ومصادر الحصول على كمال الإيمان هي تبدأ من الله سبحانه وتعالى فيما هدى إليه. أليس من كمال إيماننا في مواجهة تهديد أعدائنا هو أن نكون أمة مجاهدة؟ أليس من كمال أن نكون أمة مجاهدة أن نكون أمة مكتفية معتمدة على نفسها في قوتها الضروري؟ إذا فيصبح القوت الضروري، يصبح الاكتفاء الذاتي للأمة من كمال الإيمان، من كمال الإيمان.
ولكن من الذي يربينا هذه التربية من حكامنا فيهتم باقتصادنا، ويهتم بإيماننا، ويهتم بكل الأشياء التي تهيئ لنا أن نكون أمة تقف في وجه أعدائها، بل أمة تستطيع أن تتحمل الضربة من عدوها؟ للأسف البالغ وصلنا إلى الدرجة هذه: أن الشعوب لا تحلم بأن تواجه، بل ترى نفسها لا تستطيع أن تتحمل الضربة لفترة قصيرة! انتهى موضوع الحديث عن السلطة والحكومات.
أولئك الذين تحركوا أولئك الذين كانوا يكاد أن تتفجر من أصواتهم مكبرات الصوت في المساجد وهم يدعون الناس إلى الإسلام، ويقولون بأنهم دعاة إلى الإسلام وإلى الإيمان، وأنه لا إسلام إلا ما عندهم، ولا إيمان إلا لمن كان على نهجهم.. الوهابيون. ألم يبذلوا الأموال الكثيرة داخل المعاهد؟ داخل المدارس؟ ألم يبذلوا الأموال الكثيرة للدعاة؟ ألم تبذل الأموال الكثيرة لأشرطة الكاسيت لدعاتهم ولمشائخهم، محاضراتهم تصل إلى كل مكان وهم يدعون الناس إلى الإسلام.. إسلام.. إسلام.. وتربية إيمانية!
هؤلاء وجدناهم هم غير قديرين على أن يربوا الأمة تربية إيمانية، هم من كانوا يرون أنفسهم قد بلغوا أعلى درجات كمال الإيمان، فأصبح لهم دولة في أفغانستان، وأصبحوا في اليمن حزبا كبيرا، ومجاميع كثيرة، ولديهم إمكانيات كبيرة.
ألم يكونوا فرسانا في المساجد؟ وفي المدارس؟ ألم يكونوا أبطالا ضد الشيعة؟ ويتهجمون على الشيعة، يتهجمون على أئمتنا وعلى علمائنا؟ ثم رأيناهم كيف انهزموا، رأيناهم كيف انكمشوا في مواجهة اليهود! حركة طالبان التي خرجت حركة متشددة في دينها فيما يتعلق باللحى، بالدقون فيما يتعلق بالحجاب، فيما يتعلق بأشياء كثيرة.. هؤلاء عندما غزاهم الأمريكيون، انكمشوا وذابوا!!
هل هذا هـو الإيمان؟ أن ينكمشوا، وأن ينهزموا دون أن يوجدوا أي نكاية بالعدو؟! الله قـال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَار وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} (الأنفال:16) هذه كبيرة، هذه جريمة.. هذا تشويه للإسلام، تشويه للإسلام: أن ينكمشوا على هذا النحو، وهم من أظهروا لنا أنفسهم بأنهم قمة في الإيمان، قمة في الصمود، وقوة قوة قاهرة! لكن فعلا كانوا قوة قاهرة على الشيعة، قوة قاهرة على كثير من المساكين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
في ظلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 2/2/2002م
اليمن – صعدة