مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

المرأة المؤمنة تكون حوراء من حور الجنة، ويكسبها الله في خلقها في عالم الجنة ما يكسب حور العين من الجمال البارع والأخَّاذ، والقرآن تحدث عن وصف الحور العين: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن: الآية70]، الحسن والجمال البارع جدًّا، لا تحتاج إلى مكياج، ولا تحتاج إلى أدوات التجميل أبداً، {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ} [الصافات: الآية49]، يصفهنَّ أيضاً ويشبههن باللؤلؤ في صفائه وبياضه، أيضاً في حمرة الوجوه التي على بياض الوجوه: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن: الآية58]، جمال وصحة ونظارة ورشاقة، ولا تحتاج إلى ريجيم في عالم الجنة، ولا تحتاج إلى أدوات التجميل، ولا تحتاج إلى أن تتعب نفسها بشيء، تلبس من ملابس الجنة، حليتها من حلي الجنة الراقية جدًّا.

 

المساكن في الجنة مساكن طيبة، مساكن بناها الله -سبحانه وتعالى- في الآثار عن النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ما يفيد أن البعض منها فضية، مسكن من الفضة، قصر من الفضة، البعض منها مساكن ذهبية من الذهب بنيت، البعض منها من الزمرد… وهكذا من الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة تبنى مساكن الجنة، ويستقر فيها أهلها ونعيم للأبد، ليس هناك ما ينغصه لا مرض، ولا انقطاع للحياة، ليست حياةً مؤقتة، ولا هرم، لا يهرم الإنسان مع طول العمر، مع طول الوقت، مع استمرار الحياة، ولا حزن، ولا هم، ولا غم، ولا نزاع، ولا خصام، ولا مشاكل، ولا هموم… ولا أي منغص، {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر:43-35]، ما هناك لا حزن، ولا نصب، ولا تعب، ولا هم… ولا أي منغصات أبداً، {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ} [يونس: من الآية25]، (دَارِ السَّلاَمِ) السلام من كل شر، من كل بؤس، من كل شقاء، من كل عناء، سلامٌ من كل شر، ومن كل شقاء وعناء وهم، من كل المنغصات، سعادة خالصة، وراحة دائمة، وسرور دائم لا ينقطع أبداً، يعيش الإنسان مبتهجاً.

 

الحالة الاجتماعية في الجنة ما بين أولياء الله، بين المؤمنين أولئك الذين قال الله عنهم: {وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً} [النساء: من الآية69]، {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً} [الحجر: من الآية47]، تجدهم في حالة من السرور، ليس هناك أبداً أي غل، ولا أي استياء من البعض على البعض الآخر، {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً (25) إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً} [الواقعة: 25-26]، {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: من الآية24]، أنت في الجنة تعيش إنساناً محترماً، مقدَّراً، مكرَّماً، لا أحد يزعجك، ولا أحد يؤذيك، ولا تسمع من أحد أي كلامٍ يسيء إليك، أو يستفزك، أو يجرح مشاعرك، تعيش مكرَّماً، لا ينغص حياتك شيءٌ أبداً، لا تسمع إلَّا الكلام السليم والمحترم والطيب الذي ليس فيه أي إساءة، ولا تجريح، ولا تأثيم، ولا انتقاص، ولا جرح للمشاعر… ولا أي شيء أبداً، راحة وسعادة دائمة لا ينغصها شيءٌ أبداً، تلتقي بأنبياء الله، تلتقي بأولياء الله، تجتمع مع إخوتك المؤمنين في مجالس فيها شرابٌ من شراب الجنة، وأجواء كلها أجواء سعادة وراحة، ولا ملل فيها ولا سآمة أبداً، ويتجدد النعيم، بعد كل فترة تأتي أشياء جديدة، موديلات جديدة، أصناف جديدة من فضل الله، الجنة هي مستقر رحمة الله، ودار كرامته، يتجلى فيها كرم الله -سبحانه وتعالى- ورحمته على نحوٍ عظيمٍ عجيبٍ وكبيرٍ جدًّا.

 

حتى الصحاف والأواني التي يقدَّم فيها الطعام: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} [الزخرف: من الآية71]، الأكواب والأواني الفضية والذهبية التي تستخدم في عالم الجنة.

النعيم أو الجحيم

 

وكم في القرآن الكريم من حديثٍ واسع عن نعيم الجنة، يمكن للإنسان خلال شهر رمضان المبارك أن يتأمل، وأن يحسب حساب نفسه، كيف يسعى ليصل إلى ذلك النعيم، إلى دار كرامة الله ومستقر رحمته، والخسارة كبيرة جدًّا، الإنسان إذا لم يسعَ ليفوز بهذا الفوز العظيم؛ فالخسارة رهيبة جدًّا، يوم القيامة إذا لم تكن من أصحاب الجنة، إذا لم تسر في طريق الجنة الموصلة إليها، وهي: التقوى، والطاعة لله، والاستجابة لله، لا يكون حد الخسارة يوم القيامة بأنك ستخسر فحسب هذا النعيم، لا يقولون لك مثلاً: [عفواً يا أخي أنت لست من أهل الجنة، عد إلى منزلك، عد إلى الدنيا هذه، وابق في بيتكم، ارجع القرية، أو ارجع الحارة]. |لا| ليس هناك من بديلٍ عن الجنة إلَّا النار، لا بديل عن الجنة إلَّا النار، فإما أن تسلك طريق هذه الجنة، تبدأ الرحلة من هنا من عالم الدنيا في طريقها المرسومة لها، {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: من الآية133]، {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً} [مريم: الآية63]، {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [الرعد: من الآية35]، فلتسع لتكون من عباد الله المتقين فيما وصفهم به في كتابه الكريم، ولتستجب لله الاستجابة الكاملة، ولتتب إلى الله عند الذنوب، عند الزلة، عند الخطأ، وترجع وتنيب إلى الله -سبحانه وتعالى- لا تصرَّ على المعصية، لا تتهاون ابتداءً في الوقوع في المعصية، وإذا زللت؛ فلتبادر بالتوبة والإنابة إلى الله -سبحانه وتعالى- ولتطلب من الله- دائماً- التوفيق، ولتبتعد عن الأسباب والمزالق الخطرة التي توقعك في المعصية، ولتتحرك في طريق الحق؛ وإلَّا فالخسارة كبيرة جدًّا، الله أقسم قسماً كبيراً في القرآن الكريم: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1-2]، الإنسان (لَفِي خُسْرٍ): خسارته محققة ومؤكدة ولا شك فيها، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: الآية3].

 

نحن في شهرٍ كريم نتروض فيه على التقوى، نحاول أن نسيطر على شهوات النفس، نحاول أن نتروض على الصبر والتحمل فيما يساعدنا ولما يساعدنا للاستجابة لله -سبحانه وتعالى- والنهوض بمسؤولياتنا؛ لكي نفلح، لكي نفوز، ومهم مع ذلك التركيز على الدعاء، أهل الجنة في الجنة من أسباب نجاتهم وفوزهم العظيم كما ذكروا هم فيما حكاه الله عنهم: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: الآية28].

 

أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.

 

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة السابعة:

الطريق إلى الجنة ولمحة عن نعيمها

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السابعة

مايو 20, 2019م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر