{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} الصراط هو: الطريق الواضح. والمستقيم: قيِّم، لا عوج فيه، ولا التواءات، طريق واضح؛ لأن هدي الله، ودين الله، هو: طريق واضح، لا يضل من يسير عليه، ولا يشقى من يسير عليه. فنحن نقول: أنت يا الله، {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}.
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (الفاتحة7) ألم يكن يكفي أن يقال: اهدنا الصراط المستقيم؟ لكن القرآن الكريم كله يؤكد قضية هي: أن للحق أعلامًا، وللباطل أعلامًا، لصراط الله أعلام، ولطريق الشيطان أعلام، فلا نتصور أن صراط الله صراط مستقيم هكذا، شيء ينبت في الأرض، أو شيء ينزل من السماء، أو شيء تأتي به الريح، إنه طريق ناس، إنها مسيرة بشر، يهديهم الله، ويهدي بهم عباده.
فيقرر المسألة؛ لأن هذه قضية مهمة، وهي مهمة خاصة بالنسبة لطلاب العلم، أحيانا قد يأتي الإنسان يطلب العلم، ويظن أن باستطاعته أن يطلع لوحده [بَصَلَة]، فهو لا يحتاج إلى أحد، ولا يبحث عن ناس يسير وراءهم، لا يبحث عن ناس يسيرون على صراط الله، يسير وراءهم، [أنا عندي عقل، وأستطيع أعرف حق وباطل، ولست بحاجة إلى أحد، والحق له طريق يستطيع الإنسان أن يعرفه!] يظن أنه يمكن أن يطلع لوحده!
سورة [الفاتحة] تقرر بأن الصراط المستقيم هو صراط أولئك، صراط ناس يسيرون عليه. ألم يقل: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} {الذين} أليست تعني ناس أنعمت عليهم، يعني: ناس من خلقك، من عبادك؟
فالإنسان الذي هو معبد نفسه لله، ليس لديه أنفة بأنه ليس مستعدًا أن يمشي وراء أحد، القضية عنده نعمة كبيرة جدًا، وهو لا يخطر بباله بأنها إشكالية أن يسير وراء أحد ممن هم يسيرون على صراط الله المستقيم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
وأقم الصلاة لذكري
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 1423هـ
اليمن - صعدة