حينما بُعث رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) بُعث في مجتمع يبدأ منه المشوار، هذا المجتمع هو: مكة، ومكة كانت بقعة مقدسة؛ لأن فيها بيت الله الحرام والكعبة المشرفة، وهي البقعة الأساسية التي استوطنها إسماعيل بن نبي الله إبراهيم صلوات الله عليهما.
جاء محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في تلك البقعة، تلك البقعة كانت أيضًا قد سيطر عليها الشرك والضلال والفساد مثلما سائر العالم العربي والعالم بكله آنذاك، جاء الرسول وبدأ مشواره من هناك وبما أن هذا الدين هو استنقاذ للإنسان وصلاحه وفلاحه واستنقاذ الناس من العبودية لغير الله سواء أصنام الحجر أو أصنام البشر؛ فقد عمل على استنقاذ الناس من العبودية للطواغيت والمجرمين والمفسدين والمضلين الذين يتعاملون مع عباد الله بالإذلال والاستعباد والإهانة، لا يهمهم أمر الناس ولا خير الناس ولا ما فيه مصلحة الناس أبدًا.