مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من أهم وأول ما ينبغي أن نستفيده من الأحداث، وهي بهذا الحجم، في جانب المأساة منها، وفي جانب الصمود منها، هو: الفهم الصحيح للعدو، والفهم الصحيح لطبيعة الصراع مع العدو، وأن نحذر من النظرة السطحية الساذجة الغبية، ومن التفاعل اللحظي عند حالات الكوارث القصوى؛ لأن هذا- للأسف الشديد، للأسف الشديد- هو الذي يغلب على كثيرٍ من أبناء أمتنا: نظرة سطحية ساذجة إلى العدو، وغبية تماماً، وتفاعل لحظي، عندما تكون هناك كارثة كبيرة جدّاً، عندما تحصل مأساة كبيرة للغاية، أو غير مسبوقة، يتفاعل، لكن للحظات، ثم يتلاشى ذلك التفاعل، سواءً كان ذلك التفاعل بشكل مشاعر إنسانية ممزوجة بالغضب والألم، أو كانت عبارة عن حزن، أو كانت عبارة عن شيء من التفاعل النفسي، كل تلك الحالات تتلاشى، ثم يعود الناس وكأنه ليس هناك قضية ولا مشكلة، ولم يحصل ما حصل، ولم يحدث ما حدث! ذاكرة ضعيفة، تنسى أحداثاً كبرى، ومخاطر كبرى، ومآسٍ كبرى، فيها الكثير من الدروس والعبر، ولها كثير من الدلالات المهمة، التي ينبغي أن تأخذ نصيبها من الاهتمام، والعمل، والاستعداد، والإجراءات، والتوجهات، والمواقف، والسياسات.

المسألة ليست مسألة أحداث طارئة، تحصل ثم تنتهي بمجرد صفقة، أو مساومة، أو تهدئة مؤقتة وانتهى الأمر، وانتهى كل شيء، هناك صراع له خلفياته، له جذوره، يجب أن نحمل الوعي الصحيح تجاه العدو، وتجاه طبيعة هذا الصراع معه؛ لأنه لا نجاة لهذه الأمة، لا نجاة للمسلمين إلَّا بأن يقفوا في هذا الصراع موقف القرآن الكريم وموقف الإسلام، لا نجاة لهم في الدنيا، ولا نجاة لهم في الآخرة إلا بذلك، أن يقفوا موقف القرآن، موقف الإسلام، وأن يتعاملوا بمسؤولية تجاه هذه القضية وعيٍ وبصيرة، وإلَّا فالقضية خطيرة عليهم في الدنيا والآخرة، مهما تنصلوا عن هذه المسؤولية، ومهما كان أسلوبهم في إعفاء أنفسهم منها، بتبريرات متنوعة ومتعددة، هذا لن ينفعهم شيئاً.

اليهود الذين هم أعداء هذه الأمة، اليهود حوَّلوا أطماعهم التي تستهدف هذه الأمة في أوطانها وثرواتها، تستهدفنا كمسلمين، وفي المقدمة العرب، وفي العرب فلسطين أولاً والمسجد الأقصى، ومحيط فلسطين؛ لأن اليهود حددوا ما يعبِّرون عنه في أطماعهم بأنهم يريدون السيطرة عليه، وأن يقيموا لهم كياناً مسيطراً عليه بشكلٍ مباشر (من النيل إلى الفرات)، يعني: مساحة واسعة، تستهدف جزءاً ومساحةً مهمة من بلاد العرب، من بلاد الإسلام، وهذا هو فقط ما يريدون أن يسيطروا عليه ابتداءً؛ ليكون منطلقاً لهم إلى السيطرة على بقية هذه المنطقة، والسيطرة على شعوبها، وعلى ثرواتها، وعلى مقدراتها، والاستفادة من موقعها الجغرافي، الذي له أهمية بالغة على المستوى العالمي، هذه الأطماع حولوها إلى معتقد ديني، وإلى رؤية سياسية، وتحركوا وفق برنامج عمل على مدى زمن طويل لتحقيق هذا الهدف، العرب لا ينظرون هذه النظرة إلى هذه المسألة، يتعاملون مع كل مرحلة تصعيد لوحدها، وكأنها حالة طارئة ظهرت، لا جذور لها، لا سياق لها، لا خلفية لها، وتنتهي، وينتهي مع ذلك اهتمامهم تماماً تجاه هذه المسألة.

الأعداء حوَّلوا أطماعهم باحتلال فلسطين، أطماع باحتلال فلسطين وجزء كبير من بلاد العرب، وأطماعهم لهدم الأقصى واستبداله بهيكلهم المزعوم، وهذا هدف لا يزال هدفاً رئيسياً بالنسبة لهم، واحتلال كثير من المناطق العربية، وإذلال العرب، وتحويل الوضع في البلاد العربية إلى وضعٍ يخدمهم، ويصب في مصالحهم وتحت سيطرتهم، حوَّلوا كل هذا إلى عقائد دينية، ورؤية سياسية، وبرنامج عمل لهم، ولكل من التحق بالصهيونية من غيرهم، وذلك الإجرام الرهيب، المتمثل بمجازر الإبادة الجماعية، والجرائم البشعة في فلسطين، وتلك العدوانية تكشف حقيقة حقدهم على المسلمين أيضاً، وفي المقدمة العرب، ولديهم شعارهم [الموت للعرب]، هذا شعار إسرائيلي، يهتفون به، ويكتبونه، ويُعَبِّرون عنه في مناسباتهم، ولكن يتحركون لتطبيق هذا الشعار، ولديهم نصوص في التلمود، الذي هو بالنسبة لهم معتقدات، ونصوص يعتبرونها نصوصاً مقدسة، ونصوصاً تدخل في إطار معتقداتهم، تبيّن كيف هو حقدهم على المسلمين وفي المقدمة العرب، وكيف هي نظرتهم إلى المسلمين وفي المقدمة العرب؛ ليعرف العرب أنهم مستهدفون في المقدمة، وأن اليهود ينصبون العداء لهم قبل حتى غيرهم، وأكثر من غيرهم؛ فنصوصهم في التلمود هي توضح رؤيتهم حتى للآخرين بشكلٍ عام، وللعرب في المقدمة، وعدوانيتهم وإجرامهم، عندما نشاهد في التلفزيون تلك الجرائم الرهيبة جدّاً، القتل الجماعي للأطفال، للنساء، للكبار، للصغار، الاستهداف المتعمد للأطفال، الاستهداف للأطفال في كل مراحل الطفولة: (الخُدَّج، والرُّضَّع، والصبية) في كل المراحل، هناك خلفية، خلفية لذلك الإجرام، خلفية من الحقد، من المعتقدات الباطلة، السيئة، من الرؤية التي هي رؤية ظلامية بكل ما تعنيه الكلمة.

من نصوص التلمود التي يعتقدونها هذا النص بترجمته إلى اللغة العربية: [على اليهودي في أيام الحرب أن يقتل المدنيين رجالاً ونساءً]، هذا نص هو من معتقداتهم، ويعتبرون تنفيذه أمراً ضرورياً، القتل الشامل للناس، يعني: أولئك مجرمون خطرون على كل الناس، يحملون معتقدات كهذه، رؤية كهذه، ينطلقون من خلفية فكرية بهذا السوء، ظلامية إلى هذه الدرجة، وحشية إلى هذا المستوى، عدوانية إلى هذا المستوى، أناس خطرون جدّاً، وسيئون للغاية، يجب أن ننظر إليهم نظرة واعية، نظرة حقيقية، أن نفهمهم كما هم، لا كما يحاول المغفلون من المطبعين أن يقدموا نظرة وهمية وخيالية عنهم، وكأنهم أناس طيبين.

من نصوص التلمود، يقولون أيضاً: [العربي الجيد هو العربي الميت]، وهذه سخرية واستهزاء، بمعنى: ليس هناك عربي جيد على قيد الحياة، يجب أن يقتل، يجب أن يباد، معتقداتهم، ثقافتهم، رؤيتهم، فكرهم، هو: فكر إبادة للعرب، فاسمعوا يا عرب؛ لأن العرب اتجه البعض منهم في مقدمة مسار التطبيع، في مقدمة من يُطَبِّعون، ومن يحاولون أن يهيئوا الساحة لليهود الصهاينة في كل أنحاء العالم العربي، وفي بقية العالم الإسلامي، اسمعوا، رؤيتهم هي رؤية إبادة لكم، استباحة لحياتكم، رؤية وحقد نفسي أيضاً، وحقد نفسي، مع الفكرة، مع الثقافة الخاطئة، مع هذا المفهوم الظلامي، هناك حقد شديد جدّاً، مشاعر متأججة بالكره، والحقد، والبغضاء، والعداء الشديد.

من نصوصهم أيضاً التي تكشف رؤيتهم تجاه الآخرين: [كل غير اليهود هم مخلوقات شيطانية، ولا يوجد فيها شيء طيب على الإطلاق، حتى الجنين غير اليهودي يختلف عن الجنين اليهودي، ومجرد وجود غير اليهود ليس أمراً هاماً؛ لأن جميع المخلوقات الأخرى وجدت من أجل اليهود]، رؤية متوحشة، رؤية تحتقر بقية البشر، لا تعترف ببشرية بقية البشر، ولا بإنسانية بقية الناس، وهناك تصريحات لمسؤولين منهم، لقادة منهم، من الأعداء اليهود الصهاينة، تصف الفلسطينيين والشعب الفلسطيني العزيز المظلوم بالحيوانات، من هو الذي يحمل كل مساوئ وأحقاد وهمجية الحيوانات، ويشتغل وفق شريعة الغاب، ونظام الغاب؟ من الذي يتصرف كالحيوانات المفترسة؟ أليسوا هم اليهود الصهاينة؟! أليسوا هم من يتحركون بدون أي ذرة من المشاعر الإنسانية والقيم الإنسانية؟ ومع ذلك نظرتهم للآخرين هذه النظرة.

كم لديهم من نصوص بمثل هذا النوع من النصوص، لاستباحة كل الجرائم بحق المسلمين، وفي المقدمة بحق العرب، وحتى بحق بقية الناس، وحتى بحق بقية الناس، يستبيحون القتل للآخرين، يستبيحون السرقة للآخرين، النهب لثروات الآخرين، الاحتلال لأوطان الآخرين، هذا بالنسبة لهم معتقد، ثقافة، فكرة، رؤية راسخة، ينطلقون على أساسها، يتحركون بها، مع حقد رهيب جدّاً، حقد في النفوس؛ لأنهم بذاتهم، هم بتوجهاتهم تلك امتداد للانحراف، الانحراف الطويل في تاريخهم، الذي على رأسه قتلة الأنبياء، والذين وصفهم الله في القرآن الكريم بقسوة القلوب: كالحجارة أو أشد قسوة من الحجارة، هذه هي حقيقتهم التي ينطلقون على أساسها في خططهم، في مؤامراتهم، في أهدافهم، في ممارساتهم، ينطلقون من تلك الخلفية، من تلك الرؤية الظلامية، الشيطانية، الإجرامية، العدوانية، لاستهداف شعوبنا وأمتنا؛ ولذلك فالاحتلال، والنهب، والمصادرة لجزءٍ كبير من بلاد المسلمين، حوَّلوا هذا إلى معتقد ديني، ومسألة أساسية.

نظرتهم هي نفسها إلى كل العرب، يعني: ليست نظرة تختص بالفلسطينيين، اليهود لديهم تلك النظرة السلبية والعدائية والمحتقرة لكل العرب بدون استثناء، ليس هناك عربياً يعتبرونه محترماً ويحتقرون بقية العرب، أو مسلماً هنا يعتبرونه محترماً، يختلف عن بقية المسلمين، ويختلف في نظرتهم إلى بقية المسلمين، هم يحملون تلك النظرة السلبية والعدائية تجاه الجميع؛ ولهذا عندما قالوا في سخريتهم: [العربي الجيد هو الميت]، يعني: لا ينبغي أن يبقى شخص عربي على قيد الحياة، هذا ما يعنونه.

من نصوصهم في التلمود: [لا يجوز لليهودي أن يثق بالعربي في أي ظرف، حتى ولو كان هذا العربي متحضراً]، يعني: مهما كان، حتى لو كان موالياً لهم، أو متظاهراً بالحضارة وفق النمط المفهوم الذي يربط الناس بهم، المفهوم بشكل خاطئ، بشكل خاطئ.

فعلى كُلٍّ هم لا يحترمون حتى العربي الذي يواليهم، ولا يحترمون العربي الذي يتخاذل في الموقف اتجاههم، لا يُقَدِّرون له أنه لم يقف بوجههم، ليس له موقف ضدهم، ولا كذلك يُقَدِّرون للذي وقف إلى جانبهم، وقاموا باستغلاله، يُقَدِّرون له ذلك كجميلٍ من جانبه، بل إن القتل الشامل، والإجرامية والوحشية هو يُعَبِّر عن نزعتهم العدوانية الشديدة جدّاً، هم يوالون أسلافهم الذين قتلوا الأنبياء، ويحملون روحيتهم، ونفسيتهم، وقسوة قلوبهم، فهل سيحترمون أحداً هنا أو هناك؟! وعلى هذا النحو يتحركون، وعلى هذا النحو هناك تعبئة عدائية مستمرة في أوساطهم، يربون عليها حتى أطفالهم، وهناك مشاهد فيديو لذلك، يذهبون بأطفالهم إلى معسكراتهم، إلى الدبابات والمدفعية، ويرسخون فيهم الحب لقتل العرب، التمني لقتل العرب، أن تكون أمنية ذلك الطفل عندما يكبر أن يقتل العرب، يربونهم عليها منذ الطفولة، يربونهم على العدوانية، على هذه التوجهات، وحتى بعد دخول البعض من العرب في علاقات معهم لم يغيروا شيئاً من ذلك، وجَّهوا تلك الأنظمة العربية لتغير في مناهجها الدراسية، وفي سياستها الإعلامية، وفي خطابها الديني، الحديث عنهم ليتحول إلى حديث بشكل إيجابي، مديح لليهود الصهاينة، ثناء عليهم، تقديم لهم بأنهم أهل السلام، وأن الحكمة في التعايش معهم بسلام، وتجاهل لكل ما قد فعلوه في الماضي، مع ذلك لم يكن من جانبهم ولا خطوة واحدة في تغيير النظرة ولو تجاه بعض العرب، الرؤية هي الرؤية تلك السلبية، العدائية، المستبيحة للجميع بلا استثناء، بلا استثناء.

هذا فيما يتعلق بهم، ونشطوا بشكلٍ عام الحركة الصهيونية اخترقت الساحة الأوروبية منذ قرون اختراقاً كبيراً، اختراقاً كبيراً منذ القرن السابع عشر الميلادي، وحوَّلت تلك الأطماع والأحقاد، مجموع أطماع وأحقاد حولتها أيضاً في الساحة الأوروبية، وفي الوسط المسيحي، إلى معتقد ديني، ورؤية سياسية، وبرنامج عمل، لفئات واسعة ممن تأثروا بالحركة الصهيونية، ممن اقتنعوا بها، واستمروا في نشاطهم لزمنٍ طويل؛ حتى سيطروا على مراكز القرار، وصولاً إلى وعد بلفور البريطاني، وامتد الاختراق أيضاً من أوروبا إلى أمريكا، بعد تأسيس الدولة الجديدة في أمريكا، والقضاء على السكان الأصليين في أمريكا، بعد أن تمكن الأوروبيون المهاجرون إلى أمريكا من القضاء على السكان الأصليين في أمريكا، وإقامة دولة جديدة لهم، من البدايات المبكرة كان هناك اختراق في أمريكا.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 19 شعبان 1445هـ 29فبراير 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر