حينما نعود إلى النصوص المحرَّفة، التي تعبِّر عن هذا المشروع الذي يروِّجون له، عن المخطط الصهيوني الذي يسعون من خلاله إلى تنفيذ مشروعهم ذلك، يتبيَّن لنا- بالرغم من التحريف- أنَّ الحقيقة هي ما ذكره الله في القرآن الكريم؛ لأنهم كيف يصوِّرون المسألة في مشروعهم؟ كل نصوصهم عنه تكشف أنه مشروعٌ عدواني، إجرامي، وحشي، قائم على الإبادة للمجتمعات البشرية، والاستعباد لها، والنهب لثرواتها، والإذلال لها، يعني: ليس لهذا المشروع الصهيوني أي رسالة إيجابية تُقَدَّم إلى المجتمعات البشرية، ليس له رسالة إيجابية إطلاقاً، هو عبارة عن إجرام، عن ارتكاب إبادة جماعية، عن احتلال، عن نهب، عن سيطرة، عن احتقار للناس، ليس فيه أي خير يقدَّم للناس، ليس له أي محتوى إيجابي يقدَّم للناس، ليس فيه سوى مسألة تمكين اليهود الصهاينة من السيطرة على المجتمعات البشرية؛ لإبادة بعضها، واستعباد البعض الآخر بحسب مصالحها، واحتلال الأرض، ونهب الثروات، والاستغلال غير الإنساني، الاستغلال القائم على أن المجتمعات البشرية حيوانات بأشكال بشرية؛ لتليق بخدمة اليهود، استغلال للناس على هذا الأساس، هذا لا يمكن إطلاقاً، ومن المستحيل أن يكون مشروعاً إلهياً؛ لأنه ليس فيه أي خير للمجتمعات البشرية.
انظروا إلى بعضٍ من نصوصهم، التي تكشف هذه الحقيقة: أنه دور إفساد في الأرض، إفساد للحياة، إهلاك للحرث، والنسل، إبادة، إجرام، ووحشية:
- من نصوصهم تلك، التي تعبِّر عن هذا المشروع قولهم، طبعاً يحسبونها في افترائهم على الله: [وأمَّا مدن هؤلاء الشعوب، التي يعطيك الربُّ نصيباً]، هكذا يعتبرون المجتمعات البشرية، ومدنها، وممتلكاتها، مجرَّد عطية إلهية كنصيب يعطيها لأولئك المجرمين، [فلا تُبقِ منها نسمة]، يعني: اعمل على إبادتها جميعاً إبادة جماعية، يعني: لا تُبقِ منها لا أطفالاً، ولا نساءً، ولا كباراً، ولا صغاراً، ولا أحد أبداً.
- في تلك النصوص: [وأهلكوا كل ما في المدينة]، يعني: عندما تسيطرون، [من رجلٍ، وامرأةٍ، وطفلٍ، وشيخٍ، حتى البقر والغنم والحمير]، هذا نص من نصوصهم، التي في إطار مشروع السيطرة والاحتلال والاستعباد لهذه الشعوب.
- حتى في مسألة الاستعباد للشعوب، نجد نصوصاً كثيرة من نصوصهم التي تعبِّر عن ذلك المشروع، منها هذا النص: [حين تقترب من مدينةٍ لكي تحاربها، استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك] يعني: صالحت ولم ترد أن تدخل معك في حرب، فماذا تفعل؟ [فإن أجابتك فكل الشعب الموجود فيها يكون للتسخير ويُستَعبد لك]، يعني: يتحوَّلون إلى مسخَّرين لخدمتك، وعبيداً لك.
هذه هي المعتقدات اليهودية، التي يتحرَّك على أساسها الصهاينة، وهي- كما نرى- استعباد لمن لا يريدون إبادتهم من الشعوب، يعني: يبيدون من أرادوا، وبقدر ما أرادوا، ويستبقون من أرادوا كعبيد مسخَّرين لخدمتهم، لا يمتلكون أي حُرِّيَّة، ولا كرامة إنسانية، ولا أي قرار؛ إنما يخضعون لهم خضوعاً مطلقاً كالحيوانات، للتسخير في الخدمة، وللاستعباد التام، هل يمكن أن يكون هذا مشروعاً إلهياً، يُقَدَّم للمجتمعات البشرية مشروعاً مقدَّساً معظَّماً؟! أو أنَّه مشروع شيطاني، وحشي، إجرامي، قائم على الاستعباد للناس.
ولـذ [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس: 27 صفر 1447هـ 21 اغسطس 2025م