فهو أولاً ثبّت في الواقع وحرّك في الميدان وأنزل إلى الساحة المشروع القرآني العظيم، هو عندما قدم المشروع القرآني، قدمه في واقع العمل، لم يقدمه بعيداً عن الواقع العملي، لم يقدمه كرؤية يصيغها ويكتبها ويطبعها ثم يرسلها إلى المكاتب لتبقى هناك حبيسة الأدراج وتباع للتداول المحدود ثم يذهب ليستريح ويسترخي ويتنصّل عن المسؤولية، لا.
هناك الكثير من الكتّاب الكثير من المنظّرين قد يُنَظِّر رؤيةً معينة ويقدم فكرة معينة يكتبها يطبعها أو يلقيها ويقدمها ، وينتهي الامر عند هذا الحد ، أما هو فلا ، هو قدم هذا المشروع القرآني إلى الواقع إلى الواقع ، وتحرك به كمشروعٍ عملي احدث به تأثيراً وتغييراً وزلزل به واقعاً ، غيّر بالقرآن الكريم تغييراً كبيرا بدءاً من التغيير الثقافي ، من التغيير في واقع النفوس فحرك به فعلاً ، تحرك به وبنى به أمةً تحركت على أساسه ، وهذا المشروع القرآني العظيم الذي تحرك به وقدمه للأمة في مقام العمل في مقام الموقف في الميدان في الساحة تميز بكل المميزات المهمة ،
من أولى هذه المميزات محورية النص القرآني ، الرؤية القرآنية التي قدمها السيد الشهيد القائد رضوان الله عليه كانت رؤيةً متميزة بهذا التميز ، محورية النص القرآني ، كثيرون من المنظرين من علماء من كتّاب من مرشدين قد يتحدث في إطار موضوعٍ معين فيستشهد بآية قرآنية أو يقدم نصاً قرآنيا وهم إما أن يقدموا النص القرآني كشاهدٍ أو في إطارٍ محدود ، أو في إطارٍ هامشي ، وأحيانا البعض قد يقدم النص القرآني ثم في ذات الموضوع يبتعد عن مضامين النص القرآني ودلالات النص القرآني ، أما هو فلا ، فكان يقدم النص القرآني ثم ينطلق من جوهر هذا النص القرآني من دلالاته من هديه من نوره من مضامينه إلى الواقع ، يقيّم هذا الواقع يشخّص هذا الواقع ، يحدد الموقف اللازم ، وكل ذلك من خلال النص القرآني ، فكان النص القرآني وفي حالةٍ متميزة لا نعلم لها في عصرنا وواقعنا نضيراً لدى الآخرين أبداً فيما عرفناه واطلعنا عليه وفيما اشتهر ونزل إلى الواقع ، حالة مميزة وعظيمة النص القرآني ، وبذلك أبرز فعلاً عظمة القرآن وأن القرآن الكريم كتاب هداية يواكب كل المتغيرات ويتناول الواقع وأن بالإمكان فعلاً الاعتماد على القرآن الكريم لأن فيه الحل ، فيه الحل الصحيح ، الحل الناجع الحل المفيد ، فمحورية النص القرآني هي حالة متميزة وفريدة في الرؤية القرآنية التي قدمها ، وفي مرحلة الأمة بأمس الحاجة إلى هذا ، الأمة التي تعيش ترفاً فكرياً وترهُّلاً فكرياً وثقافياً ، في واقع الأمة كم مدارس ! كم كتب! ربما مئات الآلاف من الكتب والكتيبات والرؤى والأطروحات وما ينزل إلى الساحة من مقروءات هو كمٌ هائلٌ جداً ، لكن ما نحتاجه جميعا ما تحتاج إليه الأمة هو القرآن ، هو القرآن ، القرآن الكريم كمشروع عملي ، القرآن الكريم كثقافة ، القرآن الكريم كرؤية للواقع ، القرآن الكريم كبصائر تستبصر بها الأمة ، مما تميز به أيضا التحرك عملياً بالقرآن الكريم ضمن الوظيفة الأساسية للقرآن الكريم باعتباره كتاب هداية يواكب المتغيرات ، فلا يصح ، ولا ينبغي أبداً تغييبه وعزله عن واقع الأمة في مشاكلها وقضاياها وصراعها مع أعدائها ، لأن القرآن الكريم هذه وظيفته ، الله أنزله كتاب هداية وكتاباً لكي تتبعه الأمة ، وتتمسك به الأمة ، وترجع إليه الأمة ،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الشهيد القائد -1435هـ