مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} (آل عمران: من الآية101) نريد أن نعرف كم نحن؟ مجموعة من الزيدية كم نحن هنا؟ قد نكون مائة شخص أو أقل، من يعرف بأننا نحن المائة هذه - ونحن نموذج لغيرنا - أن فينا على الأقل ثمانين في المائة مؤمنين بهذه القضية ، مؤمنين بقضية الثقلين بوعي، أنها هي المسألة التي لا بد منها في الاهتداء بالدين ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) أليس هذا صمام أمان من الضلال في كل مجالات الدين, في كل مجالات الحياة؟

والضلال هنا الذي قاله الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) لا يعني ضلال أنك تقع في معصية تدخل في باطل من الباطل الذي نسميه نحن، هذا الباطل المعروف، بل الضلال بكله، ضلال في العقيدة، ضلال في الفكر، ضلال في الثقافة، ضلال في الحياة، ما هو الضلال في الحياة؟ أليس هو التَّيْه، الجهل، الضَّعة، الذلة، افتقاد القوة، الشقاء؟ أليس هذا هو الضلال؟

الإسلام جاء ديناً يهدي الأمة فيزكي النفوس، يعلّم الناس، يزكيهم، يطهرهم، يجعل الحياة كلها سعيدة بالنسبة لهم، يجعلهم متمكنين في الأرض، كل خيرات الأرض تحت أيديهم، كل أسباب القوة بأيديهم، هذا الذي أراده الله سبحانه وتعالى للمسلمين، للعرب بالذات، لكن تنكروا لكل شيء فأصبحوا أذلاء وأصبحوا لا يمتلكون شيئاً، إلا ما كان فضلات مما لدى الآخرين.

حتى في المناهج الدراسية نحن ندرس نظريات قد عفا عليها الزمن، وقد تجاوزوها هم فأصبحت قديمة لديهم، سواء في الطب أو في الفيزياء، أوفي غيرها، وأصبحت غير مجدية كاملة أو بنسبة معينة، أصبحت معروفة لديهم، وقد تجاوزوها، وقد مشوا من بعدها بزمان، أصبحنا إلى هذه الدرجة لا نستطيع أن نصنع مثل تلك قطعة الغيار الفلانية مثل هذه المسجلة مثل هذه السيارة. لا نستطع أن نصنع مثلهم في شيء.

هذا هو الضلال الذي تقع فيه الأمة، لكن ما عاش الناس ثقة بالقرآن، ولا عاشوا ثقة بالرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) ونظروا إلى القرآن ونظروا إلى الرسول وكأنه صاحب مهمة معينة، ومجال محدود هناك، لا شأن له بالحياة وبأمور الحياة، نحن سنحاول من جانبنا أن ننظر كيف نهدي أنفسنا، كيف نعمل في سبيل إخراجنا من هذه الأزمات، لدرجة أنه ماذا حصل؟

أليس العرب الآن يبحثون عن السلام من أمريكا، من عدوهم، وهم يقولون ويُصرِّحون: إن أمريكا هي التي تدعم إسرائيل؟ أليس هذا من الضلال المكشوف، الضلال الذي لا يدخل فيه أحدُنا؟ هل أنت ستذهب إلى عدوك الأكبر تِريد منه أنه يفك منك عدوا ليس إلا يداً من أياديه، وهو إنما يعمل لصالحه؟ هل سيفكه عنك؟ لا.

هذا الزمن - أيها الإخوة - هو زمن لا بد أن يقف الناس موقفاً صحيحاً من أنفسهم، ليس الوقت وقت مجاملات ولا حياء ولا مداهنة، بل وقت مناقشة الحقائق، ومعرفة الحقائق، يكفي الناس ما يلمسونه من ذلة وإهانة وضياع لهم كمسلمين, كعرب. يكفي.

المفروض أن يبحثوا عن الحل، الإنسان متى ما اشتد به المرض أليس في الأخير يشرب العلاج ولو هو مُرّا؟ الآن نبحث عن العلاج، ولنقبل ولو كان مراً، مع أن العلاج من قِبَل الإسلام ليس مُرّاً، لا يمكن أن يكونْ مرّاً، لكن نفهم أن وضعيتنا أصبحت إلى درجة أنهم إذا قالوا لي، أعتقد أن العرب لو يفهمون وضعيتهم وقالوا: أنتم لن تتخلصوا من هذه الوضعية إلا بعد أن تُتَوِّجُوا ذلك الجَمَل وتجعلوه قائداً لكم، إن من الطبيعي أن يسيروا وراء هذا الجمل، ويُتَوِّجوه ويجعلوه قائداً لهم، ويهتفوا باسمه، ويصفقوا له، وضعية سيئة، ناهيك عن الثقلين: (كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

هل كان أعلام أهل البيت (مُرّ) غير مقبولين لدى الأمة؟ هل على عليه السلام غير مقبول؟ لماذا غير مقبول؟ أكان ظالماً؟ أكان جشعاً؟ أكان غبياً؟ ماذا كان؟ أعلام تشَدّ الناس إليهم فكيف يمكن أن يكونوا (مراً)؟ كيف يمكن أن لا يُقبلوا؟

أنت عندما تمرض وتشتد بك[الملاريا] ألست تشرب [السَّنَا] وهي مُرّة؟ سعال يحصل فيك أو أي شيء من الأمراض، تأكل [مرّ] تأكل [صبر] هذه الأمة هي لا تدرك بأنها أصبحت مريضة، ناهيك عن الآخرين، نحن (الزيود) هل أننا لم نفهم وضعيتنا بعد؟ هل كل شيء (سابر)؟ لا والله ليس كل شيء (سابر) وأننا تحت الصفر الصفر في كل شيء.

نستعرض هل لدينا حزب؟ لا. هل لدينا مطبعة؟ لا. هل لدينا قناة تلفزيون؟ لا. هل لدينا إذاعة؟ لا. هل لدينا صحيفة، هل لدينا مجلة؟ هل لدينا جمعيات؟ حتى الجمعيات ألسنا فاترين فيها؟ قلنا: ممكن أن تعملوا جمعية (لهمدان) لم يتحرك الناس وفي (ضحيان) اعملوا جمعية فلم يتحركوا وفي (رازح) حاولوا فلم يتحركوا وفي (فوط) فلم يتحركوا وهكذا.) فاترين في كل شيء. نحن نعيش حالة ضلال رهيب. هل نحن طائفة واعية نستمسك بعلمائنا وبأعلامنا؟ أم أننا أصبحنا كما يقال: "تَوْفِيَة مذاهب" من يريد أن يوفي مذهبه قال من الزيدية، إما جعفري أو وهابي (لا يرون إلا الزيدية ذي هم "مضاحك" تائهون، لم يعد لدينا شيء حتى الوعي ليس لدينا شيء ثابت، يطلع واحد من هناك و"شخروا" فيه وإذا رأو بلاطه تلمع قالوا: هؤلاء على الحق، وإذا رأو (لمبه) تضيء فوق الحرم، قالوا: أشهد لله أن هؤلاء على حق، أي: حالة من الضياع! تبحث عن بلاطه أو صومعة، أو ناس يطوفون عند البيت أو واحد بثوب نظيف ولحية نظيفة قال: كيف يا أخي أليسوا على حق وهم كأنهم عُطْب؟!) وأشياء من هذه.

الزيدية عندما يكونون على هذا النحو فهم تائهون ضائعون، حتى في حياتنا: الشوافع هم الآن في اليمن أرقى منا، أليس كذالك؟ أهل (تعِز) أرقى منا، لديهم خدمات أكثر منا، نحن الزيود ينظر إلينا نظرة أخرى، على مستوى المحافظات يُنظَر إليهم نظرة أخرى، امش من صنعاء وكذا تجد اليمن نصفين: نصفاً فيه خدمات كثيرة، وفيه أشياء كثيرة، والموظفون منه، والمسئولين منه، القوَّاد منه، الوزراء منَّه، ونصفاً آخر لا يُلتَفَت إليه أليس، أليس هذا حاصلاً؟

أي: أننا أصبحنا ضائعين حتى أمام من هم مُضيِّعون للثقلين.

قد نقول سابقاً مثلاً الزيدية من أسس فكرهم من أسس دينهم: هو أن الدولة الظالمة لا يدخلون فيها، لكن الناس الذين قد أصبحت القضية طبيعية لديهم هل هم داخلون فيها؟ لا. لا يزالون خارج، فمتى ما أصبحنا غير قابلين لـ[مُرّ]، نحن الآن مستعدون أن نقبل [مُرّ] نأكله فنشفى من حالتنا هذه.

عندما تقارن بالإمام على عليه السلام تقارن بالحسن عليه السلام تقارن بالحسين عليه السلام تقارن بالأعلام من أهل البيت الذين صعدوا في مختلف مراحل التاريخ يفرضون أنفسهم عليك، وليس فقط أنت من تحاول أن تلمِّعهم، متى لمّعنا أحداً من أهل البيت واحتجنا إلى أن نكذب له من أجل أن نُلمِّعَه أمام الآخرين؟ لكن الآخرين يتمسكون بـ[مُرّ] حقيقة، يتمسكون بناس منحطين يحتاجون في كل وقت أن يضربوا لهم [رَنْج] مَرَّه أصفر، ومره أبيض؛ من أجل أن يلمّعوهم أمام الآخرين؛ أنهم أعلام، مثل إذا هناك بضاعة (تقليد) مثل البضاعة التي تأتي من (تايوان) أليست مليئة بالـ(بُويَة) لَمَّاعات كلها؟ ثلاجات لَمّاعة صفراء مكتوب فيها [أهلا وسهلا] تقليد. ثلاجات (أصلي) تأتيك أحياناً بثوب ومنظر طبيعي لكنها (أصلي) ستبقى معك سنين والقهوة فيها ما تتغير. هكذا التلميع.

لا نحتاج إلى أن نلمّع أعلام أهل البيت، أي لا نحتاج نحن ونحن نراهم ناقصين أن نكبِّرهم، نكبِّرهم حتى يكونوا جذّابين عند الآخرين، فقط نحتاج إلى أن نتحدث عن نصف واقعهم، وسيصبحون جذابين عند الآخرين، لست بحاجة إلى أن تضيف شيئاً من عندك، تحدث فقط عنهم، تحدث ولو بنصف مما هم عليه مما لديهم، يكفي أن يجعلهم جذابين عند الآخرين،

لكن ما الذي يحصل؟: "خلاص يا اخي هَذفَه في علي، كم قدمضى لنا دائماً علي، أهل البيت، أهل البيت" بينما لا ينظر ِإلى أن الآخرين (شغَّالين) أربعة وعشرين ساعة: [أبو بكر، عمر، عثمان، معاوية، أبو بكر عُمر عثمان] في المساجد في المدارس في الجامعات في المعاهد، في الأشرطة، في الصوامع، في (العربيّات) في الإذاعات، في صفحات الكتب: أبو بكر عُمر عثمان، الصحابة، صحابة، صحابة.

"ونحن صاحبنا عاده دخل (مركز) عندهم منذ سنتين أو ثلاث، سمع ثلاث أو أربع محاضرات في أهل البيت قال: يا أخي بَس خلاص أهل البيت أهل لبيت". أليست هذه - أيضاً - حالة متدنية؟ والآخرون متى سمعتم سُنيًّا يقول: "يا جماعة خلاص صحابة أ شغلتمونا صحابة صحابة"؟ لا. يقولون له: تحرك شغّل صحابة، صحابة، أبو بكر، عمر، عثمان، معاوية، أليس هذا الذي يحصل؟ لاحظوا الفارق الكبير الذي يعني أننا في ضلال رهيب، لديهم أعلام يحتاجون أن يلمِّعوهم، وهم منحطون يحتاج أن يلمِّعه، ويحتاج أن يتكلم عنه كثيراً، هم ينطلقوا يتكلمون عنهم كثيراً وبالكذب الذي ليس من رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) ولا قاله، ولا يمكن أن يقوله، فيتكرر هذا الكلام كثيراً، كثيراً، كثيراً جداً.

ونحن الذين أعلامنا قدوات يصح أن نتعبد الله بولائهم، لا تحتاج إلى أن تكذب من أجلهم، ولا أن تكذب من أجل أن تلمعهم، وهم لو تحدثت بنصف ما هم عليه أو بربع ما هم عليه لكان فيهم ما يجذب الناس إليهم، ولكان فيهم ما ترى بأنك تعتز وتفتخر بأن يكونوا قدوة لك، ثم لا تتحدث عنهم، ثم تصمت عنهم، أليس هذا الذي يذهل الإنسان؟! لا نتحدث عنهم بل متى ما جاء أحد يتحدث عنهم قلنا: "بس يا أخي خلاص".

الإنسان يحاول إذا أراد أن يعرف وضعيته ينظر إلى الآخرين، أنت زيدي شيعي، ولك أعلام من أهل البيت، انظر ماذا يعمل الآخرون لأعلامهم، أنظر كيف أعلام أولئك وكيف أعلامك.

السنيّة في تعب شديد وهم دائماً "يقفون وهم مُلجّمين أبو بكر، وعُمر" بينما حديث يأتي من رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) صحيح في علي عليه السلام يحاول بأي طريقة أن يدفعه، أن يركله، لئلا يسقط على أبي بكر "يطحسه" يحاول في آيات القرآن كذلك، يتقافز من فوقها من أجل ألا يلزم أن تكون في علي فيكون علي هو أفضل من أبي بكر. أليس هذا يعني أن هناك أعلاماً متعبين، أعلاماً يرهقونك، أعلاماً تجد نفسك في موقف ضعف، أعلاماً تحتاج إلى أن تدافع؟ تدافع من؟ تدافع باطل، أو تدافع القرآن وتدافع الرسول من أن يهجم عليهم.

طيب، لو كان أبو بكر بالشكل الذي يمكن أن يكون أهلاً لأن يكون علَماً لكانت تلك الأحاديث التي تأتي تدفعها هي له، لكان هو الذي سيرفع رسول الله يده يوم الغدير ويقول: ((من كنت مولاه فهذا أبو بكر مولاه)) ألم يكن بالإمكان هكذا؟ كان بالإمكان أن يكون هو الذي قال فيه الرسول: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) لكان بالإمكان أن يكون هو الذي قال فيه (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) ((أنا مدينة العلم وأبو بكر بابها)) ألم يكن بالإمكان هذا؟ فلماذا تسمع دائماً يقول: علي، علي. ثم في الأخير تحاول تدفع عليًّا عليه السلام هناك وترى نفسك تُرمِّم هناك، أليس هذا يعني عملاً متعباً؟ عمل متعب، عمل مرهق.

لكن تعال إلى علي عليه السلام تعال إلى أهل البيت هل تجد تعباً؟ لن تجد تعباً، لن يحرجك الإمام علي عليه السلام إلى أن تدفع عنه القرآن، أو تدفع عنه محمداً، لكن ادفع عنه الباطل، ادفع عنه معاوية، ادفع عنه الباطل، بل هو الذي تحتاج إليه مع القرآن لتدفع أهل الباطل أن لا يشوهوا القرآن. صحيح؟

تدفع أهل الباطل ألاَّ يدنسوا مكانة محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) لكن هل يحرجك علي عليه السلام؟ هل ارتكب أخطاء تاريخية مخزية يحوجك إلى أن "تُلَجِّم، وتغطي وتدسِّم عليها" أو يحوجك أهل البيت من بعده إلى هذا؟

حصلت ظاهرة في أئمة متأخرين من الزيدية، حصل داخلهم حركة وتضارب، وأشياء من هذه، هل نحن أحرجنا أنفسنا بهم، ونقول سلام الله عليه وهو كذا؟ لا. لا سلام الله عليه وهو على باطل، لا سلام الله عليه ولو عمامته كيف ما كانت، أو يحمل اسماً كيفما كان، نحن لا نتعب أنفسنا بأعلام يرتكبون باطلاً ثم نحاول أن (ندسم) عليهم. هذا ليس من طريقتنا إطلاقاً.

متى حصل هذا؟ عند متأخري الزيدية عندما امتدت إليهم هَبَّة من الروائح الكريهة من جانب شيعة هؤلاء، فدخل معتزلة ودخل سنيّة، وأصبحوا متأثرين بهم، فطلعوا أعلاماً منحطين، وحدث صراع فيما بينهم، حدث صراع لم يكن يحصل مثله بين أئمة أهل البيت السابقين، فتدنسوا هم بسبب ما وصل إليهم؛ ولأنهم لم يكونوا كاملين، لم يحصلوا على الكمال، بعضهم لم يحصل على الكمال؛ لأن ثقافته كانت معتزلية, ثقافته كانت سنية، ولا يمكن أن يبلغ رجل درجة كمال بحيث يمكن أن يلي أمر الأمة، وهو على هذا النحو؛ لأنه هو أصبح متأثراً بالآخرين، أصبح متأثراً بما هَبّ من جانب أبي بكر وعمر وشيعتهم.

أليسوا الآن يحاولون أن يقولوا: الأئمة الزيدية حصل فيهم كذا، كذا. قلنا: انظروا نحن "مُطَرِّقِيْنَ فيهم" من رأيتموه على باطل فالعنوه، هل سنأتي نحن ونقول: لا. أبداً. لا بد أن تقتنع بهذا أوبهذا؟ يحاول أن يشرِّبك عائشة وقد خرجت تقاتل الإمام علياً عليه السلام وتحت قيادتها حوالي ثلاثين ألفاً، وحاشيتها من بني أمية، ويحاول أن يشرِّب الناس غصبا غصبا، في الأخير يقل لك: رضي الله عنهم هؤلاء لا يضرهم شيء، هؤلاء لا يؤثر عليهم شيء "مُصَرَّفِينَ" كلهم من المعاصي، (مصرَّفين تصاريف) لا يضرهم شيء لكن محمداً يضره فقال: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (الأنعام:15).

حتى (الإثنا عشرية) أتدرون أنهم محرجون هم أيضاً؟ مما تجلى لنا أنهم محرجون في مسألة أئمة معدودين، جعلوهم أئمة الكون بكله، ثم رأوا في الأخير أن المسألة كانت غير طبيعية، فعندما ظهر الإمام الخميني وطرح نظرية [ولاية الفقيه] ألم يكمن كثير منهم يقاومها؟

طيِّب، ما الذي حصل؟ من آمنوا بالمسألة ولا يزال في أذهانهم (اثنا عشر) رأوا وضعيتهم محرجة، فماذا قالوا؟ عمدوا إلى الجانب الزيدي المجاهد فقالوا: [هذا كان هو الجناح العسكري للأئمة] من أجل ماذا؟ من أجل أن يحاولوا أن يبرهنوا على أن أولئك الأئمة كانوا رجال ثورة وجهاد، ورجالاً يعملون على إقامة حكومة إسلامية. ألم يبحثوا عن الزيدية؟ فقالوا هم كانوا الجناح العسكري للحركة الرسالية في حركة الأئمة، فكان [زيد] هو القائد العسكري للإمام جعفر الصادق، فكان هو عبارة عن شخص على رأس معسكر، وجيش يخرج تحت قيادة جعفر الصادق وهكذا. وعلى هذا النحو من أجل ماذا؟ من أجل أن يحاولوا أن يُلبسوا أئمة معينين لباس آلة الحرب. فيقولوا هؤلاء الأئمة الذين هم أئمة عظماء هم كانوا أئمة يقاومون الظلم، هم كانوا يعملون في إقامة حكومات إسلامية، هم كانوا أئمة يلبسون آلة الحرب، وينزلون إلى ميادين القتال.

مع أن المنطق السائد كان (أئمة) هكذا عبَّاد زهَّاد، ليس هناك أي كلام حول الجانب الجهادي، جانب إقامة حكومة إسلامية فيما بعد من عصر زين العابدين ومن جاء بعده إلى عند المهدي المنتظر [عجل الله فرجه] كما يقولون هم أنه قد ولد. إذاً فهناك من أئمتهم تسعة كلهم ممن لا يستطيعون أن يتحدثوا عنهم أنهم قاموا بحركة جهادية، وعندما لمسوا المسألة أنهم بحاجة إليها حاولوا أن يضفوا عليهم صبغة الحركة الجهادية.

طيب أليسوا قد احتاجوا أن يعملوا الأسلوب نفسه: أن يلبسوا أئمتهم دروع الحرب وقد تحولوا إلى رفات؟ لكن تعال أنت إلى أئمة الزيدية لا تحوج نفسك في شيء ستجد لديهم ما يدعم نشاطك كله، وأنت تدعو إلى الإسلام، وأنت تجاهد في ميادين الإسلام، وأنت تعمل للإسلام في مختلف مجالات العمل تجد لديهم القدوة الكاملة، وأنت تريد أن توعي الناس ليفهم الناس تجد لديهم الأمثلة الكاملة من واقع حياتهم بالشكل الذي يذهل الناس ويرسخ الوعي بأهمية قيم الدين إلى أعماق أعماق نفوسهم.

ثم تجدنا أقل الطوائف ولاءً، أليس هذا هو الحاصل؟ نحن أقل الطوائف ولاءً لأهل البيت، ويا ليت أهل البيت الذين هم من نوعيتنا كانت المسألة بسيطة، لكن أقل الطوائف ولاءً لمثل الإمام علي عليه السلام المكارمة أكثر ولاء للإمام على منا، الإثنا عشرية أكثر ولاء للإمام على منا، الإسماعيلية أكثر ولاء للإمام على منا، بل الصوفية السنيّة بعضهم أكثر ولاء يهتفون باسم علي أكثر منا،

ونحن. لا. مثلما قال [محمد عصمت] – وهومصري رأئ اليمنيين في حالة رهيبة – فقال وهو يخطب في الغدير: [لو تدخل نعجة سيد بين زرع قبيلي فسيقول: رضي الله عن أبي بكر وعمر، ويكفر بعلي، ويطلع أبا بكر خليفة بسرعة] هكذا خطب في الغدير، عندما رأى هذه الروحية. قال: مالكم؟ هو نفسه تشيّع؛ لأنه لاحظ أحاديث حول أهل البيت داخل كتبهم هم، تشيع وهو لا يزال في مصر، وجاء إلى اليمن فرأى اليمنيين (الزيدية) ليسوا بالشكل الجذاب في مجال التشيُّع، ورأى كتبنا مخطوطات ما استطاع أن يقرأها، ورآنا على هذا النحو المنحط من الولاء لأهل البيت؛ حتى قال هذه العبارة: "لو تدخل نعجة سيد بين زرع قبيلي وكان يقول قبل أن تدخل النعجة: إن الإمام علي هو الخليفة الأول فسيطلِّع أبا بكر هو الخليفة وعمر بعده وعثمان بعده ويجعل علياً الرابع ثم يترضي على الثلاثة الأولين كلهم].

ثم أنه جمع أدواته وسافر إلى إيران، وذهب إلى هناك يتجعفر كله عقله وزيُّه؛ لأنه رأى أننا لسنا جذابين؛ ولهذا لسنا جذابين حتى عند نفوسنا. صحيح؟ هذا الزيدي يتحول إلى وهابي، وهذا يتحول إلى (إثنا عشري) لأنه لم يرأى من يجذبه، لم يرى ولاء، لم يرى أمة لها أعلام واضحة تنشد إليهم، يدخل بعض المراكز وهم متعاندون وهم متما حكون، في الساحة لا يسمع شيئاً، كلمتين أو ثلاثاً في الإمام علي وقال: يكفي.

لم يروا فينا ما يشدهم نحونا، لا حركة عقائدية ولا حركة جهادية، لا حركة سياسية، لا اقتصادية، لا ثقافية، لا شيء، ألسنا رقماً تحت الصفر؟ حقيقة.

(إذا أحد لديه ملاحظات فعليه أن يقول الصدق في هذا، أنا لا أتهَجّم على طائفة أخرى، أنا من قلب هذه الطائفة).

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

سورة آل عمران (الدرس الأول)

{إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 24شوال 1422هـ

الموافق: 8/1/2002م

اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر