كان محمد ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› كلما ازداد رفعة وشرفًا ومكانة في قومه كان يزداد تواضعًا لهم وعطفًا عليهم ورحمة بهم، حتى إذا بلغ الأربعين من العمر حين كان في غار حراء كعادته لعبادة الله على دين إبراهيم ‹عليه السلام› ويتأمل في خلق السموات والأرض، ويتألم على حلول الجاهلية محل الدين الحنيف دين إبراهيم الخليل جاءه الروح الأمين جبريل ‹عليه السلام› ملك الوحي إلى رسل الله ‹عليهم صلوات الله وسلامه› مبلغًا له برسالةٍ من رب العالمين التي بدأت بسورة الفاتحة:
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }[الفاتحة: 1- 7].