مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الحالة العالية من الإيمان والوعي والعلاقة العظيمة بالله سبحانه وتعالى تجعل عند الإنسان اندفاع كبير، وروحيه جهادية عالية، أولاً أنه هو ذلك الذي يحب الله, فهو مندفع في سبيل الله بكل رغبة, محبته لله تجعله يندفع في سبيل الله برغبة عالية, ثم هو يخاف من الله سبحانه وتعالى, فهو منطلق في سبيل الله ويدرك خطورة التخاذل, وخطورة التقصير, خطورة التفريط، وأن وراءه عذاب الله, أن المسألة ليست مزاجية ولا سهلة, فتنطلق نظراً لأن عندك تحمس, وتفاعل, ثم يتغير مزاجك فيترجح لك أن تذهب, لا. ليست مزاجية، هذه مسألة يتحدد فيها مصيرك، نجاتك، فوزك، أو هلاكك، إما أن تتوفق وتستمر مع الله سبحانه وتعالى، وتثبت في طريق الحق, أو تتراجع فتخسر, وتهلك.

 

الإنسان في مقام العمل في سبيل الله عنده قناعة عالية وإيمان كبير بالطريق التي هو فيها، والقضية التي يجاهد من أجلها، هو يدرك أنه مع الحق، على الحق, مع الله, في سبيل الله, في طريق العز, والخير, والشرف, والنجاة, والفوز العظيم, أنه في طريق نهايتها الجنة, والفوز برضوان الله سبحانه وتعالى, والسعادة الأبدية, والنعيم الذي لا نهاية له, أما تراجعه عن ذلك الطريق فهو تراجع إلى طريق جهنم, إلى الشقاء الدائم, إلى الخسران, والهوان, إلى عذاب الله, والعياذ بالله. يدرك عظمة العمل الذي هو فيه، يدرك قيمة العمل الجهادي في نجاته، في فوزه، في عزته، في شرفه, في الفضل عند الله سبحانه وتعالى, فيما يحقق هذا العمل من نتائج عظيمة ومهمة في واقع الحياة له, وللناس من حوله.

 

عنده اندفاع وعنده قناعة كبيرة بالقضية التي هو فيها، يتحرك ببصيرة عالية، المؤثرات التي تضعف روحيتك الجهادية هي بعيدة عن الواقع الإيماني الراقي، المؤثرات متنوعة, مثلاً حالة الخوف, الإنسان المؤمن هو يخاف الله سبحانه وتعالى, وخوفه هو من التقصير, خوفه هو من التراجع, خوفه من التفريط بكل ما سيترتب على التفريط من عذاب, وعقاب, وهوان, وخسران, وخزي, في الدنيا والآخرة.

 

ولذلك هو يدرك واقع العدو, مؤمن بالله, وثقته عظيمة بالله, واعتزازه بالله, وتوكله على الله, يدرك أنه مع الله, وبالله, هو القوي, وهو الأعلى في مواجهة الأعداء؛ لأنه متوكل على الله, واثق بالله, رهانه على الله, وهو يتحرك باعتماده على الله, ثم هو يدرك أن أقصى ما يمكن أن يحصل في طريق الجهاد هو الشهادة, ويعرف ويؤمن, ويوقن أن الشهادة في سبيل الله شرف كبير, شرف عظيم, وانتقال إلى السمو والتكريم العظيم.

 

الكرامة الكبيرة التي أكرم الله بها عباده الشهداء استضافة الله لهم, إلى يوم القيامة في نعيم عظيم, وسعادة دائمة, فما الذي يمكن أن يؤثر عليه بالنسبة للخوف, العوامل الأخرى, عوامل الطمع, الحرص على طول الحياة, الأشياء الأخرى كذلك, بعيدة عنه, بعيدة عنه؛ لأنه مندفع برغبة إلى ما عند الله, متطلع إلى ما عند الله من الخير, وفي نفس الوقت يدرك أنه لا قيمة للحياة بدون عز, بدون شرف, بدون شرف العبودية لله سبحانه وتعالى, وأن نتيجة التفريط, والتقصير, والتخاذل, الذي هو ثمرة حقيقية ونتيجة أكيدة للتراجع في الروحية الجهادية, نتيجته الهوان والذل وسيطرة الأعداء بكل ما سيترتب على سيطرتهم بظلمهم, بإجرامهم, بطغيانهم, بحقدهم, بفسادهم, ما يترتب على ذلك من ذل, وهوان, وعذاب, وخزي.

 

ونحن نشاهد ما يعمله الأعداء عندما يتغلبون، ويسيطرون على أي منطقة, على أي بلد, ما عمله الأمريكيون في العراق, في أفغانستان, وفي غيرها.

 

الروحية الجهادية ملازمة لمستوى الإيمان، إن نقص الإيمان نقصت، وإن كان الإيمان في حالة ارتقاء مستمر فالروحية الجهادية تكون أيضاً في حالة ارتقاء مستمر, ويصبح الإنسان على درجة عالية وثبات في واقعه الإيماني, والجهادي, ثبات.

 

نحن مثلاً الآن نلحظ سواء في وقت الحروب أو في غير الحروب، نلحظ الكثير من المجاهدين بمجرد أن يتأثر بالواقع ينزل إلى الواقع ينزل إلى الميدان يعيش الواقع العادي بين الناس, فإذا به يضعف اندفاعه في سبيل الله, تتراجع روحيته الجهادية, يحتاج إلى عمل وتوضيب, توضيب من جديد, مثل السيارة المبوش, تراجع في الروحية الإيمانية والجهادية, ويحتاج من جديد إلى تذكير, وعمل كبير طويل عريض, مقنع لكي يستعيد روحيته الجهادية التي فقدها.

 

الشيء الصحيح - يا أعزائي المجاهدين - في واقعنا النفسي, والمعنوي, والإيماني, أن يحرص الإنسان أن يحافظ على الروحية الجهادية التي وصل إليها, ثم يحرص على أن ترتقي, هذه الحالة في وجدانه, ومشاعره, ونفسه, فيزداد اندفاعاً, وانطلاقاً, لأن هذا شيء أساسي جداً.

 

تأتي أحداث كبيرة وأخطار كبيرة, وتحديات كبيرة, إذا كانت الروحية الجهادية في نفس الإنسان قد انحطت وتناقصت يكون موقف الإنسان ضعيف, وقد لا يوفق الإنسان للثبات في مواجهة بعض الأحداث, وبعض المواقف, هناك مواقف, هناك أحداث, تزلزل الناس في واقعهم العملي, والجهادي, تحديات كبيرة تحتاج إلى روحية عالية, روحية عالية من الإيمان, لكن من كان في مساره الإيماني والعملي والجهادي في حالة ارتقاء سيواكب, سيواكب كل المتغيرات, أتت أحداث جديدة, تحديات جديدة, مشاكل جديدة, مشاكل كبيرة, هو ذلك المرتقي دائماً إلى الأعلى, في إيمانه, في خوفه من الله, في روحيته الجهادية, في ثقته بالله, في توكله على الله.

 

كان بإيمانه بهداية الله له, بعلاقته مع الله سبحانه وتعالى, بالتوفيق الإلهي له, في مستوى مواجهة كل التحديات, كل الأعداء أياً كان نوعهم, أياً كانت إمكانياتهم, أياً كانت وسائلهم, وأساليبهم.

 

وحقيقة - أيها الأخوة الأعزاء - حقيقة نحن في مرحلة مهمة, التغيرات الكبيرة في البلد, الواقع الحالي الذي أصبحت فيه أمريكا موجودة في بلدنا بجنودها بشكل واضح, ومعلن, في مراحل معينة حرص الأمريكيون على أن يكون تواجدهم العسكري في البلد تواجد سري, الآن لا. اصبح تواجدهم في البلد عسكرياً, علني, وواضح, ومكشوف, حتى في صنعاء نفسها في شرتون, في قاعدة العند, يقولون الآن لديهم مشروع لبناء أكثر من 200وحدة سكنية للجنود الأمريكيين في قاعدة العند.

 

التواجد الأمريكي كلما رأى واقعاً مهيأً كلما سيتكثف وسيأتون بالمزيد من الجنود، كلما وجدوا الواقع مهيأً أمامهم، كلما سيحرصون على النزول في الواقع، لعمل أشياء كثيرة جداً, وفرض ما يريدونه على أبناء الشعب اليمني.

 

أهم ما سيركز الأمريكيون عليه هو الواقع المعنوي، والنفسي، والإيماني، يعني: ليس المعيار الذي سيركز عليه الأمريكيون بالنسبة لنا كمجاهدين، كمؤمنين، كم لدينا من أسلحة؟ كم عدد إمكانياتنا المالية, والإمكانيات المادية؟ لا. سيقيسون الواقع المعنوي لو لا سمح الله يلاحظون أن هناك تراجع كبير في الروحية الجهادية، وأن الجانب المعنوي الإيماني في تراجع لدى المجاهدين، لو يلاحظون ذلك لن يترددوا في أن يباشروا عدوانهم علينا كمجاهدين.

 

أهم رادع هو الواقع المعنوي، الذي سيجعلهم هم وغيرهم، هم وبقية قوى النفاق الموالية لهم على المستوى المحلي, وعلى المستوى الإقليمي, حتى لو تورطت في مواجهة معنا, تدخل في المواجهة وهي خائفة, تحسب لهذه الأمة لهؤلاء المجاهدين ألف ألف, حساب.

 

عندما يدخل عدوك في المواجهة معك، وهو من ذي قبل يخافك، يرهبك، يحسب لك ألف حساب، العامل المعنوي، والنفسي، سيجعل الأمور لصالحك، إضافة إلى العون، والتوفيق، الإلهي، والنصر والتأييد الإلهي.

 

إذاً نحن معنيون ويجب أن نركز على هذا، على الإهتمام بواقعنا الإيماني، في مستوى الوعي، في مستوى العلاقة بالله، في مستوى الروحية الجهادية، ويحرص الإنسان أن يكون مساره مسار ارتقاء، لا يكتفي لنفسه بمستوى معين، ولا بحالة معينة، هنا الخطأ، وهنا الخطر، عندما يكتفي الإنسان بمستوى معين, لا وعيك, ولا إيمانك في مستوى معين يكفي, حالة يجب أن تكون مستمراً فيها, في حالة ارتقاء.

 

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

في ضلال دعاء مكارم الاحلاق – الدرس الأول.

الدرس الثالث

ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 22/ربيع ثاني/1434هـ

اليمن – صعدة. 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر