عبدالحكيم عامر
تحت شعار “لبيك يا رسول الله، يستقبل ويدشّـن اليمانيون أنشطة وفعاليات ذكرى المولد النبوي باكرًا في كُـلّ عام، فمنذ أواخر شهر صفر يستهل أحفاد الأنصار ترنيم آيات الحب المحمدي والعشق النبوي.
ففي يوم مولده الشريف، يحيي اليمنيون سيرة الرسول الأعظم العطرة؛ لتتعلم الأجيال الجديدة منه، ويعرفون أكثر عن شخصه وعن الرسالة العظيمة التي أرسل بها (هدىً ورحمةً للعالمين).
في كُـلّ عام هجري يستقبل اليمنيون مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بكل إجلال، فيزينون البيوت والشوارع والأعمدة والمركبات والمباني العامة والخَاصَّة باللافتات القماشية واللوحات الضوئية والأضواء الزخرفية المتلألئة التي تنير الأفق كلوحة فنية ساحرة، تعانق أنوار نجوم السماء المتلألئة كشعاع نور سيد البشرية الوهاج يوم مولده.
فالشعب اليمني العظيم يقدم النموذج الأمثل والأرقى في تعبيره عن ارتباطه برسول الله -صلى الله عليه وآله- إيمَاناً وتوقيراً وتعزيراً ونصرةً قلّ نظيرها في تاريخ الإسلام، حَيثُ بات اليمن هو المعيار والمقياس الذي تقاس به علاقات الأُمَّــة برسولها “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ”.
فإحياء ذكر النبي “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ” هو إحياء للقيم المحمدية الجهادية في مواجهة دول الاستكبار العالمي وتعريف عن شخصية النبي الأعظم المجاهد القائد العبقري والإنسان، الذي جسّد مبادئ الإنسانية في التعامل مع كُـلّ من حوله من أصدقاء وخصوم، والسياسي المحنك الذي يعرف تماماً كيف يخاطب كُـلّ الشعوب والأمم والثقافي والاجتماعي والتربوي والمعلّم الأول؛ لأَنَّه كان قرآناً يمشي على الأرض؛ فشهد له ربه أنه على خلق عظيم.
وفي الأخير، يتميز اليمنيون في احتفائهم بذكرى المولد النبوي الشريف عن سائر بلاد المسلمين، ويعطون المناسبة العظيمة أهميّة كبيرة لارتباطهم بالرسول الأعظم، ويقدمون من خلالها رسالة للأُمَّـة الإسلامية بأهميتها في توحيد الأُمَّــة ورص الصفوف في مواجهة الأعداء، ويُعرفون العالم أجمع بالرسالة المحمدية وبقيم صاحبها “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ”.
ويعتبر اليمنيون الاحتفاء بهذه المناسبة شرفاً كَبيراً ونعمة من نعم الله، وتفاعلهم معها يؤكّـد وعيهم لأهميّة هذه المناسبة ومدى ارتباطهم بالرسول الأعظم للنهوض بالأمّة والسير على منهج المصطفى -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-.
وتعتبر ذكرى المولد النبوي الشريف فرصة ذهبية لتعريف العالم أجمع عن الرسول الأعظم وعن صفاته وحياته كاملة وسيرته العطرة.