ونحن عندما نكون من يعرف أنها أحداث موجهة ضد ديننا, وضد أمتنا، وضد أنفسنا, وضد مصالحنا ثم نقف منها موقف الزعماء فهذا هو أيضاً دليل آخر على أنك أسوء من ذلك العراقي الذي وقف موقف يزيد من قضية مواجهة الإمام الحسين, أنت أسوء منه.أنت هنا تخرج في هذه المظاهرة تعبر عن هذا الموقف، وترى الزعماء يعبرون عن موقف آخر، ثم أنت من يرتبط بهم وأنت من تؤيد ما وصلوا إليه، ثم عندما تصل القضية إلى ساحتك أنت من تتبنى نفس الموقف الذي تبنوه، أنت من تقول: لا ينبغي أن نرفع مثل هذا الشعار، نحن نخاف أن تضربنا أمريكا، نحن نخاف [العصا الغليظة] العبارة الجديدة [العصا الغليظة] لتعرفوا صدق قول الله سبحانه وتعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} (المائدة:52). ألم يكونوا دائماً يقولون: حفاظاً على مصلحة الشعب؟ إن الإمام علياً (عليه السلام) يقول: ((ما أضمر إنسان شيئاً في قلبه إلا ظهر على قسمات وجهه وفلتات لسانه)) يوم كانوا يتحدثون عن الحفاظ على الأمن ومصلحة الشعب، ومن أجل التنمية - وهو منطق الزعماء جميعاً - بدأ الصدق, صدق ما في قلوبهم: يخشون {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}(المائدة: من الآية52) بعبارة: [نخاف العصا الغليظة].نحن يجب أن نقول: نحن لا نخاف تلك العصا التي تسمونها غليظة، ونحن لا يجوز أن نخاف من أي عصا في هذه الدنيا. كلمة: {مَرَضٌ} في القرآن الكريم واسعة جداً، واسعة جداً، مجمل ما تعني: أنه موقف غير طبيعي، موقف غير سليم، موقف غير صحيح، موقف غير واقعي, أن تسارع إلى أعدائك وأعداء دينك، أن تسارع إليهم، أن تثبط الأمة عن مواجهتهم، ثم تتحدث بأنه من أجل الحفاظ على الأمن والمصلحة والتنمية ونحوها. إن الله يقول: إن ذلك موقف من في قلبه مرض، سواء كان زعيماً أو مواطناً عادياً أو وجيهاً أو كيف ما كان، من يقف هذا الموقف في قلبه مرض، وليكن ذلك المرض في أدنى حالاته هو [الجُبن] وهل الجبن منسجم مع الإيمان؟ أم أن الإمام علياً (صلوات الله عليه) هو الذي قال: ((لا تجد المؤمن جباناً ولا بخيلاً)), ((البخل والجبن خَلَّتان يجمعهما سوء الظن بالله)). من كلام الإمام علي (عليه السلام) ((يجمعهما سوء الظن بالله)) مرض، فإذا كان ذلك مرض فيعني أن ذلك الموقف موقف غير صحيح.ما هو الموقف الصحيح؟ هو الموقف الذي وجه إليه القرآن: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(التوبة:29) أليس هذا هو الموقف القرآني؟ يخاطب الجميع زعماء وشعوب حكومات وشعوب يخاطب الجميع، كل من يحمل اسم الإسلام. إن هذا هو الموقف لكن ما الذي جعلهم يتخذون مواقف أخرى؟ مرض, وليكن ذلك المرض العشق للمنصب، الحرص على المصلحة الخاصة، أو يكون جبن أو يكون ما كان.بل أصبحت المسألة - وهي قضية يجب أن نعيها
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة دروس من وحي عاشوراء
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 10/1/1423 ه
الموافق: 23/3/2002م
اليمن – صعدة