مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول الله -سبحانه وتعالى- أيضًا وهو يؤكِّد على هذه المسألة: مسألة أنَّ الأحداث، أنَّ مدى النهوض بالمسؤولية، أنَّ التحرك في سبيل الله هو الذي يجلِّي واقع الإنسان، أنَّ موقف الإنسان في مواجهة التحديات والأخطار، وعواصف الأحداث وزلازلها، هو الذي يبين حقيقة هذا الإنسان، ومصداقية هذا الإنسان، {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}،  (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ): جيش المؤمنين وجيش الأعداء، {فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ}[آل عمران: 166-167]، لاحظ، ينتج عن هذا الاختبار الإلهي فيما أصاب المؤمنين، فيما قدَّموه من تضحيات وشهداء وجرحى، فيما أحدثه ذلك من: اهتزاز وإرباك في الساحة، وتأثير في الواقع، يكون به التوضيح والكشف والتجلي لحقيقة المنتمين إلى الصف الإسلامي، إلى الإيمان، للانتماء الإيماني، {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ}، الله هو يعلمهم ابتداءً، ولكن مطلوب أن يتجلى ذلك في واقعهم العملي، لا أن يبقى حالة مخبيه في نفوس الناس، يتجلى في الواقع العملي، {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ}، والمؤمنون بماذا اتَّضحوا؟ بثباتهم، بصبرهم، بروحيتهم المعطاءة، وهم إنما ازدادوا إقبالًا إلى الله، واحتسابًا فيما قد قدَّموه من تضحيات عند الله -سبحانه وتعالى- أولسنا نرى هذه الحالة في بعض أسر الشهداء، فيما يظهرون عليه من: روحية العطاء والتضحية، والاحتساب عند الله -سبحانه وتعالى- لتضحياتهم؟. {وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ}، (نَافَقُواْ) ينكشفون، يفتضحون، ولا يكشفهم شيءٌ أبدًا مثلما هو الجهاد في سبيل الله والولاءات، أكبر عامل يجلِّي الناس هو هذا الجانب: الجهاد والولاء.

 

ولهذا يقول الله في أيةٍ أخرى في سورة التوبة: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ}[التوبة: من الآية16]، يخاطب مَنْ؟ هل هو يخاطب قومًا في المريخ، أو في كوكب الزهرة، أو في عالم بعيد عن عالمنا هذا، هو يتخاطب معنا كمجتمع مسلم في كل زمن، وفي كل جيل، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ) بمعنى: أن الله يقول لنا: أنَّه لن يتركنا من اختبار معين محدد، ما هو هذا الاختبار يا الله الذي ستقول أنك لن تتركنا من دون أن تختبرنا به؟ {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ}، يتبين من خلال الواقع، يختبركم الله بأحداث، بمواقف، بظروف في الواقع العملي، تحديات تتحملون فيها مسؤولية أن تجاهدوا، ويتحتم عليكم في مقابلها أن تجاهدوا، {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ}، وماذا أيضًا؟ {وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً}، ما هي الوليجة؟ الدخيلة في الولاء، لم يُدخِلوا في ولائهم طرفًا آخر، من هو الطرف الآخر؟ هو العدو: إما منافق، وإما كافر يتجهون بالولاء إليه، إما ظالم، إما فاسق، إما مجرم، إما طاغية يتجهون بالولاء إليه، ينحرفون ويصوِّبون ولاءهم نحوه، فالله -سبحانه وتعالى- قرر وأكَّد على هذا بآياته البيِّنات، الواضحات، الجليات، أنَّه لا يمكن أن يتركنا من هذا الاختبار في كل جيل، يختبرنا مَنْ مِنَّا سيجاهد، ومَنْ مِنَّا سيقعد؟ مَنْ مِنَّا سيكون وفيًا في تحمله للمسؤولية، ونهوضه بالمسؤولية، في ولائه، فلا ينحرف بولائه عن الله ورسوله، (وَلَا اْلمُؤْمِنِينَ)، ولا يوجهه نحو أعداء الله وأعداء الأمة من: المنافقين، والكافرين، والمجرمين، والطغاة. |لا|، يستقيم في هذا الاتجاه {وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً}.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

محاضرة السيد الثانية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام للعام 1440هـ-


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر