على مقربةٍ من اكتمال عامين كاملين، وبعد انتهاء الدورة الـ 80 لجمعية الأمم المتَّحدة، وبعد أن بلغ السخط العالمي ذروته، يستمر العدو الإسرائيلي في إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وفي ارتكاب أبشع وأفظع الجرائم، مستنداً:
- إلى الشراكة الأمريكية، والدعم الأمريكي.
- وإلى التخاذل العربي، وفي العالم الإسلامي، التخاذل الرهيب، الذي طمأن العدو الإسرائيلي، وشجَّعه على مواصلة جرائمه.
في هذا الأسبوع كانت الحصيلة ما يزيد على الـ (ألفين وخمسمائة شهيد وجريح)، معظمهم من الأطفال والنساء:
- استهدف العدو الإسرائيلي النازحين، واستهدف أيضاً الأهالي، الذين هم بمئات الآلاف، لا يزالون في أحياء محاصرة في داخل مدينة غزَّة، ويستهدف الجميع: بالقتل بالغارات، بالعربات المفخخة، المحمَّلة بأطنان المواد المتفجِّرة، وأيضاً بالقناصة، بالقذائف... بكل اشكال الاستهداف.
- يستخدم التجويع باستمرار، كوسيلة من وسائل الإبادة، تؤدِّي إلى ارتقاء الشهداء يومياً.
- وكذلك يستهدف منتظري المساعدات في مصائد الموت، التي نصبها بالشراكة مع الأمريكي؛ لتكون هي أيضاً وسيلة من وسائل الإبادة للشعب الفلسطيني.
- يستمر في تدمير ما تبقى من الأبراج والمساكن بشكلٍ كبير، يسعى إلى تدمير كل المساكن، كل الأحياء السكنية في قطاع غزَّة؛ حتَّى لا تبقى مكاناً صالحاً للحياة، فهو مستمرٌ في كل أنواع جرائمه.
- مستمرٌ في التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وإلى مناطق غير آمنة، يسمِّيها [آمنة]، ثم يستهدف النازحين إليها، وليس فيها أي مقوِّمات للحياة، ولا تتوفَّر فيها المتطلبات الضرورية لحياة الناس؛ ولـذلك نشاهد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في العراء، من دون أيِّ مأوى، من دون أن تتوفَّر لهم أدنى متطلبات الحياة، والمقدار الضروري منها.
الأطفال في قطاع غزَّة ما بين شهداء، وما بين مجوَّعين، ومروَّعين، ومهدَّدين، تحت طائلة القصف والاستهداف، كل الأطفال في قطاع غزَّة على هذه الحالة.
العدو الإسرائيلي هو يتباهى ويستعرض بمشاهد الاستهداف والترويع للأطفال والنساء، حتَّى أساليبه في الاستهداف للمدنيين، وللأطفال، وللنساء، فيها وحشية، فيها دناءة، فيها إجرام، فيها تلذذ بالجريمة، وفيها أيضاً استعراض بما يفعله ضد الأطفال وضد النساء، هذا هو الحال في قطاع غزَّة.
المشاهـــد اليوميـــة، يشاهدها الناس الذين يتابعون في مختلف أنحاء الدنيا، كل مشهدٍ منها كافٍ ليحرِّك الضمير الإنساني، والمشاعر الإنسانية، وليحيي الشعور بالمسؤولية، في نفس أيِّ إنسان بقي فيه إنسانية، أبلغ من كلِّ كلمة، وأعظم تأثيراً من أيِّ محاضرة، وفوق الوصف، وفوق التعبير؛ ولـذلك من المهم للجميع أن يشاهدوا ما يحدث هناك:
- لأن لهذا أثره الكبير في النفوس، في إحياء الشعور بالمسؤولية، في الإدراك لأهمية الموقف.
- ولأن التجاهل والتغافل تجاه ما يحدث في غزَّة، تجاه مأساة الشعب الفلسطيني، تجاه الإجرام الصهيوني اليهودي، هو بحد ذاته أيضاً تنكُّرٌ للإنسانية، تنكُّرٌ للعدالة، تنكُّرٌ للحقائق المهمة القائمة في واقعنا، في منطقتنا، في أُمَّتنا، والتي لها تأثيرها الذي يفرض نفسه على واقعنا وحياتنا؛ وبالتـالي فيما يترتب على ذلك من مسؤوليات شئنا أم أبينا، يعني: التغافل والتجاهل لا يعفينا من المسؤولية، لا يدفع عنا التَّبعات، بل له تأثيراته السيئة.
ولذلك فالمتابعة في إطار الموقف، في إطار الاهتمام له، لها أهمية كبيرة جدًّا على مستوى:
- زيادة الوعي.
- زيادة الشعور بالمسؤولية.
- زيادة الاهتمام.
حالة التفاعل النفسي والوجداني التي تبقى قائمة، تبقى قائمة عندما تشاهد الأطفال والنساء وهم في حالة الشهادة، والبعض منهم في حالة الجراح، مضرَّجين بدمائهم، يصرخون ويستغيثون، يناشدون هذه الأُمَّة، والمجتمع الإنساني بكله، تشاهد كل تلك المشاهد المتنوعة جدًّا:
- المعبِّرة عن المظلومية في أنهى مستوى من المظلومية، في أعلى مستوى من المظلومية.
- وكذلك المعبِّرة عن الإجرام اليهودي الصهيوني، الذي يشهد على حقيقة العدو اليهودي الصهيوني، وحقيقة ما هي خلفيات توجُّهاته، الخلفيات التي تصنع مجرمين، خلفيات ثقافية عقائدية، منطلقات فكرية، تصنع مجرمين متوحِّشين في أسوأ مستوى من الإجرام والتَّوحُّش، والبعد عن الفطرة الإنسانية، والتباين التام مع مكارم الأخلاق، ومع الفطرة الإنسانية.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
أخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس 10 ربيع الآخر 1447هـ 2 أكتوبر 2025م