نأخذ العبرة في المقارنة بين هذه الحياة الأولى والحياة الآخرة، هذه الحياة بأجلٍ محدد، على مستوى حياتك أنت كشخص كفرد، لك أجل، إذا جاء هذا الأجل، ليس هناك أي فرصة إضافية نهائياً، ولا لساعةٍ واحدة، الله -جلَّ شأنه- يقول في القرآن الكريم: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[المنافقون: الآية11]، والكثير بلا شك من الناس يأتي هذا الأجل وهم على غير استعداد، ويأتي مفاجئاً، يفاجئهم ويفاجئ الآخرين من أقربائهم وأصدقائهم، وهم فيما كانوا عليه منشغلين إما كلياً أو إلى حدٍ كبير كأولوية في شؤون هذه الحياة والاهتمامات المتعلقة بهذه الحياة، والتي هي حياة بسيطة ومؤقتة.
على مستوى الأمم والأجيال لكل أمةٍ أجل، يقول الله -جلَّ شأنه-: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}[الحجر: الآية5]، نرى بعد مرحلة معينة وقد انقضى جيلٌ كامل، جيلٌ بأكمله لم يعد منه أحد، لو يراجع الإنسان تاريخ قرية من القرى في الريف، أو حيٍ من الأحياء، أو حارةٍ من الحارات في المدينة، سيرى كيف أنه ما قبل خمسين عاماً، ما قبل ثلاثين عاماً، إلى مستويات معينة، أو عقود معينة من الزمن، وقد انقضى جيلٌ بأكمله، بقي الأبناء، ورحل الآباء والأجداد، وهكذا على مستوى الوجود البشري بكله، هو مؤقت منذ خلق الله آدم أبا البشر وزوجه حواء الله -سبحانه وتعالى- عندما خلق البشر جعل لهم أجلاً معيناً، مثلما خلق الله أول إنسان، هناك من سيولد من البشر وهو آخر إنسان، الإنسان الأخير، الله أعلم من هو، ما سيكون اسمه، في أي بلدٍ سيكون، الإنسان آخر واحد، مثلما خُلِق الإنسان الأول سيخلق الإنسان الأخير، والله -جلَّ شأنه- عندما خلقنا في الأرض، وخلق أبانا آدم وزوجه حواء، قال -جلَّ شأنه-: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}، إلى زمنٍ محدد، إلى وقتٍ معين، ثم تنتهي هذه الحياة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الثانية للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي 1441هـ