مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هذه عملية إخراج الناس من الظلمات إلى النور ضمن الولاية الإلهية، بمعنى: أن واحداً أو جانباً رئيسياً من مفهوم الولاية الإلهية مثلما هو خَلَق، مثلما هو رَزَق، مثلما هو أحيا وأمات، مثلما هو يدبّر شؤون هذا الكون على نحو مستمر في حركته الكبرى:حركة النجوم، وحركة الأقمار، وحركة الشمس، وحركة الأرض، وما في الأرض من كل التصرف الإلهي في الإحياء والإماتة والخلق، وكل العملية التكوينية والتدبيرية الواسعة جدًّا في هذا الكون، جانبٌ آخر من ولايته هو هذا الجانب: { وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}. هذا المشروع يقوم عليه الأنبياء يؤدّون دورهم، ولهذا {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ} يرعاكم رعايةً شاملة، رعاية المِلْك والتصرف، رعاية الألوهية، رعاية الربوبية، رعاية التشريع، رعاية الهداية، رعاية النصر، رعاية التأييد، رعاية شاملة تشمل كل نواحي ومناحي حياتكم.

 

{وَرَسُولُهُ} امتداد لهذه الولاية في واقعها البشري، من خلال حركة الرسل والأنبياء في تبليغ هدي الله، وتعليمات الله، ومنهج الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- والدور الذي يقومون به في إطار الحركة التبليغية، وهو دورٌ عمليٌ يحتم الله فيه طاعتهم؛ لإنجاحذلك المشروع، ولتحويله إلى حالة قائمة في الواقع البشري، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ}[النساء:64]، [ما هو مجرد فقط موعِّظ والا مُخبر]، يعني صاحب أخبار، صاحب تحرير صحفي، يحرر الأخبار ويبلغها، أو مذيع، |لا| {لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ}،{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}[الأحزاب:6]، {أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} له هذه الولاية التي هي امتداد للولاية الإلهية ضمن هذا المشروع الإلهي، يبقى هو عبداً خاضعاً لله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- يبقى في الواقع الذي يقول فيه ـ كما علّمه الله أن يقول- {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ}، يعني: لا يمتلك سلطة التصرف المزاجي. |لا| لا يمتلك أن يتصرف في الناس كما يريد، كما هي الحالة الأخرى في الفكرة الثانية في مفهوم الولاية بالمفهوم الآخر، ولاية أمر الناس بالمفهوم الذي يحارب ثقافة الغدير، ومفهوم الولاية وفق النص القرآني في ثقافة يوم الولاية، يعطون الجائر والمستكبر الظالم، يأتي [بِعم] جاهل ما يمتلك أي معرفة، أحياناً يحتاج إلى فريق حوله، يعلمونه ويبذلون جهداً كبيراً عليه كيف يستطيع أن ينطق، كيف يستطيع أن يقرأ من ورقة، كيف يستطيع أن يتعامل مع الناس التعامل الروتيني… ويحتاج جهوداً مضنية جدًّا جدًّا في ذلك، جاهل لا يمتلك أي معرفة، لا دينية ولا غير دينية، ويكون في نفس الوقت إنساناً متسلطاً، جباراً، لا يمتلك الرحمة ولا الرأفة، وليس لديه أي مشروع للأمة نفسها، مفهوم الولاية عنده التسلط على الناس، وممارسة حالة التسلط بما يرتكبه من مظالم وجرائم، وما يجمعه من ثروات، هذا مفهوم الولاية، ثم يعطونه مع ذلك وجوب الطاعة، وجوب الإذعان، وجوب الاستجابة له، والخضوع التام له.

 

الأنبياء ليست الحالة عندهم هذه الحالة، النبي وهو النبي، لا يمتلك سلطةً مطلقةً يتصرف فيها بمزاج أو هوى، إنما يتحرك كعبد لله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- هو أول المؤمنين بنهج الله، أول المسلمين، عليه كل الالتزامات الدينية، وأحياناً عليه التزامات أكثر من بقية المسلمين، بل مستوى الالتزام عليه أكثر من مستوى التزامهم حتى في الالتزامات المشتركة، وعليه التزامات إضافية بحسب مهمته ودوره، الحرام حرام عليه، الحلال- كذلك- حلال له، الاستثناءات التي تكون بالنسبة له استثناءات تتعلق بمهمته الصعبة والكبيرة، وعليه التزامات إضافية أكثر مما على الأمة، وهو ذلك الذي هو عبد لله، خاشع لله، خاضع لله، ملتزم بنهج الله، مستقيم على أمر الله وتوجيهات الله،فيقول: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ}،{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ}[الأنعام: من الآية106]،{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}[يونس: من الآية109]، {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}[هود: من الآية112] لا تحد أو تنحرف عن هذا النهج أبداً، ويبقى هو في مقدمة المؤمنين هو ذلك الأكثر التزاماً، الأكثر طاعةً، الأرقى والأعظم عبوديةً لله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- لا يتفرعن، ولا يتجبر، ولا يطغى، ولا يتكبر على عباد الله. |لا| هو القدوة في التزامه الديني، القدوة في التزامه بنهج الله وشرع الله، وخضوعه لأمر الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- وهو في نفس الوقت الذي يحمل من مشروع الله، من نهج الله قيمه في الرحمة، والحكمة، وإرادة الخير للناس على أرقى مستوى، فلا أحد يصل إلى مرتبة الأنبياء في رحمتهم بالناس، في عطفهم على الناس، في حنوِّهم على الناس، في حرصهم الكبير، وأن يعزّ عليهم ما يلحق بالناس من ضرر، ولو أدنى ضرر.

 

هذه الولاية بمفهومها العظيم، كيف ننفر منها؟! كيف يقول البعض: |لا| |لا| لا نريد هذا المفهوم أبداً، نريد المفهوم الآخر، نريد مفهوماً يفتح المجال ويفتح كل الأبواب لكل جائر وظالم وطاغية ليأتي على عرش الأمة ويدوسها بحذائه، ويركعها لجبروته وطغيانه، ذاك هو المفهوم المريح بالنسبة للبعض!

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة يوم الولاية 1438هـ

ثقافة الغدير ومعنى الولاية.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر