{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ}(الواقعة: من الآية65) حتى تتأكدوا بأنه نحن الزارعون،{لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ حُطَاماً} ضربة تأتي له أو عاصف أو تنعدم الأمطار، فتسقط الأوراق، وتذبل الغصون، وتجف السيقان فيتحول إلى حطام.
{فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}(الواقعة: من الآية65) تتعجبون من سوء حاله، كيف أصبحت مزرعتي بعد أن كانت خضراء ومنظرها جميلاً، أصبحت هكذا منظراً موحشاً، أصبحت حطاماً!.
هل كل واحد منا يعترف بأن الله يستطيع فعل هذا؟ إذاً هذا إقرار آخر، إذاً فهو الذي رعى هذه الشجرة حتى استطعت أن تحصل منها على هذا المحصول الكبير، هو الذي رعى هذه الأشجار حتى جنيت أنت ثمارها. أم تظن أنه الغاز والبودرة وهذه الكيماويات هي نفسها التي أعطته الرعاية؟. هي أيضاً مما خلقه الله سبحانه وتعالى، وفي نفس الوقت تذكَّر أنه {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً}.
ولاحظ.. عندما يكون الوقت مجدباً لا يوجد أمطار، والماء قليل حتى وصل الناس إلى درجة أن كل واحد احتفظ بما لديه من ماء لبيته وحاجته، والقات أو البنّ أو أي أنواع الأشجار التي لها أهمية كبيرة في حياة الناس قد أصبحت ظامئة، أصبحت جافة، هل هو وقت البودرة والغاز؟ هل سينفع؟ لا تعد تنفع. إذاً {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} تذهب تغزّ بالمكينة وتضخ بالكيماويات، فلا يطلِّع شيئاً، أعواد جافة.
لكن من أين ترسخ في أنفسنا ـ ونحن نتقلب في أموالنا ـ أن هذه هي لنا ونحن من نقوم بالعمل فيها، نحن من غرسنا أشجارها، ونحن من نجني ثمارها، ونحن.. ونحن.. إلى آخره.. مع نسياننا لله سبحانه وتعالى. من أين ترسخ؟.لأننا لم نروض أنفسنا على أن نتذكر دائماَ نعم الله العظيمة علينا، وأن نتذكر قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}(النحل: من الآية53) {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}(النحل: من الآية18) ترسخت هذه الحالة أو المفاهيم المغلوطة السيئة فنتج عنه حالات سيئة لدينا في أنفسنا جعلت كل واحد منا يتحول إلى أن يصبح ظلوماً كفاراً، فما الذي يبعدك عن أن تكون من الظالمين الكافرين بنعم الله سبحانه وتعالى؟. هو أن تتذكر.
إذا كنت أنت لا تتذكر تلقائياً فأجب على هذه الأسئلة التي ذكرك الله فيها؟.{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} والذي أنت بالطبع لا تستطيع أن تقول: نحن. من الذي يستطيع أن يقول: نحن؟ لا يستطيع أحد، ما من أحد ـ ربما ـ يستطيع أن يقول نحن إلا وهو يتوقع عقوبة من الله لأشجاره، لزراعته، لو يقول: نحن. فكل واحد مقر في نفسه أن الله هو الزارع.
إذاً فتذكر سواء بالأسلوب الأول، أسلوب تعداد النعم، أو عن طريق الإجابة على هذه الأسئلة التي وجهت إليك وإلى أمثالك من بني آدم
{لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}(الواقعة:65) ثم في الأخير ماذا تملك أن تعمل؟ لا شيء. تصبح كصاحب الجنة الذي ذكر الله قصته في [سورة الكهف]: {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}(الكهف: من الآية42) هل تملك في الأخير شيئاً؟ بعد أن يجعلها الله حطاماً تعطش حتى تجف سيقانها وتتحطم، ماذا يمكن أن تعمل؟ ربما آخر فكرة هو أنك تقتلع القات وتجعل بناتك ونساءك يجمعونه ليكون في الأخير [كوماً من الحطب] أليس كذلك؟.{إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} (الواقعة:66) غرام، خسارة لا تملك شيئاً، لا تملك أن تضع بدائل لنفسك.
الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله نعم الله الدرس الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن-صعدة