مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل وصلوات ربي وسلامه على خير من حل وارتحل وعبد الله وجاهد حتى أتاه اليقين، وعلى آله الغر الميامين.. 

إن أساس الهجرة والداعي إليها هو القيام بأمر الله على وجه البسيطة وعبادته حق العبادة، قال تعالى: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ، وقال أيضًا  : إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا، فهجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي هجرة لنصرة الدين جاءت بأمر رباني للانتقال بالدين إلى أجواء أفضل ضمن مهمة النبي سلام الله عليه في تبليغ الدين وإقامة دولته. والهجرة النبوية حدث كبير غير تاريخ الأمة الإسلامية ونقطة فاصلة بين عهدين: عهد الاستضعاف والاضطهاد في مكة، وعهد النصر والتمكين والعزة في المدينة.

في المدينة وجد المسلمون الحرية في إقامة شعائر دينهم، ودخل في الإسلام شعوب وقبائل، وانتشر الإسلام في أرض الجزيرة العربية، حتى عم نوره بفضل الله كل بقاع الأرض، وستظل الهجرة علامة بارزة في تاريخ الأمة الإسلامية نستلهم منها عزها ومجدها، ونستلهم منها مقومات النصر والتمكين، فليست الهجرة ذكرى تمر مرور الكرام، وليست مجرد قصة تسرد أحداثها دون أخذ العبرة والعظة منها.

لقد اتخذ المسلمون من هذه الذكرى بداية لتاريخهم، وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعتمد ذلك في مراسلاته وكتبه حيث كان يؤرخ رسائله وكتبه إلى أمراء العرب والعجم ورؤساء القبائل بالتاريخ الهجري كما يذكر البعض، وهذا يدل على أنه (سلام الله عليه) هو أول من اعتمد تلك الحادثة كمبدأ للتاريخ الإسلامي. وهناك من يرى أن هذا التاريخ لم يعتمد إلا في زمن خلافة عمر باقتراح وتأييد من علي (عليه السلام).

لقد ذكر كثير من العلماء والمفكرين الإسلاميين دروسا متعددة لذكرى الهجرة كالثقة بالله والتوكل عليه وحسن التخطيط والتدبير، كما ظهر ذلك في تخطيط النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) للهجرة، وكيف خرج سرا وقد أيده الله على عدوه وطمس على عيونهم، كما أمر عليا (عليه السلام) أن ينام في فراشه ليوهم العدو ببقائه في منزله، وكيف غير الطريق المعتادة للخروج، وكيف اتخذ دليلا لذلك، وكيف تصرف أثناء سفره، ثم لما وصل إلى المدينة كيف استقبله الأنصار الذين كان قد دعاهم الى الإسلام وأرسل إليهم رسله ليسلموا، ثم ما هي الأعمال التي قام بها في المدينة بعد وصوله من بناء المسجد والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وهي من أهم الأعمال في بناء الدولة الإسلامية، ونلاحظ أن النبي (صلى الله عليه وآله) رسخ أسس الدولة في المدينة حتى خرج المسلمون من حالة الاستضعاف وأصبحوا قوة مهابة، حينها عاد إلى مكة فاتحا منتصرا وعمل على ترسيخ أسس التوحيد والعدل في الأمة، وانطلق المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يحملون رسائل النبي عليه السلام إلى حكام وشعوب البلدان، ويبلغون أعظم رسالة ربانية تحمل الهداية والعزة وتدعو الناس إلى عبادة الإله الواحد إلى عبادة ملك السموات والأرض الذي بيده الخير كله وبيده الأمر كله، وبعبادته يصلح أمر الإنسان ويفلح وينجو في الدنيا والآخرة. إنها رسالة التحرر من الشرك والجهل، والخلاص من العبودية لكل طواغيت الأرض.

وما أحوج المسلمين اليوم إلى العودة إلى أسس الهجرة ودلالاتها لينطلقوا من جديد في إحياء هذا الدين القويم وتبليغ هذه الرسالة الربانية العظيمة إلى كل الشعوب المستضعفة التي أنهكها طغاة الأرض بظلمهم، وإجرامهم، وفسادهم، وتسلطهم، ليعودوا إلى رحمة الله الواسعة، وفضله العميم، ومنهجه القويم الذي به سعادتهم وعزتهم وكرامتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة. والحمد لله رب العالمين.. 

ـــــــــــــــــ 

بقلم / عبدالله الرازحي 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر