مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لقد أتت هذه الذكرى، ونحن في أواخر العام الثاني، والعدوان اليهودي الصهيوني مستمرٌ على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، والصهاينة اليهود وبشراكةٍ أمريكية، ودعمٍ غربي، يمارسون جرائم الإبادة الجماعية بكل وسائلها:

  • من قتلٍ بأفتك وسائل القتل، بما فيها الأسلحة المحرَّمة دولياً.
  • ومن تجويعٍ لمليوني إنسان، بما فيهم الأطفال والنساء والمسنُّون، في جريمة القرن، وفضيحة العصر المخزية للمتواطئين والمتخاذلين.

وبلغ إجمالي عدد الشهداء والجرحى والمفقودين، من الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، أكثر من (مائتين وأربعةٍ وثلاثين ألفاً)، منذ بداية العدوان قبل ستمائة وستةٍ وتسعين يوماً، في كل يومٍ منها شهداء وجرحى، وتعاظمت المأساة مع التجويع إلى درجة منع حليب الأطفال عن الأطفال.

إضافةً إلى الانتهاك المستمر بشكلٍ يومي لحرمة المسجد الأقصى المبارك، والتهديد القائم المستمر بهدمه، وممارسة كل أشكال الاعتداءات على الشعب الفلسطيني في الضِّفَّة الغربية، وفي سائر فلسطين، ومحاولة تضييع حق العودة على الشعب الفلسطيني في مختلف البلدان، وكل هذا يحدث بمرأى ومسمعٍ من دول العالم، ولكنَّ المؤسف أكثر: أنَّه يحدث في وسط المسلمين، تجاه شعبٍ هو جزءٌ منهم، وعلى بلدٍ هو جزءٌ من بلدانهم، في الوقت الذي يتفرَّج فيه معظمهم على ما يحدث، وكأنه لا يعنيهم، ولا يمتلكون أي مشاعر إنسانية، ولا يستشعرون مسؤوليتهم الدينية والأخلاقية، ولا يعون مخاطر التخاذل عليهم هم، ويتواطأ البعض الآخر مع العدو، مشجِّعين وداعمين لإجرامه، والله المستعان.

لقد كشفت مظلومية الشعب الفلسطيني، ومأساته الكبرى، وطريقة التعاطي معها من معظم المسلمين، في البلاد العربية وغيرها، مستوى الانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي والديني، الذي وصلت إليه الأُمَّة الإسلامية، ومدى التأثير الخطير للحرب الناعمة الشيطانية، التي استهدفها اليهود بها، حتَّى أوصلوا أمة الملياري مسلم إلى حالةٍ مخزيةٍ من: الذل، والعجز، والاستكانة، والهوان، في مقابل حفنةٍ من اليهود الصهاينة، بالرغم من أنَّ المخطط الصهيوني لا يقف عند حدِّ السيطرة على فلسطين، وإبادة الشعب الفلسطيني المظلوم، بل إنَّ كبار مجرميه يجاهرون علناً بمخططهم الذي يستهدف كل المنطقة، تحت عنوان: [تغيير الشرق الأوسط] و[إسرائيل الكبرى]، وهم جادُّون في ذلك، بدوافعهم السيئة الفظيعة، من: أحقادٍ، وأطماعٍ، وآمالٍ شيطانية، وبما يشاهدونه من تخاذلٍ، وتواطؤٍ، واستسلامٍ مخزٍ ومهينٍ وفاضح لمعظم الشعوب والأنظمة والحكام، يغريهم بشكلٍ كبير.

وإنَّ الخطر الرهيب على أُمَّتنا الإسلامية: أن تستمر في هذه الوضعية الخطيرة جداً عليها، والمتنافية تماماً مع مبادئها ودينها، والمودية بها نحو الهلاك، والخسران، والاستعباد لأسوأ وأحقد وأجرم عدوٍ لها.

إنَّ طريق النَّجاة لأُمَّتنا الإسلامية، ليست في الإصرار على ذنبها العظيم في التخاذل، والتفريط في مسؤوليتها الجهادية المقدَّسة لنصرة الشعب الفلسطيني، والتفريط في دفع خطر اليهود عنها، ودرء شرهم وفسادهم، ووضع حدٍ لإجرامهم الرهيب، وهذا الذنب العظيم هو ناتجٌ أساساً عن وزرها الثقيل، في الإعراض عن القرآن الكريم، وعن الاهتداء والاقتداء برسول الله وخاتم أنبيائه، بكل ما لذلك من عواقب رهيبة في الدنيا والآخرة.

إنَّ هذه المناسبة المباركة: ذكرى مولد رسول الله محمد "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، ونهضته العظمى بالرسالة الإلهية الخاتمة، التي غيَّرت وجه التاريخ، وأسقطت كيان الطاغوت، وأرست دعائم الحق، لهي فرصةٌ مهمة لاستلهام الدروس العظيمة، الهادية إلى الصراط المستقيم، إلى طريق العزِّ، والخلاص، والنجاة، وإعادة الصلة بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وبحبل الله المتين، الذي ينتشل الأُمَّة من هُوَّة الهلاك، وبالاتِّجاه تحت راية الهدى، الذي أتى ليبقى إلى قيام الساعة، كما قال الله "تَبَارَكَ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[الصف:8-9].

 

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف

12 ربيع الأول 1447هـ 4سبتمبر 2025م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر