الإنسان عند إدخاله إليها وعند إلقائه فيها كيف ستكون آلامه وحسرته، يتذكر في تلك الحالة أنه في الدنيا كان قد أنذر، كان قد حُذِّر، آيات الله في القرآن الكريم فيها هذه التفاصيل التي أنذرته عن تلك المواقف موقفاً بموقف ومرحلةً بمرحلة، ولهذا ماذا يقولون في تلك اللحظات بعد إلقائهم إلى جهنم، وهم في حالة من الخوف، والألم الشديد، والرعب الشديد، والعناء الشديد، والألم الشديد؟ {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك: الآية10]، لو كنا في الدنيا نسمع، نسمع آيات الله، نسمع النذير، نسمع الذكرى، نسمع الموعظة، فالبعض حتى أثناء الاستماع، حتى وهو يستمع المحاضرة، حتى وهو في المسجد، حتى وهو يقرأ القرآن لا يعطي نفسه حتى فرصة التركيز والإصغاء، والاستماع النافع الذي يتأثر به، ويتذكر به، وينتفع به.
الله يقول عمَّا قدَّم من النذر في القرآن الكريم: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}[ق: الآية37]، من يلقي السمع وهو حاضرٌ بلبه، بذهنه، بتركيزه، يصغي، يستوعب، يتفهم؛ أما الذي حتى إذا ذُكِّر، حتى إذا تليت عليه آيات الله، حتى إذا قرئ عليه القرآن، حتى عند الموعظة والذكرى، لا يركز، لا يلتفت، لا يصغي، لا يسمع، لا يتفهم؛ لا ينتفع في نهاية المطاف ولا يستفيد، يبقى قلبه قاسياً، ويبقى لاهياً، ويبقى غافلاً، ويبقى مستهتراً، ويبقى متهاوناً، ويبقى جريئاً على مخالفة توجيهات الله "سبحانه وتعالى"، يبقى متكاسلاً عن الأعمال المهمة والعظيمة والصالحة والمفيدة.
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ} [الملك : 10-11]، هذه هي مشكلتهم، هذا هو ذنبهم الكبير الذي تفرعت عنه سائر الذنوب: غفلة، عدم التفات إلى النذير، عدم التفات إلى الذكرى، فاعترفوا بذنبهم، وهل يفيدهم هذا الاعتراف؟ هل سيقال لهم: [جيد، بما أنكم اعترفتم بذنبكم ستقدم لكم تخفيفات في العقوبات]، في الدنيا قد تقول لك الشرطة: [إذا اعترفت وتعاونت ستخفف عليك الإجراءات العقابية]. هناك لا، {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك: الآية11]، سحقاً لهم وبعداً لهم، استمراراً فيما هم فيه من العذاب، وضياعاً فيما هم فيه من العذاب والعياذ بالله، لا رحمة بهم أبداً، ولا ذرة من الرحمة.
كانت الرحمة تعرض لهم في الدنيا فلم يقبلوها، أتت رحمة الله، قرآنه رحمة، هدايته رحمة، توجيهاته رحمة، ومستقر رحمته هي الجنة، أولئك الذين لم يقبلوا، لم يلتفتوا، استهتروا وتهاونوا؛ خسروا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الخامسة 1441هـ
قوا أنفسكم وأهليكم نارا تفاصيل مهولة عن عذاب جهنم