مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم أيضاً الالتجاء العملي، مع الالتجاء بالدعاء، الالتجاء بالاستجارة والاستعاذة من أعماق القلب بوعيٍ وشعور بأهمية هذه المسألة، بوعيٍ وشعور بطبيعة هذه العلاقة مع الله -سبحانه وتعالى-، الالتجاء العملي الذي هو الارتباط بمصادر الهداية الإلهية، الارتباط بهدى الله -سبحانه وتعالى-؛ حتى تكون أفكارنا، وحتى تكون نظرتنا إلى الأمور من واقع ما قُدِّم إلينا من هدى الله -سبحانه وتعالى-، بما يساعدنا على سلامة التفكير، وهذه من أهم الأمور التي يحتاج إليها الإنسان؛ لأن سلامة التفكير سيترتب عليها سلامة التأثيرات والدوافع النفسية، ثم سلامة التصرف والفعل، إذا ضمنا سلامة التفكير، وضمنا سلامة ما يدور في أذهاننا، وما نفكِّر به، وكان شيئاً سليماً وصحيحاً وإيجابياً؛ ستكون تفاعلاتنا النفسية الداخلية إيجابية، وما يترتب على ذلك في واقعنا العملي في تصرفاتنا وأعمالنا ومواقفنا... إلى غير ذلك سيكون أيضاً إيجابياً وسليماً وصحيحاً، فهذا يدلُّنا على أهمية أن نعي مفهوم الالتجاء إلى الله -سبحانه وتعالى- بشقيه: بالتضرع من الوجدان، بالخشوع، بالالتجاء، بالدعاء، وأيضاً على المستوى العملي من خلال الارتباط بمصادر الهداية الإلهية، التي نستقي منها هدى الله -سبحانه وتعالى-، ونستفيد منها- كما قلت- سلامة التفكير، هذه مسألة مهمة.

{قُلْ أَعُوذُ}، هذا هو الالتجاء، {بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}، الالتجاء، هذا الالتجاء الكبير إلى الله -سبحانه وتعالى-، كما تحدثنا على ضوء ما يفيده قوله تعالى: {بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ}، الاستعاذة به والاستجارة به {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}، الوساوس شرها كبيرٌ على الناس، وضرها كبيرٌ على الناس، الباطل يأتينا عن طريق وساوس، المفاهيم الظلامية تأتينا عن طريق وساوس وموسوسين ، تأتينا أيضاً الأوهام التي تؤثِّر علينا في علاقاتنا عن طريق وساوس، ما يؤثِّر الناس حتى في علاقتهم، ما يزرع الشحناء فيما بينهم، والعداوة فيما بينهم، ما يؤثِّر على الإنسان في كثيرٍ من الأمور، منبع التأثيرات السيئة على الإنسان تكون من الوساوس والموسوسين، هذا المصدر الأساسي لها؛ ولذلك تمثل هذه المسألة خطورة كبيرة على الإنسان، وتكون خطورتها أيضاً فاعلة ومؤثِّرة بشكلٍ مباشر على الإنسان إذا لم يكن متنبهاً، ولا متيقظاً، ولا متذكِّراً، إذا كان غافلاً، إذا كان لا يعير هذه المسألة أي اهتمام، فالخطر يتعاظم ويكبر على الإنسان.

الوساوس تأتي إلى الإنسان بشكل خواطر، وأفكار، وهواجس، وقد تأتي إليك من الجِنَّة كما قال، أو من الناس، سنأتي إلى الحديث بالتفصيل على ضوء قوله: {مِنَ الْجِنَّةِ}، وعلى ضوء قوله تعالى: {وَالنَّاسِ}، الوساوس تأتي بشكل خواطر، بشكل أفكار، على حسب التعبير المحلي [تطانين]، قد تصل إليك هذه [التطانين] من الجِنَّة أو من الناس، سمعت من شخص كلام، تفاعلت بهذا الكلام، ثم قمت على ضوء ما سمعته منه بالتفكير فيه، وتبدأ الخواطر حول ذلك الكلام التي تدور في نفسك وفي ذهنك، وأنت تفكر فيها، وتتأثر بها، وتتفاعل معها، وعادةً ما تكون الوساوس ملامسةً للدوافع في نفس الإنسان، يعني: تلامس جوانب حسَّاسة في الإنسان، قد تلامس هذه الوساوس فيك جانب الرغبة: جوانب ترغب بها، وقد تلامس هذه الوساوس المخاوف في نفسك، تأتي لتلامس في نفسك جانب المخاوف، فترفع سقف المخاوف، ويكون لذلك تأثيرات عملية، قد تأتي لتلامس في نفسك مشاعر الغضب؛ فتذكي فيك نيران الغضب، وتشعلها، وتؤججها، حتى تدفعك إلى تبني مواقف معينة، أو تصرفات معينة، أو سلوكيات معينة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر