مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً هناك تقصير كبير في مسألة الزكاة، كثيرٌ من الناس يأكلونها، أو يأكلون قدراً منها، لا يخرجون الزكاة بكلها، والبعض أيضاً يخرجها في غير مصارفها الشرعية، وكما لو لم يخرجها عندما يخرجها إلى غير مصارفها الشرعية، بل البعض يخرجها إلى حيث يأثم، إلى مثلاً البعض يسلِّمها لجمعيات تابعة للتكفيريين التي تعمل لصالح الاستقطاب لهم ودعم أنشطتهم الإجرامية، يصبح بسبب ما أخرجه باسم الزكاة شريكاً في كل الدماء المسفوكة ظلماً، والجرائم الفظيعة التي يرتكبها التكفيريون، مسألة خطيرة للغاية جدًّا يعني، وكل أنشطتهم التضليلية، يشارك في الدماء، ويشارك في التضليل، ويشارك في كوارث وجرائم كبيرة جدًّا، يصبح شريكاً بذلك فيها.

 

فمسألة الزكاة مسألة مهمة جدًّا، هي من فرائض الله الرئيسية والمهمة والأركان الأساسية لهذا الإسلام، والله -سبحانه وتعالى- أكَّد على إخراجها كثيراً: {وَآتُواْ الزَّكَاةَ}، {وَآتُواْ الزَّكَاةَ} وقرنها بالصلاة في أكثر الآيات المباركة؛ لتكون قرينةً لها وفي مستواها من الأهمية، وأكَّد أيضاً على أن يكون اخراجها إيتاءً: أن تبادر أنت، لا يليق بالإنسان وليس من علامة الإيمان أبداً أن لا يخرج الزكاة إلا إجباراً، أو بملاحقة، أو بمتابعة حثيثة جدًّا، وعندما يخرجها يخرجها كرهاً، وكأنها روحه ستزهق، كأنك ستنتزع منه روحه وحياته، بالكاد يخرجها وهو مستاء جدًّا ومعقد جدًّا، هذه ليست حالة إيمانية، وقد لا تكون مقبولةً عند الله -سبحانه وتعالى- قد تجزي، لكن قد لا تكون مقبولةً، تجزي في الحكم الشرعي، لكن مسألة القبول عندما تخرجها كرهاً بغير رضاً، وبغير إرادة، وإنما انتزعت منك وكأنها روحك انتزعت من بين جنبيك، هذه حالة سلبية، أين ستكون آثارها في تطهرة النفس، وفي تزكية النفس، من أهم ما يستفاد من الزكاة في الجانب التربوي هذا الأثر المهم الذي نحتاج إليه كمسلمين: لتطهرة النفوس، ولتزكية النفوس، {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة: من الآية103]، نحتاج إلى ما يطهِّر نفوسنا، نحتاج إلى ما يزكي نفوسنا، ويطهِّر قلوبنا ومشاعرنا، والزكاة تؤدِّي هذا الدور، تعالجك من الشح، تعالجك من الحرص والجشع والطمع والهلع، تروِّضك على العطاء والبذل والإحسان، تنمِّي فيك الشعور الإنساني تجاه الآخرين، والرحمة بالآخرين، تخلِّصك من الأنانية المفرطة التي لا تفكر فيها إلا بنفسك، لتفكر بالآخرين من حولك، درس مهم وأثر تربوي عظيم ومهم للزكاة في النفوس، في الوجدان، في المشاعر.

 

وكذلك على مستوى العلاقة الاجتماعية: تحافظ على العلاقة الاجتماعية بين أبناء المجتمع المسلم، تحد من حالة الكراهية والبغضاء، الفقير عندما يعيش في وسطٍ يرى فيه أنه لا أحد يبالي به، ولا يكترث لحاله، ولا يلتفت لبؤسه، يرى الأغنياء هنا وهناك، ويرى الميسورين هنا وهناك يأكلون ويرتاحون ويتنعمون ويتقلبون في النعم، ولا يلحظون وضعيته وظروفه ومعاناته، وهو يحمل هم توفير لقمة العيش لأسرته، كيف ستكون نظرته إليهم وهو يراهم على ما هم عليه من القسوة والفضاضة والغلظة، وكأنهم وحوش لا يمتلكون الرحمة تجاه معاناته؛ حينها سينظر إليهم بكراهية وباستياء، بل في ظروفنا كمجتمعٍ مسلم نعاني من حروب: حروب عسكرية، وحروب اقتصادية، وتنتشر حالة البؤس والفقر والحرمان، نحتاج إلى هذه الرحمة فيما بيننا، إلى هذه الالتفاتة؛ وإلا أصبح أمامك سلبيات كبيرة جدًّا، إذا لم نبادر بالعطاء- بالزكاة وبغير الزكاة- ندخل في سلبيات خطيرة جدًّا: تتفكك مجتمعاتنا، تتنافر فيما بينها، وفي نفس الوقت يستغل هذا الوضع أعداؤنا، تأتي المنظمات الأجنبية لتقدِّم صورة مختلفة باسم المعونات الإنسانية والسلات الغذائية، يأتي النصراني، ويأتي البوذي، ويأتي الوثني، ويأتي اليهودي من أطراف الدنيا باسم أنه يريد أن يقدِّم إحساناً، أن يقدِّم سلات غذائية، أو معونات، أو اهتمامات وأنشطة إنسانية في مجتمعك أنت المسلم، ويرى هذا المسلم أن أبناء مجتمعه من الأغنياء والتجار والميسورين لم يلتفتوا إليه؛ إنما أتى إليه يهودي من طرف الأرض أو وثني أو نصراني، يقول في الأخير: [هؤلاء هم اليهود، هؤلاء هم الذين لا يصلحون، أما ذاك انظر كيف فكَّر بي، وكيف أتى إلي، وكيف اهتم بي]، تنعكس نظرة إيجابية إلى العدو، وهو العدو الذي أتى بهدف أن يكسب هذه النظرة، وأتى لأهداف كثيرة: لتعطيل مجتمعنا من الإنتاج وتحويله إلى مجتمع متسول… وأهداف أخرى.

 

فنحن في واقعنا الاجتماعي للحفاظ على العلاقة الاجتماعية يجب أن نركِّز على الزكاة، وعلى سائر الحقوق، والإحسان إلى الفقراء، والبائسين، والمساكين، والمعانين، والنازحين، والمنقطعين عن مناطقهم ممن يحتاجون إلى هذه الرعاية، وهذه الالتفاتة، وهذا الإحسان، وإلا انتشرت آفات أخرى: تنتشر السرقة، تنتشر عمليات النهب والسطو، تنتشر سلبيات أخرى: شراء الذمم، الجريمة المنظمة، المخدرات… آفات كثيرة، (كاد الفقر أن يكون كفراً) إذا لم يكن هناك انتباه واهتمام بالفقراء، فالبعض قد لا يتحمل، بؤسه وفقره وحرمانه يدفعه إلى ارتكاب الجرائم، أو يدفعه إلى السرقة، أو النهب، أو السطو… أو أي أسلوب آخر، أو أن يعمل كعميل للأعداء؛ فيرتكب أبشع الجرائم مقابل مبالغ مالية يحصل عليها منهم.

 

فالاهتمام بالفقراء، الاهتمام بالمساكين والبائسين والنازحين والمنقطعين عن مناطقهم له أهمية كبيرة حتى في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة، والعلاقات الاجتماعية، والمحبة، والرحمة التي ينبغي أن تسود مجتمعنا المسلم، {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً} سيكون لنا حديث مهم وواسع- إن شاء الله- فيما يتعلق بمسألة التبذير وما يتعلق به في المحاضرة القادمة، نكتفي بهذا القدر.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة التاسعة

مايو 20, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر