على المستوى النفسي ليس هناك أي منغصات أبداً، لا حزن، ولا همّ، وليس هناك أي متاعب في عالم الجنة، كل شيء يتوفر بدون أي عناء، في الدنيا تتعب إذا كنت مزارعاً ولديك مزارع كم تحتاج من الجهود فيها، هناك لا تحتاج إلى أي جهود، ولا إلى أي متاعب أبداً، وليس هناك على المستوى النفسي أي قلق، ولا حزن، ولا ضيق… ولا أي شيء، {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}[فاطر: من الآية34]، الحزن ذهب نهائياً، الحالة النفسية في الجنة كلها حالة سرور، في الدنيا البعض من الناس قد يكون لديه حتى إمكانات مادية، لكنه لا يعيش السعادة بها، يعيش الاكتئاب، كم هناك من حالة اكتئاب لدى الكثير من الناس الذين يمتلكون في هذه الدنيا الكثير من الإمكانات المادية، في الغرب تصل إلى مستوى الانتحار، تصل حالة الاكتئاب بهم إلى مستوى الانتحار.
في الجنة لا حزن، {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}[فاطر: 34-35]، ما هناك أي تعب أبداً، راحة، نشاط دائم، إحساس بالصحة، إحساس بالسعادة، إحساس بالنشاط والقوة، لا يعتريك حالة من الضيق النفسي، ولا إرهاق، ولا تعب، ولا عناء، ولا همّ، ولا هرم، ولا مرض، ليس هناك مستشفيات في الجنة، ويحتاج الإنسان أن يذهب للاستطباب وهو مريض، لا أبداً، سعادة دائمة.
وانسجام تام فيما بين السكان، ليس هناك أي مشاكل فيما بينهم، الله جلَّ شأنه يقول: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الحجر: الآية47]، العلاقات أخوية وودية، وليس هناك تحاسد فيما بينهم، هذا يحسد هذا، وهذا يحسد ذاك، وليس هناك أيضاً من إساءات، أو توجيه للكلام الذي فيه إساءة، أو الكلام الجارح، أو التقليل من احترام أحد، تعيش في الجنة محترماً، لك كرامتك، لك قدرك، لك احترامك، لا أحد يسيء إليك، لا أحد يظلمك، لا أحد يؤذيك، لا أحد يوجِّه إليك الكلام الجارح، {لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا}[مريم: من الآية62]، الكلام كله كلامٌ سليمٌ وكلامٌ محترم، {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}[الحج: من الآية24]، ليس في كلامهم أي كلام سيء، أو كلام لغو، أو كلام تافه، أو كلام مسيء، أو كلام جارح، أو كلام مؤذٍ… أو أي شيء من هذا. لا أبداً، كله كلام سليم، وإيجابي، وجيد، وطيب.
{وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}[مريم: من الآية62]، هذه الوجبات في الجنة، وقد يكون مع الوجبات أشياء كثيرة أخرى تترافق أيضاً.
ومع هذا في الجنة برفقة أولياء الله من أنبيائه، ورسله، والصدِّيقين، والشهداء، والصالحين، هذه نعمة عظيمة جداً، الله جلَّ شأنه قال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[النساء: الآية69]، تطيب الحياة معهم، وتطيب الحياة بجوارهم، حياة هنيئة تشاهد فيها الأنبياء، وتشاهد فيها الأولياء، يمكنك أن تلتقي بهم، أن تسمع منهم، هذه أيضاً نعمة عظيمة جداً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الرابعة1441 هـ
حسم مسألة الحساب.. وتقرير المصير.