عباس الجمري
يمكن للسعودية أن تشتغل على المناورة في الضغط على الولايات المتحدة من خلال ورقة أسعار النفط، بالرغم من أن أرامكو تدار من خبراء بريطانيين وفرنسيين وأميركيين.
الطاقة والاقتراب من روسيا بهذا المعنى مع الولايات المتحدة الأميركية، فهذا تماماً ما أراه، وهو-وإن لم يكن عداءً بواحاً لأميركا-لكنه تطور لافت في السياسة الخارجية السعودية.
وقد كتبت سابقاً عن رغبة الغرب في تأهيل ولي العهد السعودي، وأن قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي صارت وراء ظهورهم، بل ثمة خطوات اتخذت غربياً في هذا الاتجاه، إلا أن محمد بن سلمان قد لجأ إلى هذه السياسة للدفع بحظوة أكبر عند كل الأطراف الكبرى، التي لن يعادي منها أحداً لأنه غير قادر على ذلك، لكن يمكنه الاستفادة منهم جميعاً، وهو يحدّق على عرش أبيه بشراهة.
وتلك الأطراف تعلم محدودية المناورة عند الرياض ومدى قدرتها، لذلك هي تتعامل وفق ذلك المنطوق.
لكن، ما قد يفلت الأمور من عقالها، أن الحمى الاقتصادية التي أزكمت الأسواق العالمية والتضخم الذي صار كتلة سرطانية يُخشى سريانها وتفاقمها، قد يدفع بعض السياسيين الغربيين إلى اتخاذ مواقف حادة من أي دولة تزيد من مشاكلها ولو بصورة موقتة، الأمر الذي يجعل سياسة الغموض البناء للسعودية على حافة المجهول.