مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وهكذا نجد أنَّ هذه الحياة التي هي مؤقتة، وإلى أجلٍ معين، وأنَّ القيامة آتية، الموت الذي هو الفاصل، الإنسان سيستشعره فاصلاً قصيراً جدًّا، فاصلاً قصيراً، هكذا الشعور عند البعث، يوم يبعث الله البشر يستشعرون وكأن المدة التي قضوها من حين موتهم إلى حين بعثهم لم تكن إلَّا كساعةٍ واحدة من ساعات هذه الحياة، أليست حالة قصيرة جدًّا؟ مدة زمنية قصيرة في شعور الإنسان وإحساسه، وفي وجدانه وتقديره.

لاحظ إذا حاولت أن ترتاح قليلاً وتنام لبرهةٍ بسيطة، لساعة، فتقول لقريبك أو لزميلك أو لأهلك أن يوقظوك بعد ساعةٍ من النوم، حينما تستيقظ ما قبل أن تنام، وبعدما استيقظت في تلك الساعة وخلال تلك الساعة، ألست تستشعرها مدةً قصيرةً جدًّا؟ هكذا هو الحال، ولذلك يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} [الروم: من الآية55]، إلى حد أنهم يقسمون لشدة هذا الشعور، وقوة هذه المشاعر، وكأن المسألة فقط كأنها ليست إلا ساعةً واحدة، ولذلك يقسمون على ذلك.

هكذا هو الحال، الإنسان الذي كان غافلاً، ومسوِّفاً، ومهملاً، ومستهتراً سيتفاجأ، وسيرى كيف أن الأمور متسارعة جدًّا، القيامة نفسها آتية، الحياة الأخرى آتية.

الإنسان قبل البعث، عندما يأتيه الموت، والموت هو بداية الرجوع إلى الله -سبحانه وتعالى- أول ما يستشعره هو أنَّ هذه الحياة كانت قصيرة، وأنَّ الموت قد أتى سريعاً، وأنَّ نهاية الحياة هذه أتت بشكلٍ مفاجئٍ له، ويتحسر في تلك اللحظات على العمل، ويدرك أنَّ أهم شيءٍ على الإطلاق هو العمل والاستعداد للحياة القادمة، التي هي حياةٌ أبديةٌ ودائمةٌ ولا نهاية لها، ولا أجل فيها، {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}[المؤمنون: الآية99]، يطلب الرجعة إلى هذه الحياة، يطلب أن يعطى فرصةً إضافية، أن يضاف إلى عمره ولو القليل، لماذا؟ لماذا يريد الرجوع؟ لماذا يريد الفرصة الإضافية؟ لماذا يريد التمديد في مدة عمره؟ {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: من الآية100]؛ لأنه أدرك أنه قصَّر في العمل الصالح، العمل الصالح الذي هو الرصيد الأساسي لمستقبلك في الآخرة، الذي لن ينفعك في مستقبلك هذا الآتي، مستقبلك القادم، مستقبلك الدائم، لا ينفعك إلَّا هو، ولا نجاة لك إلَّا به، ولا تفوز إلَّا به.

ولذلك يدرك الإنسان أهمية العمل الصالح، ومدى الخسارة الفادحة إذا أضاع هذه الحياة البسيطة المحدودة المؤقتة، التي هي بأجلٍ محدود، والتي هي مليئة بالمنغصات مهما بذل فيها من جهد، مهما أعطاها من اهتمام، هي مليئة بالمنغصات والمتقلبات والمتغيرات، ويرى أنه ذاهبٌ إلى تلك الحياة الأبدية والدائمة، ولكنه لم يتزود لها، ولم يستعد لها بالعمل الصالح، فتكون حسرته كبيرة.

القيامة آتيةٌ لا ريب فيها وقريبة، الله -جلَّ شأنه- قال في القرآن الكريم: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}[القمر: الآية1]، ونحن أمة محمد، والناس في آخر الزمان يفترض أنهم أكثر خوفاً من الله -سبحانه وتعالى- وأكثر استشعاراً لقرب القيامة؛ لأنها اقتربت أكثر من أي وقتٍ مضى، ومجيئها هو بغتة، ومفاجئٌ للناس، وعلى نحوٍ حاسم، لا فرص إضافية، ولا أوقات يمكن فيها أن يتلافى الإنسان، أو تتلافى المجتمعات البشرية ما هي فيه من التقصير، ما هي فيه من الإهمال، ما هي فيه من الغفلة، فتتجه بالمبادرة إلى أعمالٍ صالحة تكون فيها نجاتها، لا، الله -سبحانه وتعالى- قال عن القيامة: {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً}[الأعراف : 187]، وعندما تأتي بغتة يتفاجئ الناس بها، وتأتي بحالة تدمير كلي لهذه الأرض ولهذه الحياة، وعلى نحوٍ حاسم، الله -سبحانه وتعالى- قال في كتابه الكريم: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ}[النجم: 57-58]، القيامة هذه الآتية لماذا ستأتي؟ الموضوع الرئيسي فيها ما هو؟ يوم القيامة لماذا هو؟ لأنه للحساب، للجزاء.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية الثانية للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي 1441هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر