مـوقع دائرة الثقافة القرآنية - تقارير – 17 ربيع أول 1447هـ
طائرة مسيرة واحدة قلبت حال الكيان الصهيوني رأسا على عقب، وأصبح العدو الإسرائيلي معها مطالبا من جديد بإعادة النظر في منظوماته الدفاعية، وما إذا كانت قادرة على مواجهة التحديات التي تفرضها اليمن على المشهد في معركة إسناد غزة.
تكمن مشكلة الكيان الصهيوني بأنه يقوم على "نظرية الأمن الشامل"، وهي نظرية ترى وجوب حماية مناطق تواجد الصهاينة في فلسطين المحتلة من كل حجر يقذف، إلا أن الوضع تغير الآن على يد اليمن، مع صواريخ تعبر، وطائرات تخترق أجواء فلسطين المحتلة دون أي قدرة على رصدها أو التصدي لها، ما يجعل فكرة "الأمن الشامل" مجرد أكذوبة، وأن على المغتصبين الصهاينة نسيان فكرة أن ينعموا بالاستقرار على حساب شعوب المنطقة. وهي مسألة عبر عنها الإعلام الحربي اليمني اليوم على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي بالقول: "لن يتذوّق العدو الإسرائيلي طعم الأمن والاستقرار، وعملياتنا مستمرة”.
-
القوات المسلحة اليمنية تتوعد بالمزيد
بينما أعلنت القوات المسلحة اليمنية -في بيان أذاعه العميد يحي سريع- أن سلاح الجو المسير نفذ عملية واسعة ضربت أهدافا حساسة في النقب، أم الرشراش، عسقلان، أسدود، ويافا، وأن العملية حققت أهدافها بنجاح، مشيرا إلى أن المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية والأمريكية فشلت في رصد واعتراض عدد منها. وأكدت القوات المسلحة اليمنية أنها ستصعد من عملياتها، وأنها لن تتراجع عن مواقفها المساند لغزة، مهما كانت العواقب، وأن اليمن ـ بفضل الله ـ يطور من أداء أسلحته حتى تكون أكثر تأثيراً وفاعلية.
وحذرت القوات المسلحة اليمنية قطعان المغتصبين بالقول: قواتنا المسلحة ستثبت لكم أن قيادتكم الحمقى فقط تستغبيكم بتطميناتها لكم، فلدينا ما يصيب أنظمة الحماية والأهداف الحساسة، وقادم الأيام سيكشف لكم ذلك.
ودعت القوات المسلحة اليمنية شركات الملاحة الجوية إلى مغادرة المطارات داخل فلسطين المحتلة، كونها أصبحت غير آمنة، وسيتم استهدافها بشكل مستمر، وأن القوات المسلحة اليمنية لا تتحمل أي تبعات بعد التحذير.
صحيفة معاريف الصهيونية علّقت على الهجوم، موضحة أن الهجوم بطائرة مُسيّرة يمنية على صالة مطار "رامون" قد يكون له آثارا وخيمة على سمعة المطار وقطاع الطيران "الإسرائيلي" فالضربة اليمنية على مطار "رامون" قد تدفع شركات الطيران الأجنبية التي عادت مؤخرًا إلى "إسرائيل" إلى إعادة النظر في قرارها. وشددت الصحيفة على أهمية إصدار "أمر 8" (تجنيد عاجل) لإطلاق حملة فورية وواسعة تهدف إلى إقناع شركات الطيران الأجنبية بعدم التراجع عن رحلاتها إلى "إسرائيل".
ونقلت صحيفة معاريف عن المدير العام لشركة الطيران "أركيا" أن استهداف مطار "رامون" بالتأكيد هو حدث قد تكون له تداعيات على مجال الطيران.
كما علّق قائد سلاح البحرية "الإسرائيلي" الأسبق "أليعزر تشيني" بالقول إن اليمنيين سجلوا نجاحا بإصابة مطار "رامون" وهو حدث ينظر إليه عالميا بصورة سلبية وقد ينعكس على شركات الطيران الأجنبية.
-
مليارات ضائعة
أنفقت "إسرائيل" -بدعم أمريكي غربي- مليارات الدولارات، من أجل تأمين أجواء المغتصبات في فلسطين المحتلة، إلا أن طائرة مسيرة واحدة نسفت منظومات الدفاع الجوي الصهيونية، ونسفت معها نظرية الأمن الشامل التي تسوقها سلطات العدو لاستقطاب اليهود من مختلف أصقاع العالم إلى فلسطين المحتلة.
تحقيقات قوات العدو الإسرائيلي في أسباب فشل رصد أو اعتراض الطائرة المسيرة اليمنية أكدت أن هناك أخطاء فادحة تكمن وراء عدم القدرة على التعامل مع الطائرة. أما الإعلام الصهيوني فقد بدأ يصرخ: "الويل لكم، هذه طائرة صغيرة، ماذا ستفعل "إسرائيل" إذا قرر اليمنيون الهجوم بتقنية أكبر!".
الطائرة المسيرة اليمنية التي ضربت مطار "رامون" أمس لم تمنح "إسرائيل" فرصة كي تلعق جراحها، بل زادت من حدة نزيف الخسائر لدى الكيان الصهيوني، حيث يعد مطار "رامون "ثاني أهم ميناء جوي يقع تجت سيطرة العدو الإسرائيلي بعد مطار اللد "بن جريون".
صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أوضحت أن إصابة الطائرة المسيّرة لمطار رامون تعد إنجازًا إضافيًا لليمنيين ينضم إلى سلسلة ضرباتهم البارزة خلال الحرب فعلى مدى ما يقرب من عامين سجل اليمنيون نجاحات من "تل أبيب" وحتى "إيلات" كان لها تأثير كبير على "إسرائيل" وهذه النجاحات التي حققها اليمنيون خلال أشهر الحرب تُذكر "إسرائيل" بأن تهديداتهم يجب أن تؤخذ على محمل الجد، فنجاح استهداف مطار رامون جاء بعد إنجاز آخر حققه اليمنيون بإطلاق صاروخ برأس حربي انشطاري على "إسرائيل" وقد باتوا يشكلون التهديد اليومي المركزي لها.
القناة 14 الصهيونية ذكرت أن اليمنيين يشكلون تحديًا مستمرًا لـ"إسرائيل" رغم الهجمات الواسعة في اليمن واغتيال جزء من الحكومة، مشيرة إلى أن الطائرة المسيّرة اليمنية التي أصابت مطار رامون تُظهر أن "إسرائيل" ما زالت تواجه ثغرات في منظومة الدفاع، مشيرة إلى أن استهداف مطار رامون يُذكر "إسرائيل" بأنها ما زالت تفتقر إلى قدرة دفاعية محكمة، حتى في مواجهة عدو ليس متطورًا للغاية ففي الآونة الأخيرة اختار اليمنيون مسارات طيران أكثر تعقيدًا.
-
قيادة عمياء ومنظومات مشلولة
ويبدو أن انعدام الرؤية لدى الدفاعات الجوية الإسرائيلية ما هو إلا انعكاس لحالة العمى التي تصيب قيادة الكيان الصهيوني، حيث يعتقد ناشطون أنه قبل أن يتم محاسبة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية يجب محاسبة بنيامين نتنياهو وبقية المسؤولين الصهاينة عن فشلهم العسكري والسياسي، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بالقصف والتجويع بحق أهل غزة.
صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أوضحت في تقرير لها أن عملية استهداف مطار "رامون" تُعد إحدى الضربات اليمنية الخطيرة وخاصة وأن "سلاح الجو" الإسرائيلي لم يوضح حتى الآن كيف أصابت الطائرة اليمنية مطار "رامون" ويبدو أنها نُفذت باستخدام تكتيكات معقدة للتشتيت والمفاجأة. مؤكدة أن على "إسرائيل" إدراك أن اليمنيين قادرون على التكيف ومباغتتها، وقد تقع حوادث مشابهة في المستقبل بشكل خطير.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن مسؤولين في "حكومة" العدو أنهم لاحظوا انخفاضًا كبيرًا في بنية الدفاعات الجوية "الإسرائيلية" خاصة بعد حرب الـ12 يوم مع إيران.
-
اليمن.. الإرادة قبل السلاح
تجرأ اليمن حيث لم يجرؤ الآخرون، وإذا كان هناك ما يفوت اليمن بسبب نقص الموارد والتقنيات، يتم تعويضه بالإرادة والشجاعة، وفي كل مرة يسجل اليمن انتصاراً جديداً في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وإسناد أبناء غزة مهما كان الثمن.