والصهيونية ماذا تعني؟ ما هو مخططها؟ ما هو مشروعها الذي تشتغل عليه؟ هو: تدميريٌ يستهدف أُمَّتنا الإسلامية، يستهدف بلداناً محددةً، معلومةً، واضحة، ويستهدف المنطقة بكلها؛ ولهذا يعنونونه أيضاً بعنوان: [تغيير الشرق الأوسط]، وبعنوان: [إسرائيل الكبرى]، فالمسألة واضحة، خطر يستهدف هذه الأُمَّة من جهات واضحة، محدَّدة، لها خلفية واضحة لموقفها، خلفية ثقافية فكرية، لها أهداف واضحة، معلنة، صريحة، ليس هناك أي خفاء ولا أي غموض، فلماذا يتعامى المسلمون عمَّا هو واضح، عمَّا هو معلن، عمَّا له تجلياته في واقعهم على مستوى الفعل؟! وأي فعل؟! الفعل الإجرامي، الكبير، المدمِّر:
- القتل للآلاف من أبناء هذه الأُمَّة.
- الاستهداف السافر والمكشوف والعدواني لهذه الأُمَّة.
- تثبيت معادلة الاستباحة بكل صراحةٍ ووضوح: للدم، والعرض، والمال، والأوطان، والمقدَّسات.
التعامي والتغافل لمثل هكذا خطر هو- فعلاً- من التيه، من التيه الواضح، ومن الخِذْلَان والخُذْلَان أيضاً، حالة رهيبة جدًّا، وحالة خطيرة على الأُمَّة في غاية الخطورة.
السفير الأمريكي لدى كيان العدو الإسرائيلي، تحدَّث في مقابلة إعلامية له عن الموقف الأمريكي، عن الشراكة الأمريكية، وعن خلفيات هذا الموقف، وهذا ما أؤكِّد عليه في معظم كلماتي: أنا أدعو كل أُمَّتنا الإسلامية، أدعو كل نخبها، كل جماهيرها، إلى أن تتأمل في خلفيات الموقف الأمريكي، هذه مسألة مهمة، الموقف الأمريكي ليس مجرَّد موقف تكتيكي، أو تصرُّفات سياسية؛ إنما هو منطلق من خلفية عقائدية، يعتبرون الإبادة لأمتنا الإسلامية، والتمكين لقيام [إسرائيل الكبرى]، التي تعني: احتلال أوطاننا، وتدمير شعوبنا، وإبادتنا، واستهداف مقدَّساتنا، وطمس هويتنا الإسلامية، يعتبرونه بالنسبة لهم مهمةً مقدَّسةً، ذات أهمية كبيرة على المستوى الديني والعقائدي، وعلى مستوى ما يرغبون به، ما يطمحون له، ما يطمعون به من الاستئثار بهذه الخيرات في هذه المنطقة، من الاحتلال لهذه الأوطان، من استغلال موقعها الجغرافي، من استغلال كل ما فيها مما يطمعون به من: ثرواتها، وإمكاناتها، ومميزاتها الجغرافية... وغير ذلك، فهم يتحدَّثون بصراحة، لماذا يفعلون ما يفعلون؟ يستبيحون هذه الأُمَّة في كل شيء بصراحة، بوضوح، خلفيات الموقف مسألة مهمة، والأهداف، وطبيعة المخطط الصهيوني، الذي هم يعملون على أساسه.
من ضمن ما قاله السفير الأمريكي لدى كيان العدو المحتل، قال: [التفاني تجاه إسرائيل، والقناعة بأداء عملٍ إلهيٍ في الأرض المقدَّسة، ليس مزحة]، يعني: هم جادُّون، هم جادُّون فيما يفعلون؛ لأنه اجتمع فيه بالنسبة لهم- كما قلنا مراراً وتكراراً- معتقدات دينية، وأطماع رهيبة جدًّا، وفي نفس الوقت واقع مغرٍ، أُمَّة منكشفة، أُمَّة تساعد على نفسها، أُمَّة تتَّجه في سياساتها ومواقفها الاتِّجاه الذي يمكِّن أعداءها منها أكثر فأكثر، أُمَّة غثاءٌ كغثاء السيل، تُطْمِع أعداءها فيها، وهذا شيءٌ محزنٌ ومؤسف.
من ضمن ما قامت به الإدارة الأمريكية من خطوات- وهي خطوة بسيطة في مقابل ما تقدِّمه للعدو الإسرائيلي- هو: إعلان عقوبات على السلطة الفلسطينية، والمنع لرئيس السلطة الفلسطينية، وأعضاء السلطة الفلسطينية من الحضور في اجتماع الأمم المتَّحدة، المزمع عقده في هذا الشهر عادةً، سنوياً يعني يجري.
هذه الخطوة هي- كما قلنا- في مقابل ما تقدِّمه أمريكا من دعم عسكري، وسياسي، ومادي، وإعلامي... وكل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي، والشراكة معه في جرائمه بكل أنواعها، هو يعتبر من أبسط ما تقوم به الإدارة الأمريكية، ما يقوم به الأمريكيون الصهاينة مع العدو الإسرائيلي، لكن له دلالة مهمة، دلالة واضحة: في أنَّ المسلك الذي تسلكه السلطة الفلسطينية ليس له أي جدوى إطلاقاً، الآمال في السلام من خلال الاعتماد على الأمريكي، وعلى الأمم المتَّحدة، وعلى بعض المواقف السياسية المحدودة جدًّا من بعض الأنظمة الغربية، والأمل في أنه سيحقق للشعب الفلسطيني أن يبقى له دولة، ولو على جزءٍ من فلسطين، ولو في إطار غير متكامل الحقوق، ليس بمستوى دولة بما تعنيه الكلمة؛ وإنما في إطار حكم ذاتي وحالة الشكلية؛ حتى هذا المستوى لن يحصلوا عليه، لن يحصلوا عليه، والزمن خلال كل الفترة الماضية، من (اتِّفاقات أوسلو)، وما قبلها، وما بعدها، يثبت هذه الحقيقة، إنَّ الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قال في القرآن الكريم عن اليهود: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}[النساء:53]، النقير: الذي هو في ظهر نواة التمر، بشكل جزئيةٍ صغيرةٍ، ونُقْرَةٍ صغيرة، هو يُضْرَب به المثل عن أقلِّ الأشياء لدى العرب في القِلَّة، مثلٌ في القِلَّة، على هذا المستوى.
العدو الإسرائيلي لا يترك للشعب الفلسطيني، لأبناء الشعب الفلسطيني، أبسط الحقوق في فلسطين، هو يصادر عليهم أبسط الحقوق، يصادر على الفلسطيني معزاته (المعزاية)، الغنمة، الكبش، الشجرة، المنزل، يصادر عليه أبسط الحقوق، يصادر عليه حقه في التنقل من قرية إلى أخرى، أو مدينة إلى أخرى، يصادر عليه أبسط الحقوق، فهل سيعطيه دولة؟!
الآمال والرهان على الموقف الأمريكي هو سراب، الأمريكيون واضحون جدًّا في حقيقة توجهاتهم الصهيونية بالمصادرة التَّامَّة للحق الفلسطيني بأي مستوى، بأي مستوى، وكذلك للحق العربي، (ترامب) بنفسه هو أعلن سابقاً في ولايته السابقة في أمريكا، عن إهدائه الجولان السوري للعدو الإسرائيلي، وقال مع ذلك: [إنه مستعدٌ لإهداء أي أراضٍ أخرى من أراضي العرب يحتلها الإسرائيلي، ويريد من (ترامب) أن يهديها له]! هذا منتهى الاستخفاف بالعرب، وبحقوقهم، بكل حقوقهم.
!
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس 19 ربيع الأول 1447هـ 11سبتمبر 2025م





