مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول الله -سبحانه وتعالى-: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى} [محمد: 29-31]، حتى ماذا؟ حتى نعلم المهاجرين منكم في أعمال الدراسة العلمية، حتى نعلم طلاب العلم منكم والمتعلمين ونبلوا أخباركم، حتى نعلم الذاهبين إلى المسجد في صلاة الجماعة كل يوم، حتى نعلم ماذا؟ حتى نعلم ماذا؟ {حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد : 31]، تلك الالتزامات التي يركِّز عليها البعض التزامات سهلة، ويمكن للكثير أن يعملها حتى لو كان خبيثاً، يمكن للإنسان أن يتعلم العلم الشرعي وهو خبيث، وقلبه مليءٌ بالخبث، لا يوجد مانع، يستطيع ذلك؛ لأنه يستطيع الإنسان أن يصل إلى مرتبة أن يكون عالماً في العلوم الشرعية، وهو خبيث يستطيع، هناك تصنيف في الإسلام للعلماء إلى صنفين: علماء سوء، وعلماء حق، هذا تصنيف معروف في الدين الإسلامي، هناك تشبيه في القرآن الكريم للحالة هذه وفرز للحالة هذه في سورة الجمعة: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}، {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} من كانوا هؤلاء، من كانوا؟ كانوا علماء في بني إسرائيل، وماذا كان مثلهم؟ (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا): يعني كمثل الحمار المحمل بالكتب بأسفار التوراة، وهو يحملها على ظهره، لكن هل اهتدى بها؟ هل الحمار الذي يحمل أسفار التوراة مهتدٍ بها، مستبصر بها؟ هل كسب منها الوعي؟ هل التزم بها في الواقع العملي؟ هل أصبح مستبصراً ومستنيراً؟ هل وقف من خلالها المواقف الصحيحة؟ وماذا عن القرآن، أليس القرآن أعلى شأناً؟ أليس القرآن أعظم شأناً من التوراة؟ فما هو مثل الذين حُمِّلُوا القرآن ثم لم يحملوه لا بصيرةً، لا وعياً، ولا مسؤوليةً، ولا موقفاً، يتفرجون اليوم أمام صفقة ترامب ولا ينبسون ببنت شفة، ولا يتحركون أي تحرك، والأعداء يبذلون قصارى جهدهم في الاستهداف للأمة، في تضييع مقدساتها، ينظرون إلى الأحداث الرهيبة والمظلومية الكبيرة لشعبنا العزيز فلا يتخذون أي موقف، ولا حتى كلمة تأييد ومساندة لمن يتحملون هذه المسؤولية في التحرك الجاد للتصدي للعدوان، ولا حتى كلمة مباركة أو دعاء أو مساندة، بل على العكس، البعض يوجه موقفه السلبي تجاه من يقفون الموقف المسؤول، والموقف الصحيح، وليس له شغلٌ شاغل إلا التكلم فيهم، إلا السب لهم، إلا التحذير منهم، إلا التثبيط عنهم.

 

{حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ}؛ لأن الجهاد هو أعلى تعبير عن المصداقية مع الله، {وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} الخبث يمكن أن يتقمص الإنسان معه أي عمل، أي اتجاه في هذه الحياة؛ حتى تصل المسألة إلى الموقف والولاء والتضحية وهي المسألة الحسَّاسة جداً، {حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ}؛ لأنه لا بدَّ مع الجهاد من صبر، ولا بدَّ من استمرارية، فالآية هنا تتحدث عن الكشف لحقيقة الذين في قلوبهم مرض، وتوضيحهم من خلال هذا الابتلاء بالتحديد؛ لأنه هو الابتلاء والاختبار الذي يكشف حقيقتهم، يميز الذين في قلو بهم مرض، ممن قلوبهم سليمة ومطمئنة بالإيمان.

 

يقول الله -سبحانه وتعالى-: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا} يعني: من دون اختبار يبين مصداقيتكم مع الله، {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} يعني: دخيلةً في ولائهم، {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة: الآية16]، يعني: لا يمكن لا يمكن في أي مكان أن تتركوا من هذا الاختبار الذي سيبين من سيقفون المواقف الصحيحة الثابتة على الحق، ممن سيحاولون أن يكوّنون لهم مواقف سلبية وولاءات منحرفة، ولاءات باتجاه أعداء الأمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(الانتماء الإيماني وسنة الله في الامتحان)

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثالثة والعشرون، يونيو 1, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر