مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

إنَّ الأمة الإسلامية اليوم تعاني معاناة كبيرة جدًّا، ومعظم أبناء هذه الأمة يعيشون حالة التيه بكل ما تعينه الكلمة، بمعنى: الابتعاد كليًا عن المسارات الرئيسية التي تنقذ الأمة، تصلح الأمة، تبني واقع الأمة، تمثِّل الحل لمشاكل الأمة؛ لأننا نعاني فيما يقدَّم لنا باسم الدين، باسم الإسلام نفسه، من مفاهيم مغلوطة، سعى الآخرون من: الطغاة، والمضلين، والمحرفين، والمنافقين، والذين في قلوبهم مرض، والقاسية قلوبهم… سعى كل أولئك إلى الانحراف بنا من خلال تلك المفاهيم، والتدجين لنا- كأمة- لصالح الطغاة والمستكبرين والمجرمين، من خلال تلك المفاهيم المغلوطة، التي حُسِبت زورًا وبهتانًا على الإسلام، وعلى الرسول، وعلى القرآن، والرسول والقرآن كلٌ منهما بريءٌ من تلك المفاهيم الضالة والخاطئة.

اليوم، قُدِّم الإسلام للكثير من أبناء الأمة إسلامًا لا يحق حقًا، ولا يبطل باطلًا، ولا يثمر عدلًا، ولا يصلح واقعًا، ولا يبني أمةً؛ والنتيجة هي التي نراها في الساحة: أمة كبيرة، كثيرة العدد، دينها لا نظير لما قدَّمه في سبيل توحيدها، جعل وحدتها فريضةً دينية، جعلها واجبًا إسلاميًا، قدَّم لها من التشريعات والمبادئ والأسس ما يساعد على تحقيقها؛ فإذا بها أكثر الأمم في الأرض شتاتًا، وفرقةً، وتنازعًا، وتبعثرًا، وتفككًا، هل هذه حالة طبيعية؟ |لا|، هذه الحالة من التبعثر، من التفكك، من التنازع، من الاختلاف… كان وراءها عمل كبير، وكان وراءها أفكار هدَّامة، وكان وراءها مفاهيم مغلوطة، وكان وراءها مسارات منحرفة، شتتت الأمة وبعثرتها، إلى أن وصلت فيما هي عليه من بعثرة وتفكك إلى واقعٍ لا نظير له في أي أمةٍ من الأمم الأخرى، بينما يفترض أن تكون هي أرقى أمة على وجه الأرض في: تماسكها، ووحدتها، وتآخي أبنائها، وألفة أبنائها…الخ. لماذا غاب كل ذلك؟ كما قلنا: مفاهيم، مسارات، شغل كبير جدًّا أوصل الأمة إلى ما وصلت إليه.

أمة أراد الله لها أن تبني واقعها، وأن ترسم مسارها في الحياة في كل شؤونها على أساس التحرر من الطاغوت، وعلى أساس الاستقلال من التبعية لكل قوى الضلال والباطل في هذه الأرض، وتبني واقعها، وترسم مسار حياتها على أساس تلك المبادئ، والقيم، والأخلاق، والتشريعات، والتوجيهات التي قدَّمها الله من رحمته، ومن حكمته، ومن علمه، وبعزته، وبقدرته… أراد الله لها أن تحمل مسؤوليتها في هذه الحياة بين أوساط البشرية؛ لتكون الأمة التي تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، ولتكون الأمة التي تدعو إلى الخير، وتصلح في واقع البشرية، وتؤدِّي دورها في الواقع البشري بما فيه الخير للبشرية جمعاء. فإذا بها تفقد هذا الدور، وتتعطل هذه المسؤولية في واقعها، حتى في وضعها الداخلي، ما بالك بأن تكون مصلحة في واقع البشرية من حولها، أصبح الكثير من أبنائها أيادي هدم، وأذرعة إجرام بيد الطاغوت، يسخرون أنفسهم، ويسعون لتسخير الأمة بكلها لصالح الطاغوت، كما تفعل بعض الأنظمة اليوم لمصلحة أمريكا ولمصلحة إسرائيل، تسعى لتدجين الأمة، وتسخير هذه الأمة بكل قدراتها، وبمواردها البشرية والمادية، في خدمة أمريكا. مأساة، كارثة جدًّا، أمر فظيع، لا يستطيع إنسان أن يتخيل مدى فظاعة هذا الأمر، إلَّا من تدبر وتأمل واستوعب من خلال كتاب الله وسيرة رسول الله، ما كان يفترض أن تكون عليه هذه الأمة، وما كان ينبغي أن يكون عليه واقعها، وكيف ينبغي أن تكون في حملها للمسؤولية، وفي طبيعة دورها بين بقية البشر.

ولذلك، نحن نقول: يجب أن نعود إلى أصالة الإسلام في حركة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-؛ لنرى بكل وضوح كل أولئك المفضوحين بزيفهم، وما جنوه على الأمة من خلال ما يقدِّمونه من مفاهيم مغلوطة، جرَّدوا هذا الإسلام من مبدأ التحرر، من مبدأ الاستقلال، ودجَّنوا الأمة للطاغوت، ودفعوها نحو التبعية لأعدائها في كل شؤون حياتها، ثم جرَّدوها من الوعي، من النور، من الهدى، وجعلوها أمة تعيش حالة الأمية الرهيبة جدًّا، التي هي أخطر من أمية القراءة والكتابة، الأمية في الوعي: لا تمتلك الوعي لا تجاه واقعها، ولا مسؤوليتها، ولا دورها، ولا أعدائها، ولا الأحداث من حولها؛ فتصبح قابلة للتضليل بشكل كبير، حال الكثير من أبنائها هو على هذا النحو: قابلية عالية للتضليل والخداع، وانعدام- إلى حد رهيب- لمستوى الوعي والبصيرة، ثم جرَّدوها من مبدأ المسؤولية تجريدًا كاملًا؛ فأصبح الكثير من أبناء هذه الأمة يفهم أن الإسلام مجرد طقوس لا أقلَّ ولا أكثر، والبعض يزيد عليها شيئا من القيم الأخلاقية البسيطة (المحدودة)، وتضيع أشياء مهمة جدًّا، والكثير يعتبر نفسه غير معنيٍ بشيء: لا أمر بمعروف، ولا نهي عن منكر، ولا إقامة حق، ولا إقامة عدل، ولا محاربة ظلم، ولا إصلاح وضع… ولا أي شيء، يعتبر نفسه غير معنيٍ بشيء، يصلي ويصوم ومن بيته وإلى المسجد، وخلاص وانتهى الأمر، من أين جاءت هذه المفاهيم، هل من عند رسول الله؟ معاذ الله! هل من القرآن الكريم؟ معاذ الله!

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرابعة بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 4 – 4أبريل, 2019م.

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر