اليوم شعبنا اليمني العظيم يستفيد من هذه الذكرى؛ ليتزود منها قوة الإرادة، وقوة العزم، وصلابة الموقف، والثبات: الثبات الدائم، الثبات المبدئي، الثبات المستند إلى جوهر الإسلام وإلى قيمه، الثبات المستند إلى الإيمان بحقيقته، شعبنا اليمني - اليوم - يعاني حقيقة، ويعيش الواقع الكربلائي فعلًا، وحالة يومية، ولكن ذلك لا يزيده إلا ارتباطاً وثيقًا، وإلا التزامًا حقيقيًا، وإلا قناعة راسخة.
إننا في هذا اليوم نستذكر الإمام الحسين ‹عليه السلام› بكل ما يمثله في موقعه في الأمة، أولًا: في مقامه العظيم، مقامه العظيم كولي لله سبحانه وتعالى، من أولياء الله، من سادة المتقين، من أعلام الهداية، الإمام الحسين ‹عليه السلام› الذي قال عنه الرسول ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› وعن أخيه الإمام الحسن: (أنهما سيدا شباب أهل الجنة) له هذا الموقع، له هذا المقام العظيم والعالي، سيد شباب أهل الجنة بمعية أخيه الحسن ‹عليهما السلام› بكل ما يعنيه ذلك، أنه في مسيرة الإسلام، في موقع التقوى والإيمان، في موقع القدوة والأسوة، في مكانته في الدين الإسلامي، له هذا الموقع، ننظر إلى عليائه في هذا المكان، وفي هذا المقام، هل يمكن إلا أن ننظر إليه أنه نِعْمَ الأسوة، ونعم القدوة، وأنه عَلَم هداية، نتطلع إلى خطواته ومواقفه؛ لنهتدي بها ونقتبس منها، وكذلك إلى موقعه في المسؤولية.
لم يكن الإمام الحسين ‹عليه السلام› مجرد مؤمن عادي، وحاله حال سائر المتقين في مستوى فضلهم ومقامهم، مع عِظَمِه وأهميته، ولكنه كان سيدًا للمتقين، كان في موقعه في المسؤولية وريثًا للهدى، معنيًا بقيادة الأمة، مؤتمنًا على أمة جده رسول الله، وبالتالي فما كان يتبناه من مواقف، وما كان يتحرك فيه، وما كان يمثله هو كان في هذا الموقف، في هذا الموقع، وفي هذا المستوى قائدًا للأمة، هاديًا للأمة؛ الأمة معنية أساسًا في دينها وفي مبادئها أن تلتزم بقيادته، أن تهتدي به، أن تحذو حذوه، أن تتحرك وتلتف حوله، هذا هو الإمام الحسين ‹عليه السلام›، وهذه هي نظرتنا المبدئية تجاه الإمام الحسين ‹عليه السلام› . فمن هو؟ وما الذي حدث؟ ولماذا؟ وماهي العبر والدروس؟