مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (الكهف7) هذه أيضاً قد تكون من العوائق بالنسبة لكثير من الناس، الذين لا يفهمون ماذا تعني الحياة الدنيا، وماذا تعني الحياة الآخرة، كمجموعة مظاهر، مما هي زينة في هذه الحياة، تشده أن يخلد إليها.

ينسى أن هذه الحياة هي فترة محدودة، وأنه قد يضيَّع بسبب الإنشداد النفسي إليها، قد يضيع الحياة العظيمة الآخرة، الحياة الطويلة، في أرقى نعيم، يضيِّع الجنة.

فهذه هي زينة لها في هذه الحياة، ويتمتع الإنسان بها في هذه الحياة، لكن لا يجوز أن تشكل عائقاً أمام الحياة الأخرى؛ لأن هذه ستكون خسارة، تتعمر ولو مائة وعشرين سنة، ولو مائة وعشرين سنة، في أرقى نعيم في هذه الدنيا، وبعدها تموت، وبعدها تدخل جهنم، ما هي تعتبر خسارة كبيرة؟

لكن نتفهم ما هي الحياة هذه، إذا الناس فعلاً نظروا إلى هذه الحياة نظرة صحيحة، وواقعية تعيش، ومهما تمتلك في هذه الدنيا لا يعد بالإمكان أن يعيقك؛ لأنك ترى نفسك أمام حياتين: الحياة الدنيا هذه، والحياة الآخرة.

تفترض أنك في أرقى نعيم، أنك ملك لهذه الدنيا كلها، هي بيدك، أنك تعتبر خاسر، إذا كان تصرفك فيها بالشكل الذي يجعلك تخسر الجنة؛ لأن الجنة نعيم عظيم، ودائم ملايين السنين، مليارات السنين، ما تنقطع.

ولهذه التي هي من مظاهر الحياة، وزينة الحياة أيضاً لها دور هام في تبين من هو الأحسن عملاً {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} أحسن عملاً، أحسن إنتاجاً، أحسن في عمارته للحياة هذه، يعني: لها دخل في عمارة الحياة، لها دخل في إعلاء كلمة الله، في نشر دين الله.

أليس هذا شيئاً معلوماً، أن مظاهر الحياة هذه لها دخل في هذا الموضوع، أنت عندما تريد أن تتحرك في سبيل الله ما هو بيظهر أمامك حاجة إلى قائمة طويلة عريضة من مظاهر هذه الحياة؟ أنت تريد أموال، تريد أجهزة، تريد آليات، تريد أسلحة.

يظهر أمامك مجموعة أشياء من مظاهر الحياة، تكون محتاجاً إليها في التحرك لإعلاء كلمة الله، ونشر دينه، فمعنى هذا أن ما يمتلك الناس في هذه الدنيا، أن يفهموا أن له علاقة قوية بماذا؟ بإعلاء كلمة الله؟ بنصر دين الله؟ بأن يكونوا أحسن عملاً؟ وفعلاً من يتحركون في هذا المجال، هم أحسن عملاً في الدنيا، وللدنيا، وللآخرة. من يتحركون في سبيل الله؛ من أجل إعلاء كلمة الله.

يبتليهم هو {أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} يعني ما تنظر إلى ما عندك وكأنه مثل عندما [ينبذوا] للثور، الدنيا هذه ليست [نَبْذَة، نَبْذَة ثور] يأكل منها. حتى تلاحظوا بالنسبة للثور نفسه، عندما يأتي واحد يكلف امرأة تؤكّل الثور، ما هو يريد ليكون الثور أحسن عملاً؟ أو يقدم له [عَلَف]، ويتركه يأكل قليل ويرتاح، ويقدم له [عَلَف] جيِّد أليس من أجل أن يكون أحسن عملاً؟ عندما يكون يعمل عليه؟

يجب أن نفهم أن الدنيا هذه إذا واحد فهم هذه الدنيا بشكل صحيح، لن ينشدّ إليها، لن ينشد إليها فعلاً، مهما ملك، ويمشيها بشكل صحيح {لنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} إذاً فتفهم بأن ما لديك من الممتلكات في هذه الدنيا، من مظاهر هذه الدنيا، أن المطلوب منك أن تتحرك بها، ومن خلالها؛ لتكون أحسن عملاً، يعني: ما هي [نَبْذَة] مثلما ينبذوا لدابة من الدواب، يأكل فقط.

وفي الأخير: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً} (الكهف8) في يوم من الأيام، بكل ما عليها من مظاهر، بكل ما عليها من أشياء، تصبح صعيداً، ما فيه أي شيء، لا نبات، ولا مطبات، هذا يوم القيامة.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(آيات من سورة الكهف)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

بتاريخ: الجمعة: 29/8/2003م

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر