رفيق زرعان
هؤلاءِ القومُ عُشَّاق الشهادةْ
ورجالُ القدس حُرَّاسُ السيادةْ
وأُباةُ الضيم في عصرِ الخنا
وملوكُ العزم ملاكُ الإرادَةْ
لم يكلوا أَو يلينوا ساعدًا
لم يغيبوا عن نداءاتِ القيادةْ
كالجبال الشم من فوق الثراء
وسحابٍ زاد في العلياء ريادةْ
عانقوا الأمجادَ شادوا مجدَهم
بخطى الأنصار؛ إذ نالوا القلادةْ
بلسموا في القدس جُرحًا غائرًا
وغدَوا للجرح طِبًّا وضِمادةْ
حملوا القرآنَ روحًا ومضَوا
فأقاموا الحقَّ نهجًا وقيادةْ
بأسُهم في الحربِ موتٌ خالصٌ
كلظى النيرانِ يزدادُ اتِّقادُهْ
فيه يَفنَى كُـلُّ باغٍ مفسدٍ
ويبادُ بنارِهم أعتى فسادِهْ
إنهم وَاللهِ أجلى آيةٍ
في كتابِ الكون لم تأتِ زيادةْ
برز الأنصارُ عشاقُ الهدى
عاضدوا الأقصى وأبلوا في جهادِهْ
عقدوا في حربهم مؤتمرًا
دحرَ الأعداءَ من قبل انعقادِهْ
لم يُقيموا قِمَّةً مشؤومةً
أيَّدت جهرًا مساراتِ الإبادةْ
بل مضوا جندًا حسينيو الولاء
نهجُهم في الحرب “إن القتلَ عادةْ”
انظروا للبغي يهوي عرشُهُ
مثلَ قِشٍّ يابسٍ نذري رمادَهْ
هكذا يعلو الهدى فوقَ الردى
ويُداسُ المعتدي تحت البيادةْ
هكذا يأتي الضحى بعد الدُّجَى
ثم يمحو نورُه الباهي سوادَهْ
هكذا في الأرض تُقضَى سُنَّةٌ
وكذا يُؤتى الذي يسعى مُرادَهْ