مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فهو مشروع انطلق بعالمية القرآن الكريم، بعالمية الإسلام، بأفق الإسلام الواسع الذي ينظر إلى الأمة كل الأمة، ويحس بهذا الانتماء إلى هذه الأمة بكلها، وإلى أنك كمسلم جزءٌ من هذه الأمة بكلها، يهمك أمر هذه الأمة في أي قطرٍ من أقطار هذه الأمة، ويركز على القضايا الرئيسية والمركزية للأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي هي قضية كل الأمة، والمقدسات التي تعنينا جميعاً، يلحظ ما تشكِّله إسرائيل من خطورة بالغة، ويلحظ أيضاً هذا الترابط الحقيقي، وهذا التلازم الفعلي ما بين إسرائيل وأمريكا، وأن كلاهما وجهان لعملة واحدة، وأن هذا الخطر والتهديد الكبير يجب أن نلحظه كمسلمين وأن ننظر إليه كمسلمين كأكبر تهديد على أمتنا، ويجب أن نعطي الأولوية للتصدي له، والتصدي من واقع هذه المعركة الواسعة في كل مجالاتها ومساراتها، بدءاً من التركيز على تحصين الساحة الداخلية؛ لأن القرآن يتجه إلى الساحة الداخلية، عندما يتحدث عنهم كأعداء يأتي ليقدم لنا جملةً من التوجيهات التي تركز على واقعنا الداخلي، وهذا- للأسف- لم يفهمه الكثير من علماء الدين، لديهم جهل فظيع بهذه المسألة، ولا من السياسيين الكثير منهم لم يفهموه بعد، ولا من كافة الفئات والمكونات، البعد عن القرآن الكريم صنع أمِّيَّة تجاه هذا الخطر وهذا التهديد وما يشكله وما يعتمد عليه، ولهذا تجد البعض اتجهوا إلى انتقاد المشروع القرآني: لماذا الشعار؟ لماذا المقاطعة؟ لماذا حملات التوعية؟ لماذا هذه الرؤية التي تركز على إصلاح الواقع الداخلي للأمة، وعلى سد الثغرات التي ينفذ من خلالها العدو، ويستغلها العدو؟ لأنهم لم يلحظوا كيف يتخاطب القرآن الكريم.

 

القرآن الكريم في سورة المائدة يأتي ليتحدث معنا عن خطورة ذلك العدو، ثم يقول لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: من الآية51]، ثم يأتي ليتحدث حديثاً واسعاً عن الواقع الداخلي للأمة، كيف تتحصن؛ لأن مشكلة الأمة عندما تتجه لتتخذ أمريكا وإسرائيل أولياء، هذا- بحد ذاته- كفيل بأن يوجه ضربة للأمة، أن يؤثر على واقعها الداخلي، أن يصنع فيها الكثير من المشاكل، أن يمثل تهديداً وخطراً فعلياً عليها، عندما يأتي ليقول في سورة آل عمران: {إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: من الآية100]، فيشخص هذا الخطر الذي يركز على تفريغنا من هويتنا في أهم مبادئها وقيمها وأخلاقها، وتعاليمها القيِّمة التي تبنينا، وتبني واقعنا ليكون واقعاً قوياً، لنكون أمة متماسكة، مستقلة، متخلِّصة من التبعية لأعدائها، ومن الاستغلال للطاغوت وللظالمين في هذا العالم، يأتي ليقدم لنا الكثير من التعليمات تتجه إلى واقعنا الداخلي كيف نصلحه، كيف نبنيه على الاعتصام بالله -سبحانه وتعالى-؛ حتى نستمد هذه القوة المعنوية من اعتمادنا على الله، من ثقتنا بالله، وحتى نحظى بالرعاية الإلهية، والنصر الإلهي، والمعونة الإلهية، كيف نبني هذا الواقع على تقوى الله، فنحذر من التفريط في مسؤولياتنا، ونلتزم في واقعنا، في حياتنا، في مسيرة حياتنا بقيم هذا الدين وتعاليم هذا الدين، وتوجيهات الله -سبحانه وتعالى- ونلتزم بصفات المتقين فيما وصفهم الله به في القرآن الكريم، كيف ننقي ساحتنا الداخلية من العداوات الهامشية، والعداوات التي يستغلها الأعداء، أو يخلقها الأعداء في ساحتنا الداخلية، أو تتنامى نتيجةً لمشاكل هنا ومشاكل هناك لم تحل كما كان ينبغي لنا أن نحرص على حلها، كيف نعطي الساحة الداخلية في واقعنا الإسلامي اهتماماً كبيراً في الوحدة والاعتصام بحبل الله -سبحانه وتعالى- وعلى أساس هديه وتوجيهاته وتعليماته؛ لتكون هي ما نلتقي عليه، وما تجتمع كلمتنا عليه، وما نتمسك به، وما نسير على أساسه، فنتوحد ونعتصم بحبل الله جميعاً، كيف نحرص على أن نتحرك تحت عنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإصلاح واقعنا الداخلي في كل المسارات والاتجاهات؛ ليكون واقعاً خيِّراً ندعوا فيه إلى الخير تحت هذا العنوان العظيم والواسع، لنعمل على أن تكون هذه الساحة الداخلية قائمة على أساس المعروف، المعروف في قيمه، وساحة نظيفة من المنكرات بكل أشكالها: في الواقع الاقتصادي، في الواقع الأخلاقي، في الواقع السياسي، في الواقع العام، ساحة صالحة، وهكذا يسد كل الثغرات التي تؤثر علينا، والتي تتحول هي إلى وسائل يستغلها العدو ليخوض بها معركته معنا من الداخل، من واقعنا الداخلي، وهذا هو ما يحصل اليوم في واقع الأمة، الأمريكي يخوض لربما- ونحتاط على سبيل الاحتياط- لربما خمسة وتسعين بالمائة من معركته معنا كأمة مسلمة يخوضها بوسائل في الداخل، وبأدوات من الداخل، ويستغل فيها مشاكل من الداخل؛ لأن البعض مثلاً يقولون: [أنتم تهربون من المشاكل الواقعية والفعلية في واقع الأمة إلى نظرية المؤامرة]، نقول: |لا|، نحن نقول فعلاً هناك الكثير من المشاكل والأزمات والسلبيات في واقع الأمة، والتي تراكمت على مرِّ الزمن حتى وصلت إلى حالة خطيرة أثَّرت سلباً جدًّا في واقع الأمة، والعدو يستغلها، ويصنع المزيد، يطور ما هناك من مشاكل، وينمي ما هناك من أزمات ويستغلها ويوظفها، ويصنع المزيد من الأزمات والمشاكل والأحداث ويوظفها ويستغلها.

 

ولذلك نجدنا اليوم كأمة مسلمة نحتاج بشكلٍ كبير إلى القرآن الكريم، المشروع القرآني هو انطلق بناءً على هذا الأساس: من واقع الحاجة إلى القرآن الكريم؛ لأنه أعظم مصدر للوعي والهداية، ولأنه سيحمي لنا نظرتنا إلى الإسلام بشكله الصحيح وليس المشوه؛ لأن العدو له معول هدم يتمثل بالتكفيريين لتشويه الإسلام، حتى يصل إلى خلق نظرة سلبية جدًّا عن الإسلام، تساعد على إبعاد الناس عن الإسلام، حتى في مفاهيمه الصحيحة ومبادئه الحقيقية، في الساحة الإسلامية وخارج الساحة الإسلامية، ثم يعمل أيضاً على فصلنا عن الإسلام بطريقة أخرى: بطريقة نشر الفساد، وضرب القيم والأخلاق، والتفريغ لنا من هذا المحتوى الأخلاقي للدين الإسلامي، والتأثير على نفسياتنا بما يساعده على السيطرة علينا، الإنسان إذا وصل إلى حالة مفرَّغة من الأخلاق والقيم والمبادئ يصبح- كما قلنا مراراً وتكراراً- كالإنسان الآلي، يحرك بالريموت الأمريكي والإسرائيلي: ريموت الغرائز، ريموت الشهوات، ريموت الأفكار المنحرفة، التصورات الخاطئة، النظرة المغلوطة لكثيرٍ من القضايا؛ فيحركونه كما يشاؤون ويريدون.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة ذكرى الشهيد القائد1440هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر