مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم في واقع أُمَّتنا الإسلامية، المسلمون، الذين يفترض بهم بحكم انتمائهم للإسلام، والقرآن الكريم الذي يتلونه، ويؤمنون بأنه كتاب الله، وقدوتهم رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ"، والرسل والأنبياء، الذين يفترض بهم أن يكونوا، على المستوى الإنساني في القيم الفطرية، وعلى مستوى القيم الإيمانية والدينية، على مستوىً عظيم، فلا يقبلون بأن يحصل مثل هذا الظلم والاضطهاد، وأن تحصل مثل هذه المأساة الرهيبة على مرأى ومسمعٍ منهم، دون أن يكون لهم موقف، وباستطاعتهم أن يكون لهم موقفٌ حاسم، ولكنَّ الكثير الكثير هم في حالة التَّفَرُّج والتخاذل، والبعض أيضاً في مستوى التواطؤ مع العدو والتعاون.

فحجم الإجرام الصهيوني اليهودي ضد الشعب الفلسطيني، وطول أمده، وما يحدث من إبادة جماعية على مدى واحدٍ وعشرين شهراً، وما فيها من تفاصيل من أنواع الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، هي تكشف جلياً هذه الحقائق الثلاث:

  • الحقيقة عن العدو، وعن داعميه.
  • والحقيقة أيضاً عن المؤسسات الدولية وغيرها.
  • والحقيقة عن واقع أُمَّتنا، الذي هو- فعلاً- يُشَكِّل خطورةً حقيقيةً عليها:
    • خطورةً عليها في تفريطها العظيم بمسؤولية عظيمة مقدَّسة، الوعيد عليها بالعقوبة من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في الدنيا والآخرة مُؤَكَّدٌ عليه كثيراً في القرآن الكريم.
    • والخطورة عليها أيضاً في طمع الأعداء، طمعهم الكبير الذي سيشجِّعه وينمِّيه ما يرونه في واقع الأُمَّة من تخاذل، من فتور، من شتات، من هوان، من تغاضٍ عمَّا يحدث، وما يحدث هو شيءٌ رهيبٌ جدًّا.

تحصل الفظائع الكبيرة تجاه هذه الأُمَّة، تجاه دينها، تجاه مقدَّساتها:

  • اليهود الصهاينة يُحَرِّقُون المصحف، كتاب الله القرآن الكريم، يُمَزِّقُونَهُ.
  • يسيئون إلى خاتم أنبياء الله رسول الله محمد "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" بأسوأ الإساءات.
  • وأيضاً ينتهكون حرمة المقدَّسات، من تدميرٍ للمساجد، وانتهاكٍ لحرمة المسجد الأقصى.
  • في نفس الوقت يرتكبون الإبادة الجماعية ضد شعبٍ من هذه الأُمَّة، جزءٌ من هذه الأُمَّة، وفي إطار جرائمهم المتنوعة ضد الشعب الفلسطيني، يتفننون بأنواع بشعة للغاية من الإجرام، وبطريقة وقحة جدًّا، واستفزازية للغاية، في ما هم عليه من حقد ودناءة وانحطاط، وفي ما هم عليه من إفلاسٍ تام من القيم الإنسانية.
  • ثم مع كل ذلك احتلال للأوطان، استهداف لشعوب هذه الأُمَّة، إعلان صريح وواضح عن نواياهم، وعن توجُّهاتهم، وعن مخططاتهم تجاه هذه الأُمَّة في بلدان أخرى، وليس في داخل فلسطين.

مع كل ذلك، الكثير الكثير من أبناء هذه الأُمَّة، التي هي أُمَّة الملياري مسلم، هم بدون أي موقف معتبر، أي موقف بأي مستوى، خارج إطار أن يكون لهم أي موقف إطلاقاً، وهذا يكشف الحقيقة السلبية لواقع هذه الأُمَّة، هذا معناه ماذا؟ معناه: تدهور وانحدار كبير جدًّا على مستوى القيم الإنسانية. أين هي التربية الإيمانية التي ترتقي بالإنسان حتى في مشاعره وأحاسيسه؟ أين هي أيضاً التربية على العِزَّة الإيمانية والكرامة الإنسانية؟ تربية مفقودة في مساحة واسعة من هذه الأُمَّة، والواقع يشهد، هذه الأحداث، هذه المآسي التي طال أمدها، واستمرَّت بهذه الوتيرة الوحشية الإجرامية، هي تشهد على هذه الحقيقة.

 

على مدى واحدٍ وعشرين شهراً، وبمرأى ومسمعٍ من المسلمين جميعاً في البلدان العربية وغيرها، ومرأى ومسمع العالم أجمع، يواصل العدو اليهودي الصهيوني المجرم إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، ويستهدف بشكلٍ مكثَّف مراكز ومخيمات إيواء النازحين، وكذلك الأماكن التي يستقرون فيها من المدارس ونحوها، يستهدفهم بالغارات الجوية، والقصف المدفعي، والطائرات المُسَيَّرة، وبحسب ما نشره المكتب الحكومي في قطاع غزَّة، فالعدو الإسرائيلي ارتكب ستاً وعشرين مجزرة خلال ثمانٍ وأربعين ساعة، استشهد فيها أكثر من ثلاث مائة شهيد، وجرح المئات من أبناء الشعب الفلسطيني، والكثير منهم من الأطفال والنساء، وكلهم من المدنيين العُزَّل الذين لا يمتلكون السلاح وليسوا في حالة مواجهة، بل هم نازحون في مخيماتهم.

العدو الإسرائيلي يستمر بكل همجية، ووحشية، وإجرام إلى درجةٍ عجيبة، تكشف حقيقته الإجرامية، فلو كان مصاص الدماء الصهاينة، وشركاؤهم الأمريكيون القتلة المجرمون، عبارةً عن وحوشٍ من وحوش الغاب المعروفة (ضباع، أو كلاب مسعورة)، لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزَّة، لكن أولئك القتلة، المجرمين، المتوحشين، قد تجاوزوا تلك الحيوانات ببشاعةٍ كبيرة، فكلما أوغلوا في دماء الأطفال والنساء، افتتحت شهيتهم أكثر، وابتكروا وسائل وطرقاً جديدة للقتل والإبادة.

وهذا يكشف حقيقة العدو الإسرائيلي، فيما هو عليه من حقدٍ، وعدوانيةٍ، وتوحشٍ، وإجرام، في خلفيته الثقافية والفكرية، التي تحوِّل الإنسان إلى متوحش ومجرم، يستبيح دماء الآخرين؛ بل يستبيح كل شيء: الدماء، والأعراض، والممتلكات... وكل شيء. وكذلك تكشف حقيقة الغرب الداعم لهذا الكيان المجرم، ولهذا العدو، من يومه الأول، منذ تشكيله كعصابات، والذي دعمه الغرب؛ ليؤدِّي دوراً وظيفياً، هو نفس الدور الإجرامي الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني، وضد أُمَّتنا بشكلٍ عام:

  • الإبادة الجماعية.
  • القتل.
  • التدمير.
  • الاحتلال.
  • الاستباحة للمقدَّسات.
  • السعي للسيطرة على هذه الأُمَّة، واحتلال الأوطان.
  • فرض معادلة الاستباحة.

هذا هو الدور الوظيفي الذي أراده الغرب للعدو الإسرائيلي، ودعمه ويدعمه، تدعمه الدول الغربية منذ البداية وإلى الآن بشكلٍ مكثف؛ لأداء هذا الدور الوظيفي، العدواني، التدميري، الذي هو في إطار المخطط الصهيوني، ومعروف ما هو المخطط الصهيوني، وما هي خطورته على أُمَّتنا الإسلامية بشكلٍ عام.

فالعدو الإسرائيلي هو بهذا السوء، واستمراره بهذه الوتيرة، من الإبادة الجماعية، من الظلم والإجرام، من التفنن في ارتكاب الجرائم، هو أيضا دليلٌ واضحٌ وكافٍ في أن ما تُسَمَّى بالمؤسسات الدولية، كـ: الأمم المُتَّحِدة، ومجلس الأمن... وغيرها. مهما كان حجم الإجرام، مهما كان مستوى الظلم، ومهما طال أمده، لا يمكن أن تمثِّل أبداً سنداً لأي شعبٍ مظلومٍ، ومستضعفٍ، ومضطهد، ومصادرة حقوقه، لا يمكن أن تفعل له أي شيء، ولا لأي أُمَّة، لا حجم الإجرام والظلم، ولا أنه قد طال أمده لِمُدَّةٍ زمنية، القضية الفلسطينية لأكثر من قرنٍ من الزمان منذ الاحتلال البريطاني، ولأكثر من سبعة عقود منذ الاحتلال والسيطرة اليهودية الصهيونية، والإجرام زاد، والظلم زاد، والأطماع كَبُرَت، وحجم المظلومية المتراكمة والمآسي الكثيرة قد وصلت إلى درجة كبيرة جدًّا، فما الذي أمكن أن تُقَدِّمه تلك المؤسسات؟! ولذلك مسألة أن يُرَاهن عليها، أو أن يُحسب حسابها في أي تقديرات، أو حسابات، أو سياسات، أو أن يستند إليها في مواقف؛ فهـذا هو الخطأ الفادح، الذي يتيه بالأُمَّة دون أن تحقِّق أي نتيجة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي

حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية

 8 محرم 1447هـ 3 يوليو 2025

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر