الإمام الحسين (عليه السلام) حين قُدِم له هذين الخيارين، إما أن يعيش ذليلاً قابلاً بالاستعباد، يخضع ويقبل بكل ما يريده منه يزيد، ويزيد وأمثال يزيد ممن ينهجون نهج يزيد وهم حكام الأمة وزعماؤها، عادة لا يريدون منك الخير، لا يريدون منك العدل، لا يريدون منك الصلاح، لا يريدون منك حقاً، يطلبون من الناس ما فيه إذلالهم وهوانهم.
قال (عليه السلام): ((ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة وبين الذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون)) أيها الإخوة في هذا الزمن, في هذا الزمن الذي قبلت هذه الأمة بالإذلال والهوان، الذي قبلت بأن تكون أمة ذليلة أمام اليهود وأمام النصارى، نحتاج إلى استيعاب هذا الدرس من الإمام الحسين (عليه السلام)، نحتاج إلى أن نتعلم هكذا، أنه لو خذلنا الخاذلون، لو تفرج الكثير من الناس وتخاذلوا وتوانوا، ولو واجهتنا الغربة في مجتمع يرى من الحق غريباً، ومن الباطل مألوفاً ومقبولاً، من مجتمع ينحاز أكثر أبنائه إلى الطغاة والمجرمين، ويخذلون الحق وأهله، يجب أن يكون موقف الإنسان المسلم تربية الإسلام، تربية القرآن هي تعلمك هذا؛ لأن الله يأبى، الله يأبى لا يقبل، لا يقبل لأوليائه أن يقبلوا بالذل، حينما تقبل بالذلة، الله لا يقبل لك ذلك، ولا يقبل منك ذلك، ويعاقبك، يعاقبك على ذلك، ((يأبى الله لنا ذلك ورسوله)) الرسول محمد, الله يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} الله يأبى للمؤمنين، يأبى لأمة الإيمان، من بقي منهم على الإيمان أن يقبلوا بالذلة، الرسول محمد لا يقبل، لا يقبل لأمته، لا يقبل لأبنائه، لا يقبل للسائرين على خطاه وفي دربه وفي صراطه المستقيم أن يقبلوا بالذلة، ولو رأى النبي موقف أمته، والحالة التي هي عليها من الذلة أمام اليهود، أمام أمريكا أمام إسرائيل، أمام عملاء أمريكا وإسرائيل الذين ينحنون ركوعاً وخضوعاً أمام الأمريكيين والإسرائيليين، ويتعاملون مع شعوبهم بالقهر والطغيان والتكبر والغلظة والبطش، النبي لا يقبل، الرسول لا يقبل، لا يقبل لأمته أن تكون ذليلة ولا لأبنائه، ولا لكل المؤمنين، ولا يقبل منهم ذلك، لا يقبل لهم ذلك، ولا يقبل منهم ذلك.
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ((يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وأرحام طهرت من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام))، حينما يكون الخيار أن تُصرع ولكن بكرامة، أن تٌقتل في ميدان شرف، في ميدان الجهاد، في ميدان البطولة والثبات والاستبسال كريماً عزيزاً، وأنت على مبدئك، أنت على دينك، تلقى الله محقاً، فهذا خير لك، خيار المؤمنين.
حينما يكون الخيار أن تبقى تعيش ذليلاً، تعيش مهاناً، تعيش مُستعبداً، أو أن تُصرع كريماً، وتُقتل كريماً، تلقى الله بكرامة الإيمان، بعزة الإيمان، تلقى الله وأنت ثابت على دينك ومبدئك، على الحق، ومع الحق، وفي نصرة الحق، هذا هو خيار المؤمن، يرغب في ذلك، يعشق ذلك عشقاً، ((يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وأرحام طهرت من أن نؤثر طاعة اللئام)) طاعة من؟ اللئام، من هم كلهم لؤم، ولئيم من يطيعهم في معصية الله، من يطيعهم في أن يخلع دينه، ويضيع دينه، يضيع قيم الإسلام، يضيع مسؤوليته من أجلهم، من أجل لئام، لئام، لا يستعبدونك لخير لك، ولا يخضعونك لمصلحتك، إنما هم لئام وفي طريق اللؤم وفي طريق الخسة والانحطاط وفي طريق الشيطان.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى عاشوراء
للعام الهجري 1429هـ.