مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإنسان بحاجة إلى أن يحاسب نفسه، وأن يحسب حساب مستقبله المهم، لا يبقى في حالة الغرور والغفلة حتى يأتيه الموت، الموت هو بداية الرجوع إلى الله -سبحانه وتعالى- ومرجعنا جميعاً إلى الله، كل من في هذه الحياة من البشر مصيرهم إلى الله، إلى الله المصير، إليه المصير، كل أولئك المتكبرين والغافلين والمتجاهلين واللامبالين، كل الذين يعيشون في سُكْرِ الشهوة ويضيعون وراء الغفلة، وراء الشهوات، وراء الأطماع، وراء الأهواء، كل الساخرين، كل اللامبالين، كل الغافلين، البشرية بكلها مصيرها إلى الله، مرجعها إلى الله -سبحانه وتعالى- والكثير من الناس قد يصحوا، قد يستفيق، قد يستيقظ من سكر الشهوة، من حالة الغفلة، ولكن متى؟ عندما يأتي الموت، والموت هو بداية الرجوع إلى الله، بداية الاتجاه في هذا المصير إلى الله -سبحانه وتعالى- وحينها يكون قد فات الأوان، وهذا هو حال أكثر البشر، قد يعيش في حالة غفلة، لا مبالاة، سُكْرِ الشهوة، يضيع وراء اهتماماته في هذه الحياة ولا يحسب حساب الله والمصير عند الله والمستقبل عند الله -سبحانه وتعالى- أول ما يأتيه الموت ينتبه، ينتبه ولكن، ينتبه بعد فوات الأوان، هل هناك من فرصة للعمل، هل هناك من فرصة ليصحح وضعيته، ليتلافا أخطاءه، ليراجع حساباته، ويصلح عمله؟ |لا| ولهذا يذكرنا الله -سبحانه وتعالى- بهذا في قوله -جلَّ شأنه-: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ}، كل نفس، لا ملك، ولا أمير، ولا رئيس، لا تاجر، ولا قائد، ولا زعيم… ولا أي إنسانٍ كان يمكن أن يكون حالةً استثنائية من هذا، (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) هذا هو المصير المحتوم لكل البشر، نحن أتينا بأجل ونعيش بأجل، كلٌ منا لا يدري متى ينتهي أجله، متى ستنتهي حياته، هي حياة مؤقتة، هي فرصة محدودة إذا أضاعها خسر المستقبل الأبدي والدائم, {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[آل عمران: من الآية185]، الله سيوفينا الأجور، والمستقبل الدائم والأبدي في يوم القيامة، اليوم الآتي الذي لا ريب فيه، {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}، هذه الآية- أيها الإخوة والأخوات- هذه الآية مخيفة جدًّا، هذه العبارة هي جرس إنذار كبير لكل إنسانٍ منا، {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}، عبارة مخيفة جدًّا لو نتأملها: (زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) إن المصير الذي يصير فيه وإليه أكثر الناس هو النار، لدرجة أن الحالة التي قد تخرج فيها عن هذا المصير، عن هذا الاتجاه الخطير جدًّا عُبِّر عنها في القرآن الكريم بهذا التعبير: (فَمَن زُحْزِحَ)، وكأن البعض لا يذهب ولا يبتعد ولا يخرج عن هذا الاتجاه الموصل إلى جهنم إلا زحزحه، ونعرف نحن عندما نسمع عبارة (زحزحة) إبعاد بصعوبة، نقل بصعوبة عن هذا المصير الخطير الموصل إلى النار، جرس إنذار مهم، الإنسان بحاجة إلى أن يلتفت قبل فوات الأوان، قبل مجيء الموت، إذا أتى الموت لا فرصة أبداً للإنسان، الله حكى عن حال الكثير من الناس، هذه الحالة من التحسر بعد فوات الأوان: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}[المؤمنون: 99-100]، يتحسر ويطلب مهلةً إضافية، مهلةً لماذا؟ للعمل الصالح، العمل الصالح الذي تجاهله، وتجاهل الكثير منه مما له وزن عظيم، أجر كبير، فضل عظيم، تجارة رابحة عرضه الله عليه، دعانا حتى إلى تفصيلات عملية ذات أهمية كبيرة، ذات نتيجة إيجابية عظيمة، يقول لنا -جلَّ شأنه-: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ}[الصف: 10-12]، وكم في القرآن الكريم من ترغيب ومن تنبيه على أعمال ذات قيمة عظيمة في نجاة الإنسان وفلاحه، وفوزه وتأمين مستقبله العظيم، وتجاهلها الكثير من الناس، وأضاعوا حياتهم وراء سخافات ووراء شهوات تنقضي وتنتهي، ويبقى تبعاتها من العذاب الدائم، ويسببون لأنفسهم الخسارة التي ليس مثلها خسارة ولا لها نهاية.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

خطر الغفلة وضرورة اليقظة لتأمين المستقبل الدائم

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثالثة

مايو 20, 2019

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر