مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الأمة مكثت- في كثيرٍ من أبنائها- على مدى أجيال تتجاهل هذه المسائل: لا عدل، ولا أمر بمعروف، ولا نهي عن منكر، ولا ولا… إلخ. بل يروَّج للمفاهيم الأخرى: أنَّه لا مانع من استحكام سيطرة الطاغوت والظالمين والمجرمين، وأن يديروا هم شؤون الأمة، وأن وأن… وشطبت تلك المسائل من برنامج الأمة كلها، من موقع السلطة والقرار إلى المواطن العادي شطبت مسألة: (العدل، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الجهاد في سبيل الله…)، كل ما يتصل بذلك وفق مفاهيمها الصحيحة شطبت، خرجت عن دائرة الاهتمام، يأتي لك الأمير، أو الزعيم، أو الملك، أو… بأي مسمى والموضوع مشطوب عنده، خلاص، مسألة ما لها لزوم عندهم، ليست من الدين، ولا لها أهمية عندهم، وشطبت في أنشطة واهتمامات كثير من العلماء، يسمى عالمًا كبيرًا، ويطلق عليه- أيضًا– ألقاب معينة: البعض قاضي القضاة، البعض شيخ الإسلام، البعض… كم من الألقاب، ويشطب المسألة، لا تدخل ضمن أنشطته، ولا تثقيفه، ولا تعليمه، ولا نصحه، ولا مواعظه، ولا اهتماماته بأي شكل من الأشكال، ثم في بقية واقع الأمة، وصولًا إلى الإنسان العادي الذي هو ضحية ما هناك وهناك، النتيجة ما هي؟ النتيجة: أن تستحكم المظالم، ينعدم العدل إلى حدٍ كبير، تكثر المفاسد إلى حد كبير جدًّا، ثم على المستوى التربوي: تُربَّى الأمة تربية لِتَقَبُّل الظلم، تألف المفاسد ولا تشمئز منها، كثير من المفاسد والمنكرات وكذلك المظالم تحصل وتتأقلم مع ذلك الواقع إلى أن يصل إلى مستوى فظيع جدًّا جدًّا.

 

عندما نأتي إلى القرآن الكريم لنرى العواقب السيئة لهذا التجاهل، لهذا الإعراض، لهذا الإهمال الذي هو عصيان لله -سبحانه وتعالى- في مسائل مهمة جدًّا أمر بها، وألزم بها، وأكَّد عليها، ووعد وأوعد بشأنها: وعد فيما إذا أطيع فيها، وتوعَّد فيما إذا عصي فيها، المسألة ليست سهلة، الله -سبحانه وتعالى- قال في كتابه الكريم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}[المائدة: 78-80]، تجد سخطًا كبيرًا جدًّا، لعنًا من أنبياء الله، ومن الله -سبحانه وتعالى- ووعيدًا شديدًا بالعذاب، وبالسخط الإلهي، والعذاب الأبدي: الخلود في جهنم، ومن أبرز ما حصل وتسبب في ذلك كله، (لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ)، و(يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ)، انحراف كبير جدًّا في مسألة التناهي عن المنكر؛ هيأ الساحة لأن تمتلئ بالمنكرات، وتكبر فيها المنكرات، وتعظم فيها المنكرات، إذا ما هناك نهي، وكذلك فيما يتعلق- أيضًا– بالتولي للأعداء؛ هذا ينتج عنه- حتى- تبعية لهم في كثيرٍ من المواقف والسياسات، ويدخل أثر ذلك إلى واقع الأمة، إلى كل شؤون حياتها: إلى اقتصادها، إلى إعلامها، حتى إلى السلوكيات الاعتيادية في الحياة، اليوم ألا نرى آثار هذه التبعية في ساحتنا الإسلامية، حتى في قَصّة الشعَر، حتى في الملابس والزي، حتى في أشياء كثيرة، ترى الكثير يتطلع إلى هناك، من كبير الأمور إلى صغيرها، تبعية بشكل أحمق حتى، وبشكل غريب وساذج.

 

فإذًا، المسألة عندما نأتي لنقول: لا لزوم لكل هذه المسائل، ما الذي ينتج عنه؟ في الحديث عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: (لَتَأمُرُنَّ بِالمَعرُوفِ وَلَتَنهُنَّ عَن المُنكَرِ- وفي بعض الروايات: ولَتَنهَوُنَّ عَن المُنكَرِ- أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللهُ عَلَيكُم شِرَارَكُم، ثُمَّ يَدعُوا خِيَارُكُم فَلَا يُستَجَابُ لَهُم)، النتيجة: هي التسليط للأشرار، وهذا الذي حصل في واقع الأمة، أشرار الأمة هم المتسلِّطون عليها في كثيرٍ من المناطق، وهم المسيطرون عليها، وهم المتحكمون في شؤونها، وهم على قمة زعامتها وإدارة شؤونها بما يخدمهم، وما يضر بالناس، بما له أبلغ الأثر والضرر وأقساه في واقع الناس، وفي حياتهم، في كل شؤون حياتهم.

 

فنحن معنيون- اليوم- من واقع ما نعاني كشعوب مظلومة تتطلع إلى العدل، تحتاج إلى العدل، تحتاج إلى الخير، تحتاج إلى التربية الإسلامية والإيمانية الصحيحة، التي تزكو بها النفوس، التي تنمِّي معنى الكرامة ومعنى الحرية في أعماق النفوس، التي تربينا على الخير والصلاح والزكاء والطهارة، التي تعود بنا إلى قيمنا وأخلاقنا القرآنية والإسلامية، التي تعيدنا إلى الصراط المستقيم؛ فنتمسك بالقرآن منهجًا، ونقتدي بالرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- قائدًا وأسوةً ومعلمًا، نحتاج إلى هذا كله، ونحتاج أيضًا إلى استعادة المَنَعَة والقوة لنواجه التحديات؛ لأننا إن رضينا لأنفسنا بالضعة، والهوان، والضعف، والعجز؛ النتيجة أن نخسر كل شيء: دنيانا وآخرتنا، فتكون المسألة كارثية علينا جدًّا، إذا أردنا أن نستعيد القوة، والعزة، والكرامة، والمنعة، وأن نكون في مواجهة التحديات في موقع القوة، يجب أن نعود أولًا إلى تلك المبادئ، إلى تلك الأخلاق، إلى تلك المعالم الرئيسية؛ لنبني عليها حياتنا، حينئذٍ سنستعيد القوة، بل سنكون في مواجهة التحديات والأخطار من واقعٍ قوي، قوَّتنا ستبدأ أولًا بقوة إيماننا، بقوة وعينا، بقوة إرادتنا، بصحة وسلامة نظرتنا، بفهمنا الصحيح والواقعي للحقائق من حولنا، وفي حياتنا، وفي إدراكنا للتحديات والأخطار القائمة والموجودة، والتي لا يجدينا أن نغمض أعيننا عن مشاهدتها، أو عن التنبه لها، ولا أن ندسَّ رؤوسنا في التراب كالنعامة. |لا| لابدَّ أن نستيقظ، أن نستشعر المسؤولية، أن نتحرك، أن نعي جيدًا أننا بحكم إسلامنا وقرآننا والاقتداء بنبينا المعنيون أولًا وأخيرًا لنتحرك بتلك المبادئ والقيم للدفاع عن أنفسنا، وعن حريتنا، وعن كرامتنا، وعن استقلالنا، ولإقامة العدل في حياتنا، ولدفع الظلم عن أنفسنا ومن واقعنا أيضًا، نحن المعنيون بذلك، مسؤولية علينا أمام الله -سبحانه وتعالى- يسألنا عنها يوم القيامة، يعاقبنا على التفريط بها وفيها في الدنيا والآخرة.

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

محاضرة السيد الثالثة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام للعام 1440هـ-


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر