مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

المعلم الآخر الذي نتحدث عنه فيما يعنيه عليٌ لنا: هو أنه يمثِّل الامتداد الأصيل لحركة الهداية في الأمة ما بعد وفاة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- وغيابه من بين المسلمين يمثِّل خسارةً رهيبةً للأمة الإسلامية وللبشرية بكلها، ومثَّل أيضاً ختاماً للنبوة، وانقطاعاً لنزول الوحي في التشريع وفي حركة التشريع الإلهي، ما بعد هذه المرحلة وهي مرحلة مهمة من تاريخ البشرية، النبي بنفسه -صلوات الله عليه وعلى آله- تحدث عن فتن مظلمة كقطع الليل المظلم تقدم عليها الأمة بنفسها، ما بالك بالواقع البشري، وتحدث عن جاهليةٍ أخرى قادمة هي أخطر وأسوء وأظلم من الجاهلية الأولى، في ظل هذا المستقبل الحساس والخطير والمهم للأمة، هل انقطعت مسيرة الهداية في واقع الأمة وانتهت، وبقيت هذه الأمة في حالة من الضياع والانفلات. لا، الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وجَّه الكثير والكثير من الخطابات المهمة والكلمات المهمة جدًّا، المهمة لمستقبل الأمة، والمهمة لما بعد وفاته -صلوات الله عليه وعلى آله- بدءاً من قوله عن عليٍ -عليه السلام-: أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وكذلك في قوله للمسلمين: (إِنَّ اللهَ مَولَاي، وَأَنَا مَولَى المُؤمِنِين، أَولَى بِهِم مِنْ أَنفُسِهِم، فَمَن كُنتُ مَولَاه، فَهَذَا عَلِيٌّ مَولَاه)، وكل المسلمين- بمختلف مذاهبهم- نقلوا هذا النص النبوي المهم جدًّا للمسلمين، (فَمَن كُنتُ مَولَاه، فَهَذَا عَلِيٌّ مَولَاه، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاه، وَعَادِ مَنْ عَادَاه، وَانصُر مَنْ نَصَرَه، وَاخذُل مَنْ خَذَلَه)، عندما قال الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-: (عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي)، وكذلك في قوله: (عليٌ مع الحق، والحق مع علي).

 

فقوله: (عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي) يعبِّر لنا عن امتداد حركة الهداية في الأمة في هذا الاقتران ما بين عليٍ والقرآن، وأنَّ الإمام علياً -عليه السلام- هو الذي يمثِّل الامتداد لحركة الهداية في الأمة، واقترانه بالقرآن اقتران الهداية، القرآن هو مصدر الهداية، مصدرٌ أساسيٌ من مصادر الهداية للأمة: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: من الآية9]، الله يقول عن القرآن الكريم: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: من الآية185]، يقول عن القرآن الكريم: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [البقرة: من الآية2]، فالقرآن هو مصدر الهداية، وإلى جانبه الإمام علي -عليه السلام- هو الذي يستوعب هذا القرآن، هو المؤتمن على تأويله كما قال الرسول عن الإمام علي -عليه السلام-: أنه سيقاتل على تأويله، كما قاتل الرسول على تنزيله، فالإمام عليٌ -عليه السلام- هو المستوعب لهذا القرآن بما لم يستوعبه غيره من تلاميذ رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وهو المؤتمن على تأويل هذا الكتاب، وهو المؤتمن في تقديم مفاهيم هذا القرآن بشكلٍ صحيح، بشكلٍ نقي، يوم تختلف الأمة ليس على التنزيل وإنما على التأويل، يوم تختلف الأمة على التفسير، على المفاهيم كيف هي، على مدلول هذه الآية وما تعنيه هذه الآية، الإمام عليٌ -عليه السلام- كما يقول الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وكما ينبه الأمة على ذلك هو المؤتمن، هو الأعلم، هو الأوثق، هو حلقة الوصل المؤتمنة، ولذلك الحجة قائمةٌ على الأمة؛ لأن الله يعلم أن حال هذه الأمة كحال سابقاتها من الأمم، ما بعد أنبيائها تختلف وتتنازع، تختلف على المفاهيم في الرسالة الإلهية، في الدين الإلهي؛ وبالتالي تتفرق وتتنازع وتتناحر، وينشأ عن ذلك مشاكل كبيرة في واقع الأمم.

 

فالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما قال: (عليٌ مع القرآن، والقرآن مع علي) يؤكِّد استمرارية مسيرة الهداية بهذا الاقتران، عندما قال: (عليٌ مع الحق، والحق مع علي) يؤكِّد كذلك على هذا الاقتران، فعليٌ هو الأعلم بالحق، وهو الذي حمل الحق، وهو الذي يهدي بالحق، وهو الذي يقدِّم الحق يوم تختلف الأمة على الحق، يوم تتنازع الأمة في داخلها على المفاهيم المعبِّرة عن الحق، عن المواقف الحق، عن المسارات الحق، على التوجهات الحق، يبقى عليٌ -عليه السلام- في هذا الموقع العظيم والمهم جدًّا، ويبقى الإمام عليٌ -عليه السلام- المَعلَم المهم جدًّا في التصدي لحركة النفاق، وحركة التحريف، وحركة الانحراف في داخل الأمة.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(الإمام علي السابق والشاهد والامتداد الأصيل لحركة الهداية)

بمناسبة استشهاد الإمام علي -عليه السلام- 1440هـ

مايو 27, 2019م.

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر