مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً لحظة من اللحظات الرهيبة في ساحة المحشر والمهيبة جدًّا: هي مجيء جهنم، هذه لحظة رهيبة جدًّا، ومهيبة جدًّا، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ}[الفجر: من الآية23]، وفي آيةٍ أخرى كذلك: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى}[النازعات: الآية36]، (لِمَن يَرَى) لحظة مهيبة جدًّا؛ لأن جهنم هي عبارة عن عالم كبير جدًّا، والمجيء بها والتقريب لها حتى تشاهد من ساحة المحشر سيشاهدها البشر، عندما تأتي كل هذه الترتيبات والإجراءات والحضور الهائل للملائكة والانتشار الواسع لهم في ساحة المحشر، ثم التقريب لعالم جهنم حتى تشاهد من على ساحة المحشر ويراها البشر، في تلك اللحظات أكثر ما يركِّز عليه الإنسان، ويدرك أهميته وحساسيته هو ماذا؟ العمل، العمل وما أدراك ما العمل، {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى} في تلك اللحظة الإنسان يتذكر عمله، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}[الفجر: الآية23]، حتى أولئك الذين عاشوا في هذه الحياة حالة الغفلة، والتجاهل، واللامبالاة، والبعض إلى درجة التكبر والنكران لهذه الحقائق، والجرأة الشديدة على إنكارها، في تلك اللحظات خلاص لا مجال للإنكار، {يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ} ينتبه ويدرك أهمية العمل، الإنسان في تلك الحالة {يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى}[النازعات: من الآية35]، يتذكر أعماله التي قد عملها في هذه الحياة، في نفس الوقت يتذكر تقصيره، يتذكره أهمية الاعمال ذات القيمة العظيمة للنجاة والفوز، والتي لم يتفاعل معها حينما عرضت عليه في الدنيا، حينما عرضت عليه في حياته، حينما كانت تتلى عليه آيات الله وفيها الإرشاد من الله إلى تلك الأعمال العظيمة التي فيها نجاته وفوزه، الوعد عليه بالجنة والفوز والرضوان، والتفريط فيها يسبب للإنسان الخسارة والوصول إلى جهنم، لذلك ماذا سيقول الإنسان في تلك اللحظة؟ يرى الملائكة وقد احتشدت بالمليارات، وانتشرت بشكلٍ كبير، يرى ترتيبات وإجراءات الحساب والمساءلة، يرى جهنم وقد اقتربت كعالمٍ رهيبٍ وهائل، كله عذاب، وكله نيرانٌ مستعرة {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: الآية24]، يتمنى وهو يتحسر تحسراً شديداً، وما من فرصة- آنذاك- ما من فرصة لأي عمل يعمله الإنسان: لا للخلاص مما قد تورَّط فيه في حياته في الدنيا، ولا لتدارك ما فات بعملٍ يقرِّبه إلى الله -سبحانه وتعالى- ويكسب به مرضاته والنجاة من عذابه.

 

{يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}[الفجر: الآية24]، كل هذه التفاصيل التي عرضها القرآن الكريم عن مراحل الحساب والجزاء والقيامة، والتفاصيل المتعلِّقة بالجنة، والتفاصيل المتعلِّقة بعذاب الله في النار، كل تلك التفاصيل التي عرضها لنا القرآن الكريم لنتذكر هنا، لنتأثر هنا، لنستفيد هنا، لنتدارك هنا، وأمامنا الفرصة، لا نفوت هذه الفرصة، هذه الحالة المهمة والرهيبة التي يتذكر الإنسان فيها العمل، {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى}[النازعات: الآية35]، الإنسان في تلك الحالة: {يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}[القيامة: الآية13]، ولا مفر ولا مهرب، {يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ}[القيامة: 10-11]، ليس هناك من ملجئ ولا منجى، ولا مكان للاختباء فيه، ولا للتملص والتهرب من المحاسبة أمام الله -سبحانه وتعالى-.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(ساحة الحساب والجزاء)

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الخامسة / مايو/ 10/ 2019م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر