الرؤية القرآنية، وفق ما ورد في سورة المائدة، والتي كانت من آخر السور نزولاً في القرآن الكريم، وفي الآيات التي كانت من آخر الآيات التي نزلت في سورة المائدة،ومنها هذا النص: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ}، ولاية الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- مثلما هي ولاية الملك الحصري لهذا العالم بكله، وولاية الألوهية، وولاية الربوبية، هي- أيضاً- ولاية تشمل واقعنا نحن البشر؛ فنحن عبيده: (مفطورون، ومخلوقون، ومربوبون له؛هو ربنا، ملكنا، إلهنا؛ وأوجدنا لهدف، ولمشروع، ولدور)، وولاية تشمل- بالتأكيد- الجانب التشريعي: هو الذي يمتلك الحق -جلَّ شأنه- أن يقول لنا: [هذا حرام، وهذا حلال]؛ لأننا ملكه، وما بين أيدينا كله ملكه، ثم هو -جلَّ شأنه- الذي له الحق؛ لأنه:(الحكيم، العليم، الخبير، الرحيم، القوي، العزيز…)، الذي له حق أن يتخذ أي قرار شاء، وإذا اتخذ قراراً ما، أو أمراً ما؛ فباعتبار عزته، وحكمته، ورحمته، ليس مجازفةً، وليس عن جهل، وليس عن تصرف غير حكيم، أو عشوائي…أو غير ذلك. |لا|؛ فإذاً له ولاية علينا في التشريع: في أن يحل لنا، وأن يحرم علينا، وأن يفرض علينا، وأن يوجبعلينا ما نعمل، وينهانا عما ينبغي أن ننتهي عنه… إلى غير ذلك.
ثم له -جلَّ شأنه- ولاية علينا في أن يرعى شأننا: ( في تدبير أمورنا، في إدارة أمورنا)، تمتد ولايته إلى هذا الجانب: (إلى جانب الهداية، إلى جانب الإرشاد)، هو -جلَّ شأنه- من يقول في كتابه: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }[البقرة:257]، {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ} كيف، هل هناك ساحة في الدنيا ومربع فيه نور وآخر فيه ظلام؛ فيأتي ويخرجهم من الساحة التي فيها ظلام (غدر، غبش)، ثم يذهب بهم إلى المربع الآخر أو المنطقة الأخرى التي فيها نور؟ النور، والظلام: كلاهما عبارة عن مفاهيم، عن عقائد، عن أفكار، عن تصورات، عن مشاريع عمل، فإما أن تكون الحالة الظلامية: مجموعة من الأفكار والمعتقدات، التي تبنى عليها توجهات، وتبنى عليها أعمال، وتبنى عليها مواقف، يبنى عليها مسار حياة. وإما أن تكون تلك الحالة الأخرى، حالة النور كذلك: مفاهيم، أفكار، تعليمات، توجيهات؛ تبنى عليها توجهات، تبنى عليها حتى المشاعر النفسية، وتبنى عليها – أيضاً- مشاريع عمل. هذه هي الحالة القائمة في حالة النور وفي حالة الظلام.
فالنور: عبارة عن مشروع ومنهج في هذه الحياة: (فيه المعتقدات، فيه التعليمات، فيه التشريعات، فيه التوجيهات)، هو مسار حياة، مرتبطة بواقع حياتنا، في كل شؤننا.والحالة الظلامية هي: مجموعة من الأفكار الظلامية الخطيرة جدًّا، السيئة جدًّا، التي هي أباطيل وضلالات، التي تنحرف بالبشرية عن المسار الصحيح الذي يوصلها إلى رضوان الله ويحقق لها الدور الذي تشرف به وتسمو به في هذه الحياة، وتؤدي من خلاله دورها في استخلافها في الأرض ومسئوليتها في الأرض على أرقى مستوى.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم الولاية 1438هـ
ثقافة الغدير ومعنى الولاية.