عندما نتحدث عن الشهادة في سبيل الله وعن الشهداء فإن لإحياء روح الجهاد والاستشهاد في نفوسنا كأمة مؤمنة وكمجتمع مؤمن أهميته الكبيرة وخاصة في هذا العصر، فالأعداء في هذا العصر يستخدمون سلاحين من خلالهما يهيمنون على المجتمع، يتغلبون على الناس، يستعبدون عباد الله:
السلاح الأول: هو سلاح الخوف، التخويف والرهبة، فهم يعملون على إثارة الخوف في نفوس الناس بكل الوسائل، بكل الأساليب ليتهيأ لهم من خلال ذلك السيطرة على الناس، والتحكم بهم في توجههم وفرض ما يريدون عليهم، وباختصار: ليتهيأ لهم استعبادهم من دون الله والتحكم في كل شؤونهم.
والسلاح الآخر: هو سلاح الترغيب، وإثارة الأطماع، وشراء المواقف وشراء الذمم، والسلاح الأول وهو سلاح التخويف والترهيب هو السلاح الأعمّ الذي يستخدمونه على نحو واسع، فما وسائلهم وما بطشهم، وسائل كيدهم وبطشهم وجبروتهم، ما يعملونه بالناس من قتل وسجن وتدمير وشنّ الحروب تلو الحروب، والعمل بكل الوسائل على زرع حالة اليأس والإحباط والذل، وحتى الترويج لثقافة الإذلال والشعور بالذلة وانعدام الأمل وانعدام الثقة بالله سبحانه وتعالى، والعمل عبر المُرجفين، وعبر وسائل الإعلام، وعبر كل الوسائل على تضخيم حالة الخوف منهم، وعلى أن يعمِّقوا في نفوس الناس وفي مشاعر الناس الرهبة منهم بما يهيئهم للاستسلام والانقياد والطاعة والخضوع والخنوع والذل، كل هذه الوسائل والأساليب يجعلون منها سلاحًا، يجعلون من الخوف سلاحًا.
لكن ثقافة الجهاد والاستشهاد، وثقافة الشهادة في سبيل الله، وبناء أمة مؤمنة تُحبُّ الشهادة في سبيل الله، وتكون الشهادة في سبيل الله بالنسبة لها أمنية، بالنسبة لها شرفًا، بالنسبة لها أملاً، بالنسبة لها عاقبة حسنة تأملها وترجوها من الله؛ يبطل هذا الكيد بكله، يسقط هذا الرهان، يفشل هذا الخيار، يحبط هذه المؤامرة، ويجعل من هذا الأسلوب أسلوبًا فاشلاً، ومن هذا السلاح سلاحًا ضعيفًا وبائرًا، لا يحقق أثره ولا يهيئ لهم ما أرادوه منه.
(من كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد 1432هـ)