الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم:
{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } [البقرة: 151 ،152 ]
و أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لاشريكَ له ولا مثيل، ولا خُلْفَ لقوله ولا تبديل، و أشهدُ أنَّ سيدَنا وقائدَنا وقدوتَنا وحبيبَ قلوبنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيُّه ونجيُّه، وخيرته من خلقه، إِمَامُ مَنِ اتَّقَى، وَبَصيرَةُ مَنِ اهْتَدَى، سرَاجٌ لَمَعَ ضوْؤُهُ، وَ ِشهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ، وَزَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُهُ، ِسيرَتُهُ الْقَصدُ، وَسنَّتُهُ الرّْشدُ، وَكَلامُهُ الْفَصلُ، وَحُكْمُهُ الْعَدْلُ.
أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسلِ، وَهَفْوَةٍ عَنِ الْعَمَلِ، وَغَبَاوَةٍ مِنَ الأُمَمِ، بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ فبلَّغ رسالات الله، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور ب إذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، و أرسى دعائم العدل، و أقام الحجة، و أوضح المحجة، وجاهد في سبيل الله صابرًا محتسبًا حتى أتاه اليقين.
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56 ]
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم و سلم على محمد وعلى آل محمد، كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن أصحابه الأخيار من المهاجرين والأن صار، وعن الناهجين نهجه، المقتفين أثره، المتمسكين بهديه، المستبصرين بنوره إلى يوم الدين.
فإننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة إلى العودة الصادقة إلى الرسول ورسالته، وإلى إحياء شخصية الرسول الأكرم(صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في وجدان الأمة وفي مشاعرها حتى يكون للرسول حضور في واقع الأمة بهديه ونوره و أخلاقه وروحيته العالية، حضورٌ في القلوب، وحضورٌ في النفوس، عزمًا و إرادة، حضوره كقدوة وقائدٍ و أسوة، نتأثر به في سلوكنا و أعمالنا ومواقفنا وقراراتنا، نتأثر به ونهتدي به، وبالهدى الذي أتى به من عند الله في واقع حياتنا.
في مرحلة عاصفة لأمتنا يسعى أعداؤها الألدّاء إلى أن يفصلوها و أن يبعدوها عن منابع عزها ومجدها، و أن يكون انتماؤها إلى الإسلام ونبيّه وقرآنه شكلاً لا مضمون له، وزيفًا لا حقيقة له، وأن يكونوا هم من يتحكمون بالأمة في واقعها السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وبطغيانهم وبفسادهم وبإجرامهم وبحقدهم وعداوتهم يؤثرون في واقع الأمة ليس فيما يصلحها، وليس بما هو خير لها، بل يؤثرون في واقع الأمة بما يزيدها فرقة وشتاتًا، وذلةً وهوانًا، وجه وتخلفًا، وانحطاطًا ودناءة، وضعفًا وعجزًا، و شقاءً وعناءً، ويستمرون في نهب ثرواتها وسرقة خيراتها، والاستفادة من جغرافيتها؛ فهم أعداء لا يهمهم مصلحة هذه الأمة.
ولقد عمل السيد حسين (رضوان الله عليه) ومن بعده السيد عبد الملك - حفظه الله - على إحياء الرسالة المحمدية في واقع الأمة، وتقديم شخصية الرسول القائد والمعلم والمربي والهادي للأمة؛ ليكون اليوم القدوة والمعلم والمربي والهادي لهذه الأمة التي اجتمع لها الضلال والشقاء بسبب بُعدها عن مصادر عزتها وقوتها وفي مقدمة تلك المصادر النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
وقد حرصنا أن نقدم الاسلام المحمدي الأصيل هذا الإسلام الذي ُشنت عليه وعلى النبي وعلى المؤمنين حرب بكل أشكالها، حرب عسكرية، حرب إعلامية، حرب ثقافية وتضليلية، كل المؤامرات، كل الأن شطة العدائية للقضاء عليه منذ مرحلته الأولى، منذ بدايته، وكيف أنها كلها فشلت، كل المؤامرات سقطت، كل مكائد الأعداء تهافتت وانتهت.
وبالتالي نتمسك به ونثق بنصر الله لنا؛ لأن هذا دين عظيم، مشروع عظيم، مشروع مدعوم من الله تسقط أمامه كل المؤامرات وكل المكايدات وكل وسائل الأعداء في مواجهته إن واجهوه إعلامياً أو أمنياً أو عسكرياً سيفشلون.
المطلوب هو فقط الاستجابة والالتزام والتمسك وهذا مشروع عظيم مدعوم من الله.....
للإطــلاع على الكتـاب بشـكل كـامـل
شـاهـد المـرفقات....
الملفـات المرفقة | |
---|---|
كتاب مع الرسول والرسالة دروس وعبر- الطبعة الثانية |