مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} لا يوجد في داخل أنفسهم ما يجعلهم ينتصرون عليك، ولا أحد من حولهم يجعلهم ينتصرون عليك، ولا حبل من الله يبقى، ولا حبل من الناس، كل شيء يصبح متخلياً عنهم، فلا ينصرون فعلاً.

 عندما قال: {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} أحياناً قد تكون عوامل النصر هي من كونك تحمل نفساَ قوية أحياناً، قوة معنوية، معنويات مرتفعة، وصبر، وفتك، وفروسية، هذه مفقودة فيهم؛ لأنهم ضربت عليهم الذلة والمسكنة، معهم حبال، حبل من هنا، وحبل من هنا، ستنقطع هذه الحبال إذا ما أصبحتم أيها المؤمنون على هذا النحو، فماذا بقي، ماذا بقي من عوامل النصر؟ عوامل الانتصار في المعارك هي تأتي بارتفاع معنويات الجنود، ارتفاع معنويات أنفسهم، نفوس قوية تجعلهم يستبسلون، ويقاتلون، ويصبرون، أو تأييد من هنا، ومن هنا، أليس هكذا؟.

 إذاً عرض لك المسألة كلها بأنه معهم حبل من عند الله، وحبل من عند الناس، ستنقطع هذه الحبال، وهم في أنفسهم ليسوا مهيئين، هم ممن ضربت عليهم الذلة والمسكنة، ترى أنفسهم ذليلة، وأنفسهم مسكينة، وإنما نحن العرب من جعلنا أنفسهم كبيرة أمامهم، وهم باءُوا بغضب من الله، فلن يبقى حبل، وسيقف ضدهم، متى كنا معه، على هداه في مواجهتهم سيكون معنا، سيكون معنا في الميدان وسيضربهم .

{وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} ونفس الشيء، نفس ما يتحدث عنه القرآن الكريم من أن المسألة هي لها أسبابها، لماذا ضربت عليهم الذلة والمسكنة؟ لماذا باءوا بغضب من الله؟ لأنهم اقترفوا ما استوجبوا به هذا، وهم من كان منوط بهم مهمة ماذا؟ مهمة إبلاغ الرسالات، وحمل الرسالات لإصلاح البشرية، فتحولوا إلى مفسدين في الأرض، وتحولوا إلى محرفين لدين الله، وإلى ملبسين للحق بالباطل، فأضاعوا أنفسهم، وأضاعوا البشرية، فأصبحوا جديرين بأن تضرب عليهم الذلة والمسكنة، وأن يبوءوا بغضب من الله .

 فعندما يذكر بأسباب هذه يقول: والآخرون كذلك، أنتم يا من كنتم خير أمة أخرجت للناس، أنتم يا من ترون أنفسكم الطائفة المحقة، أنتم يا من ترون أنفسكم بأن الله اختاركم، وفضلكم، وأوجب على الأمة محبتكم، إذا ما تخليتم ستضرب عليكم الذلة والمسكنة، وتبوءوا بغضب من الله، كما ضربت على أولئك .

 لأنه لاحظ فيما عرضه القرآن الكريم من الآيات:{يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة:47) يتحدث عما حظوا به من رعاية عظيمة من قبل الله؛ ليعرف الناس بأنهم مهما حظوا به من عناية ورعاية، مهما حظوا به من تفضيل وشرف وتكريم، ولم يكونوا بمستوى المسؤولية التي أنيطت بهم، بمستوى هذا الشرف فإنها ستضرب عليهم الذلة والمسكنة، ويبوءوا بغضب من الله؛ لأنه قال هنا:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} ذلك، يعني ما هو؟ ضْرب الذلة والمسكنة، وأن يبوءوا بغضب من الله. {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} كيف يمكن أن يكون الكفر بآيات الله؟ أن يتحدث معك بآيات هي أعلام على حقائق، أنت في واقعك لا تؤمن بها، هذا كفر.

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

سورة آل عمران- الدرس الرابع

كنتم خير أمة أخرجت للناس

ألقاها الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه

بتاريخ 12 يناير 2002

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر