كلمات الشاعر / معاذ الجنيد
جحيمٌ أنتَ قُل لي، أم تُرابُ
جميع الزاحفين إليك ذابوا
أتاكَ المُعتدون وهُم أُناسٌ
وعادوا من ثراك وهُم ضبابُ
أتوا والدمّ داخلهم غرورٌ
وعادوا وهوَ خارجهم خِضابُ
ودبّاباتهم كانت حديدًا
ولكن في يديك لها احتطابُ
لعمرُكَ قل لهم إن “الأباتشي”
بأعين جيشك العاتي ذُبابُ
فمن جاءوا بأرجُلهم إلينا
بأرجُل غيرهم حُمِلَ الإيابُ
كأنك غابةٌ مُلئت أسودًا
كم انتحرت لتدخلها الكلابُ
أرادوا من سواحلك اقترابًا
وشرط الموت زحفٌ، واقترابُ
لأنَّ المؤمنين عليكَ سُورٌ
وعينُ الله يا وطني حِجابُ
متى ما أعلنوا حربًا علينا
يسيلُ لكلِّ مقبرةٍ لُعابُ
تسوقهمُ الذنوبُ إليك جهلًا
فسوءُ الحظِّ ذنبٌ، واكتِسابُ
وإن ضلُّوا الطريقَ إليك يومًا
تدُلُّهمُ المنايا، والحِرابُ
متى ما حُوصِروا قالوا وصلنا
ومن ثغر الردى جاء الجوابُ
إليكَ الموتُ بوصلةُ الأعادي
بهِ يتأكدون إذا أصابوا
لأن الشعب كل الشعب جيشٌ
ذخيرتهُ الهدايةُ ، والكتابُ
لأنك تحتهم يا كل شبرٍ
لنار جهنم الحمراء بابُ
على أعتابك احترقت جيوشٌ
وتحت ترابك اختلطت رِقابُ
فما بكت السما حزنا عليهم
ولم يفرح بهم إلا العُقابُ
وظنوا النصرَ أمرًا عسكريًا
وخابوا ، ثم ظنوا ، ثم خابوا
جحيمٌ أنتَ .. أم أنَّ المنايا
لها في (باب مندبكَ) انتِدابُ
أراد الله أن نقضي عليهم
فكلُّ إرادةٍ أخرى سرابُ
مع الله الطبيعةُ قاتلتهم
وحاربَتْ السواحلُ، والشِعابُ
وتقتربُ البوارجُ منك خوفًا
ويصدُقُ خوفُها حقاً تُصابُ
غُزاةُ الساحل الغربيِّ حمقى
تموجُ بهم براكينٌ غِضابُ
سلاحهمُ الثقيلُ أخفُّ منهم
وجيشهمُ العميل به اضطرابُ
أجيشٌ ذاك ؟ أم ساعي بريدٍ !
بهِ حملوا السلاح لنا وغابوا
جُنودٌ فُرّغوا من محتواهم
تقدمهم رجوعٌ ، وانسحابُ
كأنَّ مُدرّعات الغزو رَسمٌ
كأنَّ كتائب الغازي ثِيابُ
كأنهمُ امتطوا “آلات ركضٍ”
تساوى زحفهم ، والإنتصابُ
غزونا في أماكنهم ، وماتوا
عليها ، والهضابُ هيَ الهضابُ
فعُذراً يا قصير العمر إنا
نهايتُك التي لا تُستطابُ
مُحالٌ أنت يا وطني مُحالٌ
صِعابٌ منك هدّتهم صِعابُ
كأنّ قيامةً أُولى أُقيمت
عليهم فيك وابتدأ الحسابُ
وقد يبكي المشيبُ على شبابٍ
وفيك بكى على الشيب الشبابُ
وسُيّرت الجبالُ وهل سوانا
شماريخٌ تسير ولا تهابُ
وقاتلت الرياحُ مع رجالٍ
من الأنصار إن نظروا أذابوا
لهُم بالله إيمانٌ عميقٌ
وللنهج الحسينيِّ انتسابُ
إذا نادتهمُ الأطماعُ قلّوا
وإن ناداهمُ الفزَعُ استجابوا
لقاءهمُ المُوسّع أعلنوهُ
فضاق الكونُ ، واتّسعت ( ذُبابُ )
تقهقرت العوالمُ ، وانتصرنا
لَحقٌ إنّنا شيءٌ عُجابُ
جنودُ الله نحنُ على الأعادي
فهل في نصرنا اليوم ارتيابُ ؟
إذا زُمرُ الفساد غدَت نظاماً
فإن الثورة العُظمى انقلابُ
فيا وطن الإبا بأبي، وأمي
جحيمٌ أنت قُل لي، أم تُرابُ ؟؟