل المدمّـر يحاولـون إسعاف مـن يمكـن إسعافه؛ ما أَدَّى إلى استشهادهم جميعًا، وكانـوا حوالـي ٦ أشخاص، وَبعدهـا تجمع عـدة أشخاص مـن المنطقـة المسـتهدفة والمناطـق المحيطـة، وذهبـوا لإسعاف سـكان المنـزل والمسـعفين، لكـن طائـرات التحالـف كانـت بانتظارهـم، ومـا إن وصلـوا حتـى اسـتهدفتهم لتقتلهـم جميعًا، وظـل السـكان يحاولون عـدة مـرات إسعاف الضحايـا، لكـن الطيـران الحربـي التابـع للتحالـف الأمريكي السعوديّ كانـت تسـتهدف أي شـخص يحـاول أن يقتـرب مـن مـكان الحادثـة، حوالـي ١٦ غـارة هـي حصيلـة الغـارات التـي اسـتهدفت المنطقـة، راح ضحيتهـا مـا يقـارب ٢٣ شهيدًا مـن المدنييـن بينهـم خمسـة أطفال، بالإضافة إلى جـرح طفليـن آخرين.
وفي محافظة حجّـة كذلك، في اليوم السابع عشر من نوفمبر 2017م، استهدفت غارة جوية شـديدة الانفجار، محـلًا تجـاريًّا بمنطقـة “الجـر” بمديريـة عبـس نتـج عنهـا استشهاد مـا يزيـد عن ١٧ مدنيًّا بينهـم خمسـة أطفال مـع تدميـر شـامل للمنشـأة التجاريـة، وتناثـر الـركام والبضائـع فـي السـاحة وإتلاف كُـلّ شـيء، مرتكبـًا جريمـة حـرب جديـدة تضـاف إلى الجرائـم التـي يرتكبهـا طيـران العـدوان كُـلّ يـوم منـذ بدايـة العدوان علـى اليمـن.
وبعد يومين في التاسع عشر من العام والشهر ذاته، شن طيران العدوّ غـارة جويـة علـى قريـة الهيجـة الواقعـة فـي مديريـة المصلـوب بمحافظـة الجـوف مسـتهدفة منـزل المواطــن محمــد محســن الســلال، أثنــاء تواجــد زوجتــه حمــدة وبنتَيْــه وثمانيــة مــن أطفالهــم، أكبرهــم لــم يتجــاوز التاســعة مــن عمــره، وقــد أســفرت الغــارة عن استشهادهم جميعًا، حَيثُ تقطعت أجسادهم إلى قطــع صغيــرة، وتناثــرت أشلاؤهم فـي المنطقـة، بالإضافة إلى تدميـر المنـزل تدميـرًا كليًّا وتسـويته بـالأرض.
أما في العام 2018م وهو كذلك أحد الأعوام التي شهدت فيه اليمن مجازرَ وجرائمَ مختلفةً من قبل تحالف الشر والإبادة الجماعية، ففي اليوم السابع من نوفمبر أقدمـت طائـرة بـدون طيـار تابعـة للعدوان الأمريكي السعوديّ علـى استهداف منـزل المواطـن “حسـن محمـد العمـري” بغـارة جويـة، الواقـع بقريـة المـورم بالقـرب مـن منطقـة الشـعاب بمديريـة حـرض -محافظـة حجّـة.
الغـارة اسـتهدفت المنـزل مباشـرة أثنـاء مـا كان المواطـن (حسـن العمـري) وزوجتـه وسـتة مـن أطفالـه بداخـله؛ مـا أسـفر عـن استشهاد زوجـة رب الأسـرة وتدعـى (رضيـة جـراد) بالإضافة إلى اثنيـن مـن أطفالـه وجـرح البقيـة، حينها هـرع إليهـم مباشـرة أهالي القريـة محاوليـن إنقاذهـم ووصلـت فـي البدايـة امـرأة وطفلـة تبلـغ مـن العمـر (١٦) عامًا مـن أهالي القريـة محاوليـن إنقاذ الضحايـا وإخراجهـم، وقبـل وصـول بقيـة المسـعفين فاجأتهـم الطائـرة بمعـاودة استهداف المنـزل لتقتـل ثلاثـة مـن أطفال مالـك المنـزل بالإضافة لإحدى المسـعفات، وجـرح المسـعفة الأُخرى، مـا يجعلهـا جريمـة مركبـة نتيجة استهداف المســعفين، بعدهــا تفــرق أهالي القريــة الــذين كانــوا فــي طريقهــم لإسعاف الضحايــا، خشــية أن يتــم استهدافهم بغــارة أُخرى، وبقــوا منتظريــن حتــى هــدأت أصوات الطائــرات، ومــن ثـم قامـوا بانتشال الضحايا مـن تحـت الـركام، وإسعاف الجرحـى ونقلهـم إلى المستشـفى؛ وكانـت حصيلـة الاستهداف ٨ شهداء بينهـم (٦) أطفال، وامـرأة وجريحتان إحداهما طفلة.
استهدافُ منازل المواطنين في صعدة والحديدة:
وانتقل طيران الإجرام إلى محافظة الحديدة في اليوم ذاته، لتبحث عن أهداف مدنية كالعادة، حَيثُ استهدفت منـزل المواطـن (علـي يحيـى جمالـي خلـوف) فـي قريـة بنـي عبـدل الواقعـة فـي منطقـة الجبليـة السـاحلية التابعـة لمديريـة التحيتـا بمحافظـة الحديـدة، أثنـاء مـا كان بداخلـه هـو وأربعـة مـن أطفالـه.
الجديـر بالذكـر أن المنـزل الـذي تـم استهدافهم فيـه هـو منـزل نزحـوا إليـه قبـل فتـرة مـن الزمـن، حَيثُ إن منزلهـم الـذي تركـوه بجانـب مدرسـة الجبليـة نتيجـة القصـف الجـوي والمدفعـي العشـوائي مـن قبـل قـوات التحالـف السعوديّ الإماراتـي، وقـد نتـج عـن هـذا الاستهداف استشهاد رب الأسـرة وأربعـة مـن أبنائـه وهـم أحمد علـي والـذي يبلـغ مـن العمـر (١٢ عامـًا)، وابنتـه حسـينة (١٥) عامًا وابنته (أمينـة) (٢٢ عامـًا)، بالإضافة إلى طفلـة أحد جيرانـه وتدعـى (أسماء عبداللـه سـعيد عبـدل) وجرحـت إحدى بناتـه وتدعـى (سـامية) (٢٨ عامـًا).
وبعـد لحظـات مـن الغـارة التـي اسـتهدفت المنـزل شـنت الطائـرات الحربيـة غـارة ثانيـة علـى سـيارة المواطـن علـي جمالـي بالقـرب مـن المنـزل؛ ما أَدَّى إلى تدميرهـا بشكل كلي.
وفي المحافظة ذاتها، في اليوم السادس عشر من نوفمبر استهدفت طائرة بدون طيار تابعة للعدوان الأمريكي السعوديّ منـزل أحد المدنييـن فـي حـي السـلخانة الشـرقية بمديريـة الحالـي بالحديـدة بغـارة جويـة.
المنـزل المسـتهدف يعـود لمواطـن بسـيط لا يـكاد يجـد قـوت يومـه يُدعـَى (ماجـد غالـب الواحـدي)، حَيثُ كان بداخـل المنـزل أثنـاء الاستهداف ٦ مـن بناتـه، بالإضافة إلى طفلـة مـن جيرانهـم، أمـا رب الأسـرة فقـد كان فـي منـزل أحد جيرانـه، وقـد أَدَّى استهداف المنـزل والـذي سـقفه مـن الحديـد الخفيـف إلى استشهاد ثـلاث مـن بناتـه وجـرح اثنتيــن مــن بناتــه بالإضافة إلى جــرح ابنــة جيرانهــم والتــي كانــت فــي منزلهــم، وأثنــاء الاستهداف هــرع الجيــران ووالـد الجريحـات إلى المنـزل، وقامـوا بأخـذ الفتيـات إلى مستشـفى السـلخانة والمستشـفى الجمهـوري وبعـد سـاعات فارقـت الحيـاة إحدى بناتـه الجريحـات متأثـرة بجراحهـا ليصبـح عـدد البنـات الشهيدات أربع جميعهـن دون سِـنِّ الثامنـة عشـرة، بالإضافة إلى ثـلاث جريحـات جميعهـن مـن الأطفال.
وواصل العدوّ استهداف المواطنين ومنازلهم بمحافظة الحديدة بشكل متعمد، ففي الثلاثين من نوفمبر ارتكب العدوان جريمـة جديـدة بحـق المدنييـن فـي حـي غليـل بالتحديـد فـي مربـع ١٦، حَيثُ أقدمـ الطيران علـى استهداف عمـارة سـكنية فـي الحـي بغـارة جويـة قرابـة السـاعة العاشـرة والنصـف مسـاء يـوم الجمعة، تابعـة للمواطـن علـي عبداللـه شـباج والمكونـة مـن دوريـن؛ ما أَدَّى الاستهداف إلى استشهاد رب الأسـرة علـي عبداللـه شـباج، مـع زوجته وثلاثـة مـن أطفالـه.
المنـازل المحيطـة بالعمـارة المسـتهدفة هـي منـازل شعبيّة وضعيفـة اخترقتهـا الشـظايا المتطايـرة مـن الصـاروخ، وأدت إلى تدميـر بعضهـا، وأسـفرت عـن استشهاد أحد المدنييـن مـن المنـازل المجـاورة بالإضافة إلى استشهاد طفلـة صغيـرة وجـرح ١٦ مدنيًّا مـن أهالي الحـي بينهـم (٨) أطفال، كمـا تدمّـرت وتضـررت قرابـة عشـرة منـازل تابعـة لأهالي الحـي، والـذي يعتبـر مـن الأحيـاء الفقيـرة، بالإضافة إلى تدميـر سـيارة، وتضـرر أربع سـيارات أُخرى.
أما في العام 2019م، وبالتحديد في اليوم الأول من نوفمبر؛ فأقدم طيران الإبادة علـى استهداف أسرة المواطـن (علـي مهـدي خبـرة) أثنـاء مـا كانـوا بداخـل المنـزل الـذي يعيشـون فيـه فـي منطقـة القطينـات الواقعـة بمنطقـة العشـة بمديريـة باقـم التابعـة إداريًّا لمحافظـة صعــدة، تــم استهدافهم بغــارة جويــة فــي قرابــة الســاعة الســابعة صبــاح يــوم الجمعة، مـا أسـفر عـن استشهاد امـرأة تدعـى (ضيفـة) وطفـل يدعـى (حسـين علـي مهـدي) ابـن رب الأسـرة ويبلـغ مـن العمـر (١٥) عامًا، وجـرح خمسـة آخرين مـن الأسـرة بينهـم طفلان وتدميـر المنـزل كليًّا، كمـا أسـفرت الغـارة أَيْـضًا عـن نفـوق قرابـة (١٥٠) رأساً مـن الأغنـام.
الجديـر بالذكـر أن هـذه الأسـرة كانـوا قـد نزحـوا قبـل أعوام مـن قريتهـم الواقعـة بمنطقـة سـحار الشـام؛ هربـًا مـن قصـف طيران العدوان الغاشم الذي دمّـر منطقتهم، وقدمـوا إلى منطقـة العشـة للعيـش فيهـا والنجـاة بأرواحهـم لكـن طائرات الإبادة تتبعتهـم وقامـت باستهدافهم وكأنهـا تريـد أن تقـول لهـم: لا يوجـد أي مـكان آمن يمكن الاختباء فيه.
صحيفة المسيرة| أيمن قائد